ترامب: مستشار الأمن القومي والتس تحمّل المسؤولية عما جرى في محادثة سيغنال

logo
العالم

"تحالف الراغبين".. كيف سترد روسيا على التصعيد الأوروبي؟

"تحالف الراغبين".. كيف سترد روسيا على التصعيد الأوروبي؟
جندي أوكراني يشغل مركبة أرضية "مسيرة" لزرع الألغام في منط...المصدر: رويترز
19 مارس 2025، 5:47 ص

ثار إعلان بريطانيا عن مشاركة أكثر من 30 دولة في تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا جدلاً واسعاً حول طبيعة التحالف، الذي يُعرف بـ"تحالف الراغبين"، وما إذا كان مجرد دعم عسكري لكييف أم خطوة تصعيدية جديدة ضد موسكو.

وانضمت العديد من الدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا، إلى التحالف بهدف تعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية، لكن الدوافع تختلف من دولة لأخرى، إذ تسعى دول أوروبية شرقية لحماية نفسها من أي تمدد روسي محتمل.

وتحدث خبيران عن سيناريوهات روسية للتعامل مع التحالف، أبرزها تصعيد عسكري مباشر، عبر تكثيف الهجمات على الإمدادات المقبلة من الدول الغربية، وتوسيع نطاق الحرب، من خلال استهداف مناطق خارج أوكرانيا، مثل مستودعات الأسلحة في بولندا أو غيرها، واللعب بورقة التفاوض.

أخبار ذات علاقة

أكثر من 30 دولة ستشارك في "تحالف الراغبين" لدعم أوكرانيا

 أوضح الخبيران لـ"إرم نيوز"، أن الموقف الأوروبي تجاه الأزمة الأوكرانية يشهد تخبطاً واضحاً، وأن فكرة نشر قوات حفظ السلام ما هي إلا وسيلة لبناء قواعد عسكرية قريبة من روسيا، وجمع معلومات استخباراتية، وتدريب القوات الأوكرانية.

عدم يقين أوروبي

قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأوروبية، كارزان حميد، إن الدول الأوروبية، وعلى رأسها المملكة المتحدة وفرنسا، تواجه حالة من اللايقين في ظل التحول الملحوظ في سياسة واشنطن بعد عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، خاصة فيما يتعلق بالمفاوضات المحتملة بين روسيا وأوكرانيا لإبرام اتفاق سلام دائم.

وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن الموقف البريطاني، الذي كان هجومياً ضد موسكو منذ بداية الحرب في 2022، شهد تغيراً طفيفاً قبل نحو شهر ليتماشى مع السياسة الأمريكية، لكنه سرعان ما عاد ليصبح أكثر تشدداً وعدائية تجاه أي تسوية سلمية بين كييف وموسكو، مما يعكس حالة التخبط الأوروبي، وغياب إستراتيجية واضحة لإنهاء الصراع.

 

وأوضح حميد أن اجتماع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مع نحو 25 قائداً عالمياً لمناقشة إمكانية نشر قوات حفظ السلام في أوكرانيا، يهدف في الأساس إلى بناء قاعدة عسكرية قريبة من روسيا، وجمع معلومات استخباراتية عن تحركات الجيش الروسي، بالإضافة إلى تدريب القوات الأوكرانية على إعادة تنظيم صفوفها وشن هجمات على القوات الروسية التي تسيطر على الأقاليم الشمالية والشرقية.

وذكر أن التحركات الأوروبية تعكس محاولة لفرض قواعد جديدة في العلاقات الدولية، مع تهميش دور الأمم المتحدة في عمليات حفظ السلام، حيث أصبحت قرارات نشر القوات العسكرية تُتخذ وفق مصالح الدول الكبرى، وليس استناداً إلى الأطر القانونية المعمول بها دولياً.

وبيّن حميد أن "لندن وباريس تضغطان على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمنعه من الدخول في أي مفاوضات سلام مع موسكو دون إشرافهما وموافقتهما، مهددتين بوقف الدعم العسكري والمالي في حال تجاوزهما".

