محطة (إن.بي.آر) الإذاعية الأمريكية: البيت الأبيض يبحث عن وزير دفاع جديد بدلاً من هيغسيث
أعلنت تشاد والسنغال، الدولتان القريبتان تاريخياً جداً من فرنسا، عن رغبتهما في مغادرة القوات الفرنسية المتمركزة على أراضيهما.
ويضاف هذا إلى قرار مماثل سابق لثلاث دول في منطقة الساحل هي مالي وبوركينا فاسو والنيجر، إذ يرى العديد من المراقبين أن ذلك يكشف عن الفشل الذريع للسياسة الفرنسية بأفريقيا.
وقالت صحيفة "شالونج" الفرنسية، إن الشريكين التاريخيين السنغال وتشاد، أعلنا عن رغبتهما في مغادرة الجيش الفرنسي وليس سحب جزء منه، حيث أعلن الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي لوكالة "فرانس برس" أن سيادة بلاده لا تستوعب وجود قواعد عسكرية".
وفي مقابلة مع صحيفة "لوموند" اليومية، كان أكثر شراسة إذ قال: "أي بلد يمكن أن يكون لديه جنود أجانب على أراضيه ويطالب باستقلاله؟ فرنسا لا تقبل بهذا، لذا يجب ألا تفرضه على دول أخرى (...) ليس لدينا قاعدة عسكرية في الخارج. ولذلك فمن الطبيعي ألا نقبل بوجود عناصر أجنبية على أراضينا. ويجب ألا نخلط بين الشذوذ وبين الحالة الطبيعية" وفق تعبيره.
وبينما كان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو قد غادر لتوه عاصمة تشاد انجامينا في إطار جولة أفريقية، أعلن نظيره التشادي عبد الرحمن كلام الله "وضع حد لاتفاقية التعاون الدفاعي" الموقعة مع باريس، وهو قرار فاجأ العاصمة الفرنسية.
وقالت الخارجية الفرنسية، إن فرنسا "أحيطت علما بذلك" لكنها "تعتزم مواصلة الحوار" مع تشاد.
واعتبرت صحيفة "شالونج"، أن "هذه اللغة الدبلوماسية لا تخفي الازدراء المزدوج الذي عانت منه باريس بسبب وجودها العسكري في أفريقيا".
ورأى ولفرام لاشر من مركز الأبحاث الألماني "SWP"، أن الإعلانات الأخيرة "صفحة تُطوى" بالنسبة للقوة الاستعمارية السابقة "بعد سنوات من الدعم العسكري".
وأضاف أن "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أثار الكثير من الانتقادات في أفريقيا، من خلال حضوره جنازة الرئيس التشادي السابق إدريس ديبي، في عام 2021، وهو ما أضفى الشرعية على الانقلاب الذي أوصل ابنه إلى السلطة، وهي سياسة لم تثمر إلا رفضاً عبرت عنه تشاد اليوم" وفق تقديره.
كما تشير هذه الأحداث إلى عجز فرنسا عن كسر الجمود واستهجان الآراء الأفريقية، حتى رغم إعلان باريس انتهاء عملية "برخان" في الساحل عام 2022.
ويقول ولفرام لاشر إنه "يمكن وصف الأمر بأنه صفعة على الوجه"، في 24 ساعة السنغال وتشاد" وهذا "يظهر فشل السياسة الفرنسية في أفريقيا" وفق تقديره.