واشنطن تمنح خطوط "يسرائير" الإسرائيلية تصريحا مؤقتاً لتسيير رحلات جوية إلى أمريكا

logo
العالم

أزمة جديدة تهدد الناتو بسبب أطماع ترامب في غرينلاند

أزمة جديدة تهدد الناتو بسبب أطماع ترامب في غرينلاند
مقر حلف شمال الأطلسي الناتوالمصدر: رويترز
07 أبريل 2025، 7:18 ص

تزايدت التوترات في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بعد أن أثار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أزمة جديدة تتعلق بجزيرة غرينلاند.

وفي ظل تصاعد أطماعه في ضم الجزيرة، بدأت الولايات المتحدة بممارسة ضغوط مكثفة على غرينلاند وكوبنهاغن، وهو ما أثار جدلاً دوليًا واسعًا حول السيادة والاستقلالية الإقليمية.

ترامب كان قد هدد باستخدام القوة العسكرية لضم غرينلاند إلى الولايات المتحدة، وهو تصريح أثار ردود فعل حادة في الأوساط السياسية والدبلوماسية الدولية.

أخبار ذات علاقة

لمواجهة استفزازات ترامب.. الدنمارك تعيد تقييم علاقتها بغرينلاند

  طموحات ترامب

وألمح الرئيس الأمريكي إلى أنه لا يستبعد أي خيار لتحقيق طموحاته في هذا الصدد، ما وضع حلف "الناتو" في موقف حساس، لا سيما وأن غرينلاند تُعد جزيرة استراتيجية تنتمي إلى الدنمارك، العضو البارز في الحلف.

في وقت سابق، قامت رئيسة الوزراء الدنماركية، مته فريدريكسن، بزيارة إلى غرينلاند لمدة ثلاثة أيام، في مسعى منها لتعزيز الثقة بين الحكومة المحلية والمسؤولين الدنماركيين في وقت حساس. هذه الزيارة تأتي في وقت سعت فيه إدارة ترامب للهيمنة على المنطقة القطبية الشمالية، وهو ما أثار قلق السلطات في الدنمارك وغرينلاند على حد سواء.

كما زار نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، مؤخراً قاعدة جوية أمريكية في غرينلاند، متهماً الدنمارك بعدم الاستثمار الكافي في الإقليم.

محاولات الترغيب والتهديد

من جانبه، أشار الدكتور عبد الرحمن مكاوي، الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة ديجون الفرنسية، إلى أن إحدى القضايا التي تسبب الانقسام داخل "الناتو" هي قضية غرينلاند.

وأوضح مكاوي في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن غرينلاند، التي يقدر عدد سكانها بنحو 50 ألف نسمة، ترفض رفضًا قاطعًا الانضمام إلى الولايات المتحدة رغم محاولات الترغيب والتهديد التي تمارسها الإدارة الأمريكية.

وأضاف مكاوي أنه من غير الراجح أن يتم الوصول إلى نزاع عسكري داخل الناتو بسبب هذه القضية، إذ تعمل الدول الأعضاء في الحلف على تصعيد المفاوضات لحل المسألة بشكل سلمي. كذلك أشار إلى أن أغلب دول الناتو ترفض طموحات ترامب في الاستحواذ على الجزيرة الغنية بالمعادن النادرة مثل الفاناديوم والليثيوم والنحاس والبوكسيت، فضلاً عن احتياطيات البترول والغاز.

وأكد مكاوي أن موقع الجزيرة الاستراتيجي وأهمية سواحلها الغنية بالثروات السمكية تزيد من تعقيد الموقف الدولي.

المواجهة العسكرية

من جهة أخرى، استبعد الدكتور رضوان قاسم، مدير مركز بروجن للدراسات الاستراتيجية في ألمانيا، احتمالية مواجهة عسكرية بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة بسبب غرينلاند، مشيراً إلى أن هناك أسبابًا اقتصادية وسياسية وعسكرية تدفع الدول الأوروبية، بما فيها الدنمارك، إلى تفضيل خيار المفاوضات على المواجهة.

وأضاف في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن أوروبا لا تمتلك الإمكانيات الاقتصادية أو العسكرية التي تؤهلها لمواجهة الولايات المتحدة، خاصة في ظل الوضع الراهن الذي يشهد انقسامات داخلية بشأن سياسات الناتو.

كما أشار رضوان إلى أن غرينلاند تمثل ورقة ضغط لدى ترامب على الدول الأوروبية، لا سيما في إطار سعيه لإعادة توجيه سياسات القارة العجوز في قضايا مثل الحرب الأوكرانية، بهدف إعادة السيطرة الأمريكية على أوروبا وإبقاء الدول الأوروبية ضمن دائرة النفوذ الأمريكي.

أخبار ذات علاقة

فنلندا تستبعد استيلاء الولايات المتحدة على غرينلاند بالقوة

مرحلة مفاوضات حساسة

وفي خضم هذه التحولات، يبدو أن المستقبل القريب سيشهد مرحلة جديدة من المفاوضات الحساسة حول مصير غرينلاند، وهي الجزيرة التي لا تمثل فقط نقطة توازن استراتيجي بين القوى العظمى، بل قد تحدد أيضاً مسارات السياسة الدولية في المستقبل.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات