إعلام عبري عن مصدر سياسي: إسرائيل ستناقش إنهاء الحرب إذا وافقت حماس على مخطط ويتكوف
لا تزال المُحادثات الأولية التي عُقدت بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا حديث الساعة داخل أوروبا، التي بدت تشعر بالخوف والقلق من إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية دون تحقيق أي أهداف أوروبية، رغم الدعم غير المحدود لكييف على مدار السنوات الثلاثة الماضية.
وعلى طاولة المفاوضات داخل المملكة العربية السعودية، حققت موسكو أول انتصاراتها على حلف شمال الأطلسي بعد إحراز العديد من الأهداف السياسية، وبعد منحها الولايات المتحدة الأمريكية الكثير من الأسباب التي تجعلها سعيدة من خلال اتفاق وقع بينهما.
وحصلت موسكو على نتائج عملية حقيقية، أولها عودة السفارتان الأمريكية والروسية إلى مستوى تمثيل أعلى، بالإضافة إلى الاتفاق على تعيين فريق رفيع المستوى للعمل على إنهاء الصراع في أوكرانيا بطريقة دائمة، وأيضا البدء في مناقشة ودراسة التعاون الجيوسياسي والاقتصادي بين أمريكا وروسيا.
اتفاق ثنائي وعزل الناتو
ومع عودة روسيا من العزلة، بعد إطلاق سراح المُعلم الأمريكي مارك فوغل من قبل الكرملين، واتفاقها مع الولايات المتحدة، فإن لا صوت يعلو فوق السيناريوهات المتوقعة خلال الفترة المقبلة، وسط تساؤل: هل يُنهي الاتفاق الأمريكي الروسي الحرب الأوكرانية بمعزل عن الناتو؟
وعلق الخبراء على تداعيات الاتفاق الأمريكي الروسي وتأثيره على الحرب الأوكرانية والناتو، وأكدوا أن أوكرانيا وأوروبا "الناتو" تحت رحمة الولايات المتحدة الأمريكية الآن، بعد تحركاتها المفاجئة غير المتوقعة مع روسيا واتفاقهما على عودة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وأشار الخبراء، إلى أن الاتفاق الذي وقع بين أمريكا وروسيا هو بداية الطريق نحو إنهاء الحرب الأوكرانية بشكل يُرضي واشنطن وموسكو، بعيدًا عن حلف الناتو، وأن الولايات المتحدة ترغب في إنهاء هذا الصراع للتفرغ لصراعها المتوقع مع الصين.
الناتو ورحمة أمريكا
وقال العميد نضال زهوي، الخبير العسكري رئيس قسم الاستراتيجيا في مركز الدراسات الانثروستراتيجية، إن الاتفاق الأمريكي الروسي المبدئي وضع الناتو وأوروبا في عُزلة بشكل عام؛ ولذلك يُمكن القول إن الأزمة الأوكرانية انتهت على حساب كييف وحلفائها الغربيين، بعد أن أصبحوا تحت رحمة الولايات المتحدة الأمريكية حاليًّا.
وأضاف زهوي في تصريحات، لـ"إرم نيوز"، أن سياسات ترامب واضحة وأن على الدول الغربية أن تزيد من إنفاقها الدفاعي لحلف الناتو حتى يتم حمايتها، أي لا حماية مجانية من أمريكا لأوروبا.
وأشار الخبير العسكري، إلى أن الصراع الجديد سيكون بين أمريكا والصين، وسوف يبدأ تقريبا بعد 6 أشهر من الآن، وهذا الصراع يتطلب من واشنطن الاهتمام بعلاقتها بالدول البحرية وما يعنيها من أوروبا بشكل عام هي بريطانيا، وكذلك دول شرق آسيا البحرية حتى يكون لأمريكا امتداد تجاه بحر الصين.
وأضاف، أن الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا يسيران على الطريق الصحيح لإنهاء الحرب الأوكرانية بطريقة تُحقق أهدافهما المشتركة، وتحديدًا الأهداف الاقتصادية والعسكرية، وأن عودة العلاقات الدبلوماسية بينهما هو الطريق الأول لإنهاء هذا الصراع.
تسوية بشروط روسية
ومن ناحية أخرى، قال بسام البني، الخبير في الشؤون الروسية، إنه في حال تنفيذ الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة سوف يتم إنهاء الحرب في أوكرانيا بشكل فوري، وأن أي تسوية سوف تتم وفقا للشروط الروسية ومنها عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو.
وأوضح، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن إنهاء الحرب الأوكرانية بالطريقة الأمريكية الروسية يُعتبر هزيمة للغرب والناتو بشكل عام، وأن أوروبا فقدت "ظهرها" الذي كان يدعمها - أمريكا - التي تحولت إلى وسيط بعد أن كانت ندًّا لروسيا.
لكن موسكو تريد أن تتقاسم النفوذ العالمي مع واشنطن، بالإضافة إلى الأقطاب الأخرى مثل الصين والبرازيل والهند والقوى الصاعدة.
وأوضح البني أن أي اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة سيكون كارثيًّا على حلف الناتو، خاصة بعد تهديدات واشنطن بالانسحاب من الحلف ومطالبتها للدول الأوربية بزيادة الإنفاق الدفاعي للحلف إلى 5%، وأوروبا لن تستطيع، وبالتالي فإن أي اتفاق بين روسيا وأمريكا سيؤدي إلى إضعاف للموقف الغربي بشكل عام.
وأشار المحلل السياسي، أن أهم ما في الأمر هو تخلي الغرب وأمريكا على وجه التحديد عن فكرة هزيمة روسيا استراتيجيًّا، وهذا أمر مرحب به في روسيا، ويصب في مصلحة موسكو وضد المصالح الأوروبية والأوكرانية، لتسقط بذلك الوعود الزائفة التي روجت لها أمريكا والدول الغربية بأن روسيا سوف تسقط في هذه الحرب وسوف تتقاسم أوكرانيا والدول الأوروبية الغنائم.
واختتم بسام البني، الخبير في الشؤون الروسية تصريحاته قائلا، إن "أمريكا وروسيا قادرتان على إنهاء الحرب الأوكرانية بمفردهما، وأن ما حدث فعليًّا هو هزيمة للغرب وانسحاب أمريكا من المواجهة لتترك الدول الأوروبية وحدها في مواجهة مع روسيا".
