الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أ ف ب

"الغارديان": انتخابات ماكرون المبكرة تضع فرنسا على حافة الهاوية

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إنّ مقامرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المتهورة، بإجراء الانتخابات المبكرة، تضع فرنسا على حافة الهاوية، وتثبت أن هذه الخطوة ما هي إلا هدية لـ "مارين لوبان" واليمين المتطرف.

وبحسب الصحيفة، فإنه على بعد أسبوع من الجولة الأولى من الانتخابات التي ستتردد أصداء عواقبها في مختلف أنحاء أوروبا، لا تظهر هذه المقامرة المتهورة أي إشارة على الإطلاق إلى أنها ستؤتي ثمارها.

وأضافت: "على العكس تمامًا، وفقًا لأحد الاستطلاعات، يمكن أن يزيد حزب الجبهة الوطنية حصته من الأصوات إلى 36%، أي أعلى ببضع نقاط من أعلى مستوى تاريخي سجله في 9 يونيو/ حزيران الحالي".

وتحتل حركة "معا" الوسطية التي يتزعمها ماكرون المركز الثالث، خلف الجبهة الشعبية الجديدة، وهي تحالف من الأحزاب اليسارية والتقدمية التي من المقرر أن تكون المنافس الرئيس لمارين لوبان في العديد من المنافسات.

أخبار ذات صلة
ماكرون يحذر من خطر نشوب "حرب أهلية" في فرنسا

ووفق التقرير، فإن "قرار منح لوبان الفرصة الفورية للبناء على زخم الانتخابات الأوروبية كان خطأ فادحًا".

وأشار إلى أنه "على الرغم من أن حزب الجبهة الوطنية لا يزال أقل من العدد المطلوب للحصول على الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية، إلا أنه يبدو أنه على مسافة قريبة؛ وهذا في حد ذاته أمر لافت للنظر".

وفي انتخابات مماثلة في عام 2017، في بداية الولاية الرئاسية الأولى لماكرون، انتهى حزب السيدة لوبان بثمانية نواب فقط.

وبعد تعهده بوقف صعود اليمين المتطرف في السياسة، أدى إيمان ماكرون بنفسه الذي لا يقهر وميله إلى خوض المخاطر العدوانية إلى زعزعة استقرار فرنسا.

أخبار ذات صلة
فرنسا.. "خطوة حاسمة" تفصل اليمين المتطرف عن "الحلم الرئاسي"

وأشارت الصحيفة إلى أن انجراف ماكرون نحو اليمين بشأن قضايا مثل الهجرة والتعددية الثقافية أدى إلى إضفاء الشرعية على الأجندات التي كان يُنظر إليها ذات يوم على أنها خارجة عن المألوف، وشجع الناخبين على اغتنام الفرصة للحصول على الشيء الحقيقي.

وقالت: "هكذا تجد فرنسا نفسها تدخل منطقة مجهولة، وإن تطبيع الحزب الذي أسسه جان ماري لوبان شيء، وترسيخه باعتباره القوة السياسية الأكثر شعبية في البلاد شيء آخر تمامًا".

وأضافت: "بالنسبة للمسلمين الذين يبلغ عددهم ستة ملايين نسمة في فرنسا، وهم أهداف بالفعل لعداء حزب الجبهة الوطنية، فإن استطلاعات الرأي الحالية لا تعطي نتائج جيدة".

"ومن ناحية أخرى، تهدف سياسات "فرنسا أولا" التي ينتهجها الحزب بشأن تشغيل العمالة والفوائد إلى وضع باريس على مسار تصادمي مع الاتحاد الأوروبي، في وقت يشهد اليمين المتطرف صعودا في أماكن أخرى"، حسبما أفادت "الغارديان".

وقالت إنه "في منافسة من جولتين، قد يؤدي التصويت التكتيكي من قبل الناخبين التقدميين والمعتدلين إلى تخفيف بعض الضرر".

وختمت: "لكن الخطأ الإستراتيجي الحاسم قد ارتكبه بالفعل ماكرون عندما دعا إلى هذه الانتخابات، وقد يأتي العدو بقوة في أعقاب هذا الفعل الغطرسي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com