الخارجية الأمريكية: لا نزال ندعو إلى حكومة شاملة يقودها المدنيون في سوريا
في زيارة أثارت جدلًا واسعًا، ظهرت زعيمة حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، مارين لوبان، بقوة خلال زيارتها إلى جزيرة مايوت بين 5 و7 يناير، بعد الدمار الذي خلفه إعصار "شيدو" في 14 ديسمبر.
وحضور لوبان البارز إعلاميًّا وسياسيًّا سلط الضوء على غياب أحزاب المعارضة الأخرى، التي وجهت انتقادات لاذعة لما وصفته بـ"الاستغلال السياسي" للكارثة.
استثمرت مارين لوبان زيارتها للأرخبيل لإبراز صورتها كقائدة قريبة من معاناة السكان، حيث ظهرت في صور متعددة بجانب قوات الأمن والعاملين في المستشفيات وقرى الجزيرة.
هذه الزيارة، التي حظيت بتغطية واسعة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، أظهرت تفاعلًا مباشرًا مع السكان المحليين، ما عزز مكانتها في مايوت، التي تعد قاعدة انتخابية حاسمة لحزبها.
في المقابل، اكتفت أحزاب المعارضة الأخرى، مثل تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" اليساري، بإصدار بيانات تندد بآثار الكارثة وتطالب بمساعدات عاجلة دون أن تُظهر حضورًا ميدانيًّا في الجزيرة. بحسب صحيفة "لا كروا"، لم تُخطط هذه الأحزاب حتى الآن لأي زيارة إلى مايوت، وهو ما أثار تساؤلات حول أسباب الغياب.
يُرجع بنيامين موريل، أستاذ العلوم السياسية، قرار لوبان زيارة مايوت إلى أهميتها الانتخابية، إذ حصلت لوبان على 59.1% من أصوات الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية 2022 في مايوت، ما يجعلها قاعدة انتخابية لا يمكن التفريط بها.
ووفق موريل، فإن صور الاستقبال الحار التي حظيت بها لوبان تهدف إلى التباين مع الاستقبال الفاتر الذي واجهه الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس وزرائه فرانسوا بايرو في ديسمبر الماضي.
رغم ذلك، انتقدت أحزاب اليسار خطوة لوبان ووصفتها بأنها "استغلال سياسي". آرثر ديلابورت، المتحدث باسم الحزب الاشتراكي، قال: "لوبان تستغل كارثة طبيعية لتحقيق أجندتها المتعلقة بالهجرة، هذا أمر صادم"، بينما أكد إريك كوكريل، نائب عن حزب "فرنسا الأبية"، أن المعارضة تعمل على جمع التبرعات بعيدًا عن الاستعراض الإعلامي.
فيرجيني مارتن، أستاذة وباحثة في كيدج بيزنس سكول، ترى أن قضايا الهجرة غير الشرعية التي تركز عليها لوبان ووزير الداخلية برونو ريتايو تُعدُّ تحديًا حساسًا لليسار.
وتضيف: "اليسار يواجه تناقضات عميقة في التعامل مع هذا الملف، هل يدعون إلى تسوية أوضاع المهاجرين غير الشرعيين؟ ذلك موقف قد يكون غير مقبول في مايوت".
تشير مارتن أيضًا إلى أن أحزاب اليسار كان بإمكانها التركيز على الطوارئ المناخية، لكنها ترى أن الربط بين إعصار "شيدو" وتغير المناخ لا يزال غير مؤكد، هذا الموقف أفسح المجال للوبان لتوظيف الكارثة بما يخدم أجندتها السياسية دون مواجهة تحديات كبيرة.
زيارة مارين لوبان إلى مايوت أبرزت قدرتها على استغلال الأزمات لتعزيز حضورها السياسي، مستغلةً غياب خصومها في المعارضة. في المقابل، يعكس غياب الأحزاب اليسارية عن المشهد تحدياتها في صياغة خطاب متماسك يُعالج قضايا معقدة كالهجرة والكوارث الطبيعية.