ترامب أم هاريس؟.. نتائج الانتخابات الأمريكية تثير قلق كييف

قال مراقبون إن نتائج الانتخابات الأمريكية تُثير قلق كييف، حال تولي الرئيس السابق دونالد ترامب، أو نائب الرئيس الحالي كامالا هاريس، رئاسة البيت الأبيض؛ وذلك بسبب موقف كل منهما المُغاير لموقف الرئيس الحالي جو بايدن، باعتباره الداعم ماديًّا وعسكريًّا لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد كشف في مقابلة مع وسائل إعلام فرنسية، أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية ونتائجها المحتملة تشكل تحديًا ومخاطر بالنسبة لأوكرانيا.

وقال إن "هناك مخاطر لا يمكن التنبؤ بها إذا فاز دونالد ترامب، لا نعرف كيف سيكون حوارنا، ولا أعرف ماذا سيحدث بعد الانتخابات".

ويؤكد المراقبون أن مخاوف زيلينسكي قد تُجبره على وضع حلول للتعامل مع كافة السيناريوهات المحتملة بشأن نتائج الانتخابات الأمريكية، إضافة إلى سعي أوكرانيا لعقد لقاء يجمع زيلينسكي وترامب بهدف وضع النقاط فوق الحروف بشأن الخطة الأمريكية لما بعد الانتخابات الرئاسية.

وفي هذا الصدد، يؤكد الباحث في الشؤون الأمريكية، إيهاب عباس، أن الحرب الروسية الأوكرانية بدأت تأخذ مسارًا مُغايرًا لطموحات كييف، وذلك بالتزامن مع قرار الرئيس الأمريكي المفاجئ بالانسحاب من السباق الرئاسي، الأمر الذي زاد مخاوف الرئيس الأوكراني من نتيجة الانتخابات الأمريكية.

ويشير عباس إلى أن أولى المخاوف الأوكرانية، تتمثل في تولي كامالا هاريس رئاسة البيت الأبيض، بعد تنامي فرصها بالفوز في الانتخابات الرئاسية؛ وذلك بسبب خلافها مع زيلينسكي قبل بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، إذ رفضت المطالب الأوكرانية بتزويد كييف بالأسلحة، أو فرض عقوبات على روسيا الاتحادية.

وكان ترامب قد كتب على منصته "تروث سوشيال"، أنه في حال أصبح الرئيس المقبل للولايات المتحدة: "سأجلب السلام إلى العالم، وأنهي الحرب التي كلفت كثيرًا من الأرواح".

ويضيف الباحث في الشؤون الأمريكية، أن ترامب قد يكون عقبة كبرى في طريق أوكرانيا؛ بسبب رغبته القوية في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما وعد به صراحةً، في الوقت الذي لا تفضل فيه أوكرانيا هذا الخيار، ووصفه بأنه بمثابة "انتحار القضية الأوكرانية"، التي تسعى لاستعادة الأراضي التي ضمتها روسيا إلى حيازتها مجددًا.

ورجح أن يقطع ترامب المساعدات الأمريكية عن أوكرانيا، وأن يمارس الضغط على حلف شمال الأطلسي "الناتو" لعدم تقديم أي دعم إضافي لكييف.

من جانبه، يقول مدير مركز فيجن للدراسات الأوكرانية، الدكتور سعيد سلام، إن قرار المرشح الجمهوري دونالد ترامب باختيار السيناتور جي دي فانس نائبًا له في رئاسة البيت الأبيض، تسبب بحالة من القلق لدى الرئيس الأوكراني، ولا سيما بعد أن تحدث فانس عن نيته منع المساعدات المالية والعسكرية المقدمة لكييف حال وصل ترامب للرئاسة.

  وكان ترامب قد انتقد "المساعدات بالمليارات من الدولارات التي أُنْفِقَت على دفاع أوكرانيا"، قائلًا إن كييف "لا تفوز بالحرب".

ويشير مدير مركز فيجن للدراسات الأوكرانية، إلى أن فريق زيلينسكي يدرس الآن كافة السيناريوهات للتعامل مع نتائج الانتخابات الأمريكية، سواء فاز ترامب أو هاريس، وإن كانت الساحة الأوكرانية تفضل تولي الأخيرة رئاسة البيت الأبيض، بسبب احتمالية نجاح الضغوط الأوروبية عليها لإنهاء الحرب بطريقة تتوافق مع المطالب الأوكرانية، التي تتمثل في إعادة جميع الأراضي المحتلة لسيادتها، وذلك بدلًا من ترامب المعروف بحدته بشأن القضية الأوكرانية.

ويوضح سلام، أن الرئيس الأوكراني يسعى حاليًّا للحصول على المزيد من دعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي لحماية كييف واستقلالها، وزيارة الولايات المتحدة لمقابلة ترامب وجهًا لوجه، لتحديد الخطوات التي ستُتَّخَذ حال وصوله لكرسي الرئاسة، وهو ما سيُعْلَن عن تفاصيله خلال الأيام المقبلة.