ماكرون يؤكد لنتنياهو ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ونزع سلاح حماس
قال محللون إن الهجوم الانتقامي الذي شنته إسرائيل على إيران صباح اليوم السبت، كان بمرتبة بداية مرحلة جديدة وأكثر خطورة في الصراع المستمر بين البلدين منذ سنوات، لكنه لم يصل إلى حد إثارة حرب شاملة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وبحسب الصحيفة، فإن الهجوم كان لحظة مهمة، إلا أنه لم يستفز على الفور تهديدًا إيرانيًا بالانتقام، ما خفف المخاوف من أن اثنين من أقوى الجيوش في الشرق الأوسط على وشك الدخول في صراع لا يمكن السيطرة عليه.
وقالت إيلي جيرانمايه، الخبيرة في شؤون إيران في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، وهي مجموعة بحثية مقرها برلين: "لقد دخلت سنوات الحرب الخفية في صراع مفتوح تمامًا، وإن كان صراعًا تتم إدارته، في الوقت الحالي".
وأضافت أن "طهران تستطيع أن تتقبل هذه الضربات ضد المنشآت العسكرية دون أن ترد بطريقة تدعو إسرائيل إلى المزيد من العمل".
ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين، ركزت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية اليوم السبت على ما يقارب 20 منشأة عسكرية، بما في ذلك بطاريات الدفاع الجوي ومحطات الرادار ومواقع إنتاج الصواريخ، بدلًا من ضرب مواقع تخصيب نووي حساسة ومنشآت إنتاج نفط.
وأشارت الصحيفة إلى أن التركيز المحدود نسبيًا لتلك الهجمات سمح للمؤسسات الإيرانية بإظهار شعور بالعودة إلى الحياة الطبيعية صباح يوم السبت. فقد أعادت هيئة الطيران فتح المجال الجوي الإيراني، وبثت وكالات الأنباء التي تديرها الدولة صورًا ومقاطع فيديو للحياة تعود إلى طبيعتها. كلها علامات، كما قال المحللون، على أن قيادة إيران تحاول التقليل من أهمية الهجوم الإسرائيلي والحد من التوقعات المحلية برد إيراني كبير.
من جانبه، قال يوئيل جوزانسكي، الخبير الإسرائيلي في شؤون إيران في معهد دراسات الأمن القومي، وهي مجموعة بحثية مقرها تل أبيب: "هذه بداية لمرحلة جديدة، مرحلة خطيرة، مع الكثير من الحساسيات. لكن الموسيقى التي أسمعها من إيران تقول في الأساس، 'أوه، هذا لا شيء'".
وأضاف: "نتيجة لذلك، من الممكن أن يختتم الجانبان هذه الجولة على الأقل، وأننا لن نرى انتقامًا إيرانيًا، أو إذا رأيناه، فسيكون صغيرًا في نطاقه".
ومع ذلك، حذر المحللون من أنه حتى لو تراجع التصعيد الأخير، فإنه قد دفع إيران وإسرائيل إلى مسار أكثر صعوبة نحو صراع لا يمكن السيطرة عليه. فلسنوات، خاضت الدولتان حربًا سرية قوض فيها كل جانب مصالح الآخر وقدم الدعم لخصومه، فيما نادرًا ما يتحمل المسؤولية عن هجماته، وفق الصحيفة الأمريكية.
ويخشى بعض المحللين من أن تكون إسرائيل، على الرغم من ضبط النفس النسبي اليوم السبت، قد مهدت الطريق لضربة أكبر في أعقاب الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجرى في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إذ إن الانتخابات ستؤدي إلى بدء عملية انتقال للسلطة، إذ سيتضاءل نفوذ واشنطن وتركيزها على الصراع بين إيران وإسرائيل.
ومن خلال إلحاق الضرر بالدفاعات الجوية الإيرانية ونظام الرادار، تكون إسرائيل قد سهلت على طائراتها المقاتلة مهاجمة إيران في المستقبل، وهي الخطوة التي قد تردع طهران عن الرد بقوة أو تشجع إسرائيل على محاولة شن مزيد من الهجمات، أو كليهما.