واعتبر أن مطالبة أوكرانيا برعاية أمريكية لبدء هدنة لمدة 30 يوماً، مع نشر قوات أوروبية على أراضيها، ليست سوى خطوة دعائية، لأن موسكو ترفض بشكل قاطع أي وجود عسكري أجنبي داخل أوكرانيا.

 

وأكد حميد أن التحركات البريطانية الفرنسية تهدف بالأساس إلى ضمان دور في أي مفاوضات سلام قادمة، إلا أن الدول الأوروبية، كما هو حال أوكرانيا، لا تملك أوراقاً تفاوضية قوية أمام موسكو، خاصة أن كييف ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي، ولن تحصل على عضويته مستقبلًا، كما أكدت المجر مؤخراً.

وفيما يخص ما يُعرف بـ"تحالف الراغبين" لحفظ السلام، تساءل حميد عما إذا كان سيضم دولاً كالصين، الهند، أو البرازيل، ليجيب بأن التحالف يقتصر على دول مولت ودعمت الحرب ضد روسيا، وهي اليوم تبحث عن موطئ قدم لها في أي تسوية سياسية لضمان مصالحها.

وأكد أن العواصم الأوروبية، مثل واشنطن، تسعى للاستفادة من إعادة ترتيب الوضع في أوكرانيا، لكنها تواجه أزمات اقتصادية ولوجستية داخلية تجعل من الصعب تمويل المزيد من المغامرات العسكرية، مما يعني أن الحرب لم تتوقف، بل تأخذ استراحة مؤقتة قبل أن تُستأنف من جديد.

الحصول على مقعد

من جانبه، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية الدكتور محمود الأفندي، إن دعوة بريطانيا نحو 30 دولة لدعم أوكرانيا تهدف بالأساس إلى تمهيد الطريق لنشر قوات حفظ السلام في كييف.

 

وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن أوروبا تحاول من خلال هذه الخطوة الضغط من أجل الحصول على مقعد في مفاوضات السلام، خاصة بعد أن تجاهلها كل من ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ترتيبات التفاوض.

وأوضح الأفندي أن الاتفاق سيتم بين روسيا والولايات المتحدة فقط، دون إشراك أوكرانيا أو دول الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن الحرب كانت في الأساس "بالوكالة"، حيث أدت أوكرانيا الدور العسكري نيابة عن واشنطن، بينما تحملت أوروبا العبء الاقتصادي.

وتابع بأن الدول الأوروبية، بعد خسارتها في هذه الحرب، تحاول، الآن، فرض نفسها على طاولة المفاوضات لضمان مكاسب سياسية واقتصادية، فيما يمكن وصفه بمحاولة أوروبا إيجاد موطئ قدم لها داخل أوكرانيا.

أخبار ذات علاقة

التايمز: ستارمر مُستعد لنشر قوات بريطانية في أوكرانيا لفترة طويلة

 

ووصف الدكتور الأفندي المحاولات البريطانية لحشد دعم عسكري لأوكرانيا بأنها "يائسة"، مؤكداً أن هناك عائقاً كبيراً أمام نشر قوات حفظ السلام، حيث إن كلاً من روسيا والولايات المتحدة لن تقبلا بهذا المقترح. 

واعتبر أن التحركات البريطانية تأتي في إطار "هراء إستراتيجي"، هدفه الضغط على موسكو وواشنطن لإضعاف موقف بوتين التفاوضي، مشددًا على أن شروط موسكو للسلام واضحة، وأبرزها منع دخول أي قوات من حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى أوكرانيا، وضمان حياد كييف عبر منع انضمامها إلى الحلف.

وأكد الأفندي أن هناك تفاهماً روسياً أمريكياً على ضرورة إيجاد حل جذري للأزمة الأوكرانية، مشيراً إلى أن جذور المشكلة تعود إلى توسع حلف "الناتو"، منذ العام 1997، واقترابه من الحدود الروسية.

وشدد أن روسيا لن توافق مطلقاً على نشر قوات حفظ السلام في أوكرانيا، كما أن أوروبا لا تستطيع اتخاذ هذه الخطوة دون غطاء أمريكي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات