بعد دعوة أوربان للصلح.. هل تغير المجر قواعد اللعبة في أوروبا؟

أثار سير المجر عكس التيار الأوروبي، في علاقتها مع روسيا والصين، مخاوف أوروبية، منذ تولي بودابست رئاسة الاتحاد الأوروبي، مطلع يوليو/ تموز الجاري، خاصة بعد دعوة رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان للتصالح مع روسيا والصين.

وبرأي مراقبين، فإن "هذا السياق يشير إلى التحركات الأخيرة لرئيس الحكومة المجرية فيكتور أوربان، الذي يتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي، وزيارته روسيا ومن بعدها الصين للقاء رئيسها، وهو ما يتعارض مع سياسية التكتل الأوروبي".

وبحسب المراقبين، "تطفو على السطح السياسي عدة تساؤلات مفادها: هل ينجح أوربان في إتمام عملية التصالح بين الدول الأوروبية، وكل من روسيا والصين؟ وما مدى قدرته على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية".

وأجمع محللون سياسيون على أن "تحركات أوربان تثير مخاوف أعضاء حلف "الناتو"، خاصةً وأن بودابست تحاول العمل بمفردها دبلوماسيًّا في حل الأزمات بحثًا عن مصلحتها الشخصية مع روسيا والصين".

وأشار المحللون، في تصريحات لـ "إرم نيوز"، إلى "إخطار نحو 20 دولة عضوة في الاتحاد الأوروبي، المجر، بالاحتجاج على هذه التحركات المنفردة".

وساطة مجرية

وقال رمضان أبو جزر مدير مركز "بروكسل" للأبحاث، إن "زيارة أوربان إلى روسيا والصين أثارت حفيظة الدول الأوروبية وأعضاء الناتو، رغم أن سفره كان وساطة مجرية، ولم يكن ممثلًا عن دول الاتحاد الأوروبي".

وأضاف أن "ذلك يأتي تنفيذًا لسياسية وشعارات بلاده التي تتبنى مواقف صريحة من المساعدات الأوروبية لأوكرانيا بصفة خاصة والحرب الروسية الأوكرانية بصفة عامة".

ورأى أبو جزر أن "المجر لن تنجح وحدها، رغم تحركات أوربان، في حل الأزمة الروسية الأوكرانية، دون مساعدة الدول أعضاء الاتحاد الأوروبي، وذلك لأنها تعيش في عزلة عن الاتحاد".

ورأى أن "حل هذه القضية يكمن في العديد من الطرق وفقًا لسياسة الناتو والمعايير الخاصة به، وليس معيار وقواعد دولة بعينها".

غير مجدية

من جهته، أكد رضوان القاسم أستاذ العلاقات الدولية، أن "عدم جدوى الاقتراح الذي تقدم به أوربان، وتضمن دعوة الاتحاد الأوروبي لبدء مفاوضات رفيعة المستوى مع الصين لعقد مؤتمر سلام بشأن الحرب الروسية الأوكرانية".

وأشار إلى أن "نحو 20 دولة من الناتو أخطرت المجر بعدم مشاركتها في اجتماعات بشأن الوساطة الصينية الروسية لإنهاء الحرب الروسية على جارتها أوكرانيا".

وأضاف قاسم أن "رئيس الوزراء المجري يغرد منفردًا خلال رئاسة بلاده للاتحاد الأوروبي، وذلك لعدم التزامه بسياسة التكتل الأوروبي".

وتوقع قاسم "تصويت الناتو خلال الفترة المقبلة على مشروع يعارض قرارات أو اجتماعات أوربان، كما حدث في العام الماضي، مع اختلاف الأمر في هذه الحالة، لارتباطها بسياسة الناتو التي لا تقبل المزايدة أو التلاعب بها لتحقيق مصالح خاصة بإحدى الدول".

وأشار أستاذ العلاقات الدولية إلى أن دعوة رئيس الوزراء المجري الدول الأوروبية للتصالح مع روسيا والصين لن تجد صدى داخل التكتل الأوروبي، بسبب موقف موسكو وبكين من الحرب الروسية الأوكرانية بصفة خاصة، وسياسة أوروبا والناتو بصورة عامة.