إعلام عبري: آلاف الإسرائيليين خرجوا بمظاهرة عشوائية في تل أبيب تطالب بإقالة نتنياهو
تواجه الدنمارك تحديات جديدة في علاقتها بغرينلاند، بسبب طموحات دونالد ترامب التوسعية. وفي مواجهة تلك الاستفزازات، تعيد كوبنهاغن تقييم علاقتها التاريخية والمستقبلية مع نوك.
ويقول أولريك برام جاد، من المعهد الدنماركي للدراسات الدولية في تصريح لـ"إرم نيوز"، إنه "لم يتم مناقشة مسألة غرينلاند في الدنمارك بهذا الشكل من قبل"، وأضاف أن "النقاش العام محاط تمامًا بهذا الموضوع".
واعتبر أن السبب في ذلك يعود إلى أن طموحات ترامب التوسعية، التي كان الدنماركيون يرونها مجرد خيالات غير مؤثرة خلال فترة رئاسته الأولى، أصبحت حقيقة يومية تقريبًا منذ إعادة انتخابه.
وأضاف أنها أصبحت أيضاً ملموسة بشكل واضح مع زيارة نائب الرئيس الأمريكي، جي. دي. فانس، مع زوجته أوشا إلى غرينلاند في 28 مارس/ آذار، حيث كانت الزيارة مقتصرة في النهاية على قاعدة قوات الفضاء الأمريكية في بيتوفيك (في الشمال الغربي).
وقد أثارت هذه الزيارة غير المدعوة موجة من الاستنكار داخل الأوساط السياسية في الدنمارك وغرينلاند. وقالت رئيسة وزراء الدنمارك، ميتي فريدريكسن، "إن الضغط على غرينلاند والدنمارك غير مقبول. وهذه ضغوط سنقاومها".
الدنمارك تفتح الباب لاستقلالية أكبر لغرينلاند
وفي تطور آخر، أعلنت ميتي فريدريكسن، رئيسة وزراء الدنمارك، في 3 أبريل/ نيسان عن رغبتها في إصلاح اتفاقية الحكم الذاتي لغرينلاند لعام 2009 خلال زيارتها للمنطقة التي يسعى ترامب للاستحواذ عليها. وأوضحت أن "الكثير من الأمور قد تغيرت منذ عام 2009"، وأن الدنمارك مستعدة لمنح غرينلاند مزيدًا من الصلاحيات من خلال إعادة صياغة اتفاقية الحكم الذاتي.
وفي مؤتمر صحفي على متن سفينة حربية دنماركية، أكدت فريدريكسن استعدادها للتعاون مع الحكومة الجديدة لغرينلاند في هذا الصدد، وقالت: "من الطبيعي أن نفكر في إصدار قانون جديد للحكم الذاتي، وسنعمل معًا على عدة نقاط".
أما في مجال السياسة الخارجية، فإن غرينلاند تطالب بالحصول على مزيد من الصلاحيات، وهو ما كانت تذكره صحيفة "غولاندس بوستن" قبل بدء زيارة فريدريكسن، حيث أن الاتفاقية الموقعة في 2009 تمنح الدنمارك السيطرة على السياسة الخارجية والدفاع والعدل، بينما يشرع البرلمان الغرينلاندي في العديد من القضايا الداخلية.
وبخصوص طموحات ترامب التوسعية، يرى الباحث السياسي الفرنسي في معهد بحوث السلام في جنيف، جيل إيمانويل جاكيه لـ"إرم نيوز"، أن دونالد ترامب يسعى من خلال تصريحاته وتوجهاته إلى إعادة الهيمنة الأمريكية على مناطق حيوية في العالم، وهو ما يظهر جليًا في محاولاته للتوسع في غرينلاند.
ويعتقد جاكيه أن هذا التصرف قد يسبب توترًا في العلاقات بين الدنمارك والولايات المتحدة، حيث تعتبر الدول الأوروبية أن هذه الخطوات تهدد سيادتها وحقوقها الإقليمية.
قوة كوبنهاغن في مواجهة طموحات ترامب
ومن ناحية أخرى، يرى جاكيه أن الدنمارك تتمتع بأوراق قوة عدة في وجه طموحات ترامب، ومن أبرز هذه الأوراق، الدعم الدولي من الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى التي تدعم السيادة الإقليمية، والعلاقات المتينة مع غرينلاند، التي تعد نقطة حيوية في سياسات الدفاع والطاقة في المنطقة.
وأضاف جاكيه أن التحرك السياسي أيضاً يعد إحدى هذه الأوراق، من خلال إعادة تشكيل اتفاقية الحكم الذاتي مع غرينلاند، مما يمنح الإقليم مزيدًا من الاستقلالية والقدرة على اتخاذ قراراته بشكل أكثر استقلالية، بما في ذلك في السياسة الخارجية.
ويرى الباحث السياسي الفرنسي في معهد بحوث السلام في جنيف أن الدنمارك في وضع حساس، حيث يتعين عليها موازنة علاقتها مع الولايات المتحدة في ضوء الضغوط الأمريكية المتزايدة، وفي الوقت ذاته الحفاظ على استقلالية غرينلاند ومكانتها الاستراتيجية في شمال القطب.
الاستجابة المحتملة للضغط الأمريكي
وبشكل عام، يتوقع جاكيه أن تحاول الدنمارك تحاشي التصعيد مع الولايات المتحدة، ولكنها ستسعى أيضًا لتقوية موقفها في غرينلاند عبر دعم استقلالية أكبر، وهو ما يمكن أن يساعد في تقوية العلاقات داخل الاتحاد الأوروبي، ويعزز من موقفها في مواجهة التحديات القادمة.
كما رأى أن هذه التطورات السياسية في غرينلاند والدنمارك سيكون لتلك تأثير كبير على العلاقات الدولية في المنطقة، كما أن الطموحات الأمريكية تحت إدارة ترامب قد تثير المزيد من التوترات، لكن الدبلوماسية والتحالفات الإقليمية قد تسهم في مواجهة هذه التحديات بشكل متوازن وفعّال.