روبيو: أمريكا ترغب في التعاون مع تركيا بشأن سوريا وأماكن أخرى
أكد خبراء في العلاقات الدولية والشؤون الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعث برسائل "مهمة" إلى كييف وأوروبا، من خلال انتقاداته للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن أبرز رسائل ترامب إلى أوروبا وأوكرانيا، تمثلت بضرورة السير في طريق جديد، يقوم على التعامل بحذر مع روسيا في ظل عدم قدرة الغرب على الدخول في حرب معها.
وقال ترامب، مؤخراً، إن زيلينسكي أقنع واشنطن بإنفاق 350 مليار دولار للدخول في حرب لا يمكن كسبها، واصفاً إياه بأنه "ديكتاتور بلا انتخابات"، وأنه "غير شرعي"، في الوقت الذي تجري فيه واشنطن مع موسكو، محادثات حول الأزمة الأوكرانية ومصيرها.
وقال الخبير في الشؤون الدولية، محمد أشتاتو، إن هناك 4 رسائل يريد الرئيس الأمريكي إرسالها إلى الغرب لاسيما الدول الأوروبية، بعد توجيهه انتقادات لزيلنسكي، وعدم مشاركة بلاده صاحبة الأزمة، المباحثات الجارية مع الروس في السعودية.
وبيّن لـ"إرم نيوز"، أن الرسالة "الأولى أنه الرئيس الفعلي للعالم الغربي، وهو من يحدد ما يمكن أن يقوم به الغرب، وما لا يمكن فعله ، وأنه مسؤول الأمن العالمي، ويقرر على إثر ذلك ، ما هو مهم وما هو عبثي".
أما الرسالة الثانية، بحسب أشتاتو، فهي أن زيلينسكي تعامل مع هذه الحرب بطريقة عبثية، ولم يقدم أي شيء في المجال العسكري أو الدبلوماسي أو للدول الغربية بصفة عامة التي ساعدته بكل ما أوتيت من قوة عبر تقديم الأسلحة المتطورة، والأموال، والدعم الدبلوماسي، ولكن زيلنسكي لم يصل إلى أي نتيجة، في حين أن القوات الروسية تقدمت واستولت على العديد من المناطق الأوكرانية ، مما يمنع أي أمل سواء لكييف أو أوروبا.
وذكر أن الرسالة الثالثة، تحمل ضرورة ترك زيلينسكي منصبه لشخص آخر يكون الرئيس الفعلي المنتخب، للسير في طريق جديد، يقوم على التعامل بحذر مع روسيا في ظل عدم قدرة الغرب على الدخول في حرب معها.
وأضاف أشتاتو أن هناك مخاوف من استعمال موسكو لقوة عالية السقف "السلاح النووي"، مما يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه ليس لدول أوروبا فقط بل للغرب بما فيه أمريكا، لذلك ترامب يحاول من خلال ذلك، الضغط لوقف هذه الأزمة في ظل مفاوضات جادة مع روسيا دون حضور زيلينسكي.
ولفت إلى أن الرسالة الرابعة من ترامب، هي أن أوكرانيا "بيدق" صغير في السياسة الدولية لأمريكا وأوروبا، وأنه كرئيس للولايات المتحدة، هو الذي يقرر ما يجب أن يقوم به زيلينسكي، بخصوص الحرب والسلام أو أي شيء آخر.
بدوره رأى الباحث في الشأن الأمريكي، أحمد ياسين، أن ترامب يستهدف إسقاط "شرعية" زيلينسكي، التي يتعامل معها الأوربيون دولياً بـ"خجل"، وأن يفرض بذلك، اتفاق أمر واقع أمام المجتمع الدولي، وعلى أوكرانيا وأوروبا، بينه وبين بوتين، بتثبيت صورة أن كييف ليس لها من يمثلها بشكل شرعي.
وأضاف في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن ترامب يريد تعميم عدم شرعية زيلينسكي، وأن أوكرانيا ليس لها الرئيس الشرعي المنتخب حتى يكون له القرار باستكمال الحرب أو الذهاب إلى إيقافها، وذلك بعد أن كان من الممكن القبول بأنه "شرعي" أو ما يشبه ذلك، في حال مثول الرئيس الأوكراني لشروط روسيا فيما يتعلق بالاحتفاظ بالمناطق التي استولت عليها لوقف الحرب، كما يرغب ترامب.
وبيّن الباحث ياسين أن محو شرعية زيلنيسكي ستكون بمثابة فرض ترامب شروطه على أوروبا بعدم التمرد على ما يسير فيه، وأن يلتزموا بما سيخرج من اتفاق مع بوتين أو تحمل ما سيلحق بهم في حال الرفض.
وأكد أن عدم قبول زيلنيسكي بالتفاعل مع أي خطوط اتصال غير مباشر من جانب الولايات المتحدة لوقف الحرب بالوضع الحالي والاتفاق باحتفاظ روسيا بالأراضي التي سيطرت عليها، من الواضح أنه أمر يعكس تنفيذ ما هو متوقع من أوروبا، بتعظيم ومواصلة الدعم اللامحدود لزيلنيسكي.