وزير خارجية إيران: منفتحون على مفاوضات نووية غير مباشرة مع واشنطن
كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" عن الصورة القاتمة لحالة الجيش الأوكراني في كورسك الذي بدأ ينهار ويتراجع بسرعة مُخلفًا تساؤلات عديدة عن جدوى العملية من أساسها.
وعدت الصحيفة أن مناورة الجيش الأوكراني في كورسك انتهت وتحولت من غزو جريء إلى انسحاب سريع.
ونقلت عن أرتيم كارياكين، وهو جندي أوكراني يعمل على إجلاء القوات الأوكرانية من المنطقة قوله: "الهدف الرئيس الآن هو الخروج من هناك".
وأضاف كارياكين، بعد سبعة أشهر في منطقة روسية محتلة، أن "مشاكل القوات الأوكرانية بدأت قبل الآن بكثير".
وبحسب الصحيفة، في البداية، كان من المقرر أن تكون العملية في كورسك غارة قصيرة الأمد، لكن الجيش الأوكراني قرر محاولة السيطرة على الجيب الروسي.
وعلى حين تحولت الخطة الأوكرانية، بعد الهجوم الأول؛ في السادس من أغسطس/ آب 2024، شنّت أوكرانيا هجومها على كورسك، في أكبر هجوم على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.
وشارك في الهجوم 35 ألف جندي، وشمل الاستيلاء على 1300 كيلومتر مربع من الأراضي الروسية، إلى السيطرة على الأرض، ما عرّض قوات كييف لمخاطر أكبر. تغيرت أهداف العملية مع مرور الوقت.
وأضافت الصحيفة أن القوات الأوكرانية لن تحظى إلى بوقت قليل من الهدوء قبل أن يبدأ الجيش الروسي بشن عمليات هجومية معاكسة تهدف إلى استعادة جزء تلو الآخر من الأراضي الواقعة تحت سيطرة أوكرانيا؛ التي دافعت بشدة عن رغبتها في أن تحتفظ بهذه الأراضي كورقة قوة في أي مفاوضات قادمة.
وقالت "فايننشال تايمز": "يبدو أنه في غضون وقت قليل، بدأت أسراب من الطائرات المسيرة في استهداف أي شيء يتحرك على الطريق، ما جعل إعادة إمداد القوات أمرًا بالغ الصعوبة".
وأضافت: "مع تطور عمليات الجانب الروسي في الأيام الأخيرة، أصبح الإجلاء الطبي شبه مستحيل، وعلقت القوات البرية في الخنادق لأسابيع متواصلة، غير قادرة على التناوب".
وفي هذا السياق، قال المحلل العسكري روب لي: "لطالما كان الجيب الذي سيطرت عليه القوات الأوكرانية صغيرًا نسبيًا؛ ثم قامت روسيا مرارًا وتكرارًا بتقليصه على الأجنحة".
وقال محلل عسكري آخر، مايكل كوفمان: "كانت القوات الروسية تضغط على الجيب باستمرار وتقطع طرق الإمداد الرئيسة؛ وفي مرحلة معينة، لم يعد من الممكن ببساطة دعم القوات الأوكرانية العاملة في كورسك".
وتابعت الصحيفة أن "القوات الروسية توشك على استعادة الأراضي جميعها التي استولت عليها أوكرانيا في هجومها على كورسك الصيف الماضي، ما يُضفي أجواءً من الأزمة على دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا في حرب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، الناتو، ضد روسيا في أوكرانيا".
ومن جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية يوم الخميس أن القوات الروسية سيطرت على بلدة سودزا، أكبر مستوطنة في منطقة كورسك، إلى جانب مستوطنتي ميلوفوي وبودول.
وصرح فاليري جيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، بأن القوات الروسية استعادت 86% من أراضي كورسك التي احتلتها في هجوم العام الماضي، وزعم أن القوات الأوكرانية المتبقية "محاصرة" و"معزولة" إلى حد كبير.
وفي المقابل، صرّح أوليكساندر سيرسكي، قائد الجيش الأوكراني، الأربعاء، بأنه "لحماية أرواح القوات الأوكرانية، سيلزم إجراء المزيد من الانسحابات، ومُضيفًا أنه لتحقيق ذلك، ستنتقل وحدات قوات الدفاع، عند الضرورة، إلى مواقع أكثر ملاءمة".
وخلُصت الصحيفة إلى أن الانهيار المفاجئ والانسحابات السريعة للقوات الأوكرانية من كورسك يُثير علامات استفهام كثيرة حول استراتيجية الهجوم وجدواها من الأساس.
واستدركت أن الاستيلاء الروسي الوