مدير عام المستشفيات في غزة: عدة غارات جوية إسرائيلية قتلت عائلات بأكملها
في حشد أمام أعضاء في الحزب الجمهوري، تحدث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مجددا عن فرضية ترشّحه للرئاسة في المرة المقبلة لتكرار سيناريو الرئيس الأسبق، فرانكلين روزفلت، الأمر الذي أعاد الحديث عن إمكانية إجراء تعديلات دستورية في البلاد.
وأمام الحضور الذي ضحك بعد حديثه، قال ترامب: "أعتقد أنني لن أترشح إلا إذا كنتم تعتقدون أنني مؤهل، وإذا كان الأمر كذلك، فلا بد من التفكير في خيار آخر".
وفي تعليقه على حديث الرئيس المنتخب، يقول عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، حازم الغبرا لـ"إرم نيوز" إن "ترامب يقول الكثير ولا يمكن التعويل على كل ما يقوله.. المشكلة أن الإعلام يتوقف عند كل أقواله وكأنها سياسة واضحة المعالم".
ويرى الغبرا وهو مستشار سابق في الخارجية الأمريكية، ضرورة عدم الشعور بـ"الفزع" تجاه كل ما يقوله ترامب في خطابات "شعبوية"، مشددا على أن الولايات المتحدة تحكمها قوانين ودستور.
وشدد على أن الترشح لولاية ثالثة "تاريخيا غير مقبول وغير وارد"، مستبعداً أن تشهد الولايات المتحدة تعديلا يجعل من ترامب رئيسا لفترة قادمة.
ويشير الغبرا هنا إلى التعديل 22 من الدستور الأمريكي، الذي يضع حدودًا على مدة خدمة الرئيس في الولايات المتحدة.
والتعديل 22 بدأ العمل عليه في عام 1947 حتى إقراره رسميا عام 1951، وينص التعديل على أنه لا يجوز انتخاب أي شخص رئيسًا لأكثر من ولايتين كاملتين، أي ما يعادل ثماني سنوات في المنصب.
كما يستثني التعديل الحالات التي يشغل فيها شخص منصب الرئيس بشكل مؤقت بسبب شغور المنصب، كأن يكون الرئيس قد توفي أو تم عزله.
أما السبب وراء هذا التعديل فكان ردة فعل على فترة حكم الرئيس فرانكلين روزفلت، الذي انتُخب لأربع ولايات متتالية (1933–1945)؛ مما أثار قلقًا بشأن التركيز الزائد للسلطة في يد شخص واحد.
في مقابل ذلك، لا يستبعد المحلل السياسي عامر ملحم، أن يسعى ترامب إلى ذلك رغم صعوبة التعديل.
وقال ملحم لـ"إرم نيوز": "ترامب بطبعه يحب السلطة كثيرا وهو ما ظهر بعد رفضه الاعتراف بهزيمته أمام جو بايدن في انتخابات 2020، ولذلك لا أستبعد أن يسعى ترامب للسماح لنفسه بالترشح لولاية ثالثة".
قانونيا، يمكن تعديل التعديل 22، لكن ذلك يتطلب عملية معقدة والحصول على موافقة ثلثي أعضاء مجلسي الكونغرس (مجلس النواب ومجلس الشيوخ)، ثم موافقة ثلاثة أرباع الولايات (38 ولاية من أصل 50).
نظريا يمكن تحقيق هذه الشروط، إلا أن العملية نفسها صعبة ومكلفة سياسيًا، ولا يمكن اعتبارها إجراءً سهلاً.
وتشير وسائل إعلام أمريكية إلى أن هذا الموضوع طرح في سياقات سياسية عديدة، لكن لم يتم تقديم أي مشروع قانون رسمي لإلغاء التعديل حتى الآن.
وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن السناتور جون ماكين طرح فكرة تعديل الدستور للسماح للرؤساء بالترشح لولاية ثالثة، لكنه كان اقتراحًا غير جاد، ولم يتم اتخاذ أي خطوات حقيقية نحو تنفيذه.
إضافة إلى ذلك، فإن كثيرًا من الأمريكيين يعتبرون أن وجود حد للفترات الرئاسية هو ضمان لحماية الديمقراطية ومنع تركز السلطة في يد فرد واحد لفترات طويلة، مما يجعل فكرة تعديل التعديل 22 غير محبذة لدى الكثيرين.