"لوموند": تأجيل ماكرون تعيين رئيس وزراء قرابة الشهرين "يثير الدهشة"

قالت صحيفة "لوموند"، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرر تعيين رئيس وزراء جديد في الأسبوع الذي يلي المشاورات مع الأحزاب السياسية المقررة في 23 أغسطس، وذلك رغم الدعوة الواضحة للتغيير التي عبر عنها الناخبون في انتخابات 7 يوليو.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن نهج ماكرون يأتي في إطار جهوده للحفاظ على السيطرة على الجدول الزمني السياسي، حتى مع الهزيمة التي لحقت به وبحزبه، لافتة إلى أن قرار ماكرون بتأجيل التعيين لأكثر من سبعة أسابيع بعد الانتخابات أثار الدهشة.

هزيمة انتخابية 

بدوره أوضح قصر الإليزيه، أن تاريخ المشاورات تم الاتفاق عليه مع القادة السياسيين، إذ كان العديد منهم لا يزالون في عطلة. 

وأشارت "لوموند" إلى أنه مع ذلك، يُنظر إلى التأخير في الاستجابة لنتائج الانتخابات على أنه تردد في الاعتراف بالرغبة الواضحة في التغيير التي عبر عنها الناخبون في صناديق الاقتراع.

موضحة أنه في أعقاب الانتخابات مباشرة، كان صمت ماكرون ملحوظًا، لا سيما في ظل التهديد المحتمل بوصول اليمين المتطرف إلى السلطة، والذي تم تجنبه بصعوبة. 

وكان ماكرون الذي دعا سابقًا إلى انتخابات تشريعية مبكرة، قد بدا وكأنه يبتعد عن النتائج، حتى مع تحول كبير بعيدًا عن حزبه.

ويرى النقاد أن تأجيل ماكرون لتعيين رئيس وزراء جديد يعكس نمطًا أوسع من المماطلة ومحاولة لتجنب مواجهة تداعيات هزيمته الانتخابية.

دعوة الناخبين للتغيير

وأضاف النقاد "أن صمته المطول وعدم استعجاله في تشكيل حكومة جديدة ترك العديد من المواطنين يشعرون بالتجاهل، إذ اتهمه البعض بتجاهل إرادة الناخبين".

وبحسب الصحيفة اتسم تعامل ماكرون مع فترة ما بعد الانتخابات بإستراتيجية التأجيل، إذ دعا إلى "هدنة أولمبية"، مطالبًا الأحزاب السياسية بتشكيل ائتلاف بينما يحدد هو ملامحه. 

وأضافت الصحيفة أنه رغم ذلك، لم يفِ ماكرون بعد بواجبه الدستوري في تعيين رئيس وزراء، حتى في ظل غياب أغلبية برلمانية واضحة.

مشددة على أن نهج الرئيس أدى إلى وضع تظل فيه البلاد بلا حكومة جديدة لمدة غير مسبوقة، مع استمرار الوزراء المؤقتين في اتخاذ قرارات حاسمة. 

 

وأكدت الصحيفة أن إصرار ماكرون على التحكم في الجدول الزمني السياسي، حتى في وجه الهزيمة، أثار قلقًا بشأن التزامه بالمبادئ الديمقراطية.

مشيرة إلى أنه بينما يؤجل ماكرون التعيين، يواجه الواقع الذي مفاده أنه بمجرد أن يتم تعيين رئيس وزراء جديد، قد يتضاءل تأثيره. 

وشددت الصحيفة أن على الحكومة الجديدة أن تعكس دعوة الناخبين للتغيير، ما قد يشير إلى بداية خروج ماكرون التدريجي من الساحة السياسية، موضحة أن هذا التأخير قد يكون وسيلة لتأجيل التحول الحتمي في السلطة.