مجلة اتلانتيك تنشر خطة هجوم أمريكي تم تشاركها عن طريق الخطأ عبر دردشة هاتفية
يعدّ رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الذي اعتقلته السلطات التركية الأربعاء، من أبرز السياسيين في تركيا، وخصما قويا للرئيس رجب طيب أردوغان.
برز أوغلو على مستوى البلاد عام 2019 بعد أن فاز في انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول، كبرى المدن التركية من حيث عدد السكان، ما جعله منافساً محتملاً وقوياً للرئيس الحالي رجب طيب أردوغان الذي يتصدر مع حزبه العدالة والتنمية صناديق الانتخابات منذ أكثر من 20 عاماً.
ولد إمام أوغلو، أو "ابن الإمام"، عام 1970 في طرابزون، شمال تركيا، المطلة على البحر الأسود، وتخرج من مدارسها، ليلتحق بقسم الهندسة المدنية في جامعة "شرق البحر الأبيض المتوسط" في جمهورية "شمال قبرص" أو قبرص التركية.
ووفق الموقع الرسمي لإمام أوغلو، فإنه بعد فترة من الوقت، التحق بقسم إدارة الأعمال باللغة الإنجليزية في جامعة "جيرني" الأمريكية، وبعد عامين من الدراسة في جمهورية شمال قبرص، انتقل إلى قسم إدارة الأعمال باللغة الإنجليزية في جامعة إسطنبول وتخرج في عام 1994. وبعد ذلك حصل على درجة الماجستير في الموارد البشرية والإدارة من جامعة إسطنبول.
وأصبحت تلك التنقلات الجامعية محط اتهام لإمام أوغلو بالحصول على شهادة جامعية من دون وجه حق، بسبب انتقاله من جامعة خاصة خارج البلاد، إلى أخرى حكومية، قبل أن تصدر جامعة إسطنبول، يوم 18 مارس/آذار 2025، قراراً بإلغاء شهادته مع نحو 30 خريجاً آخر ضمن تحقيقات قادها الادعاء العام.
بدأ إمام أوغلو حياته السياسية النشطة في عام 2008، عضواً في حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، وانتخب رئيسًا لبلدية "بيليك دوزو" الفرعية في إسطنبول، عام 2014.
ولمع اسم أوغلو في تلك الفترة، قبل أن يختاره حزبه ليكون مرشحاً لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى في الانتخابات المحلية لعام 2019، التي فاز فيها على منافسه القوي من حزب العدالة التنمية الحاكم، بن علي يلدريم، رئيس الحكومة التركية السابق.
كما أعيد انتخاب أوغلو للمنصب ذاته في الدورة التالية العام الماضي 2024، إذ فاز على منافسه القوي أيضاً من الحزب الحاكم، مراد كوروم، ومن ثم اختير رئيساً لاتحاد البلديات التركية.
ومنذ بروز اسمه في الساحة السياسية، واجه إمام أوغلو الكثير من التحديات، لا سيما الدعاوى القضائية وتحقيقات النيابة العامة، التي وصلت حد اعتقاله صباح اليوم الأربعاء، بتهم تتعلق بالفساد والإرهاب.
وقبل اعتقاله بيوم واحد، انتهت تحقيقات موسعة حول شهادته الجامعية، بقرار جامعة إسطنبول إلغاءها، على الرغم من حقه في الاعتراض على القرار أمام أكثر من محكمة، كما ينوي محاموه بالفعل.
وواجه أوغلو سابقاً دعوى إهانة موظفين عموميين، خلال تصريحات صحفية له عن أعضاء الهيئة العليا للانتخابات عام 2019.
وعلى الصعيد الشخصي، تزوج إمام أوغلو من "ديليك كايا" عام 1995، ولهما ثلاثة أبناء هم: محمد سليم، من مواليد 1997، وسميح، مواليد 2005، وابنتهما الوحيدة بيرين، مواليد 2011.
ويتمتع أكرم إمام أوغلو بشعبية في مدينة إسطنبول، خاصة بين جيل الشباب، وهو ما انعكس في فوزه برئاسة بلدية إسطنبول التي ظلت لسنين طويلة تحت حكم حزب العدالة والتنمية، ومنها انطلق الرئيس أردوغان نحو تصدر المشهد السياسي في البلاد عام 2002.
وكان من المقرر أن يكون إمام أوغلو المرشح الوحيد لحزبه في الانتخابات التمهيدية الداخلية للحزب، ليشارك في الانتخابات الرئاسية عام 2028.
ونددت المعارضة التركية بما وصفته بـ"الانقلاب" باعتقال أوغلو، مرشحها المحتمل للرئاسة، بالتزامن مع إلغاء شهادته الجامعية التي تعد شرطاً للترشح.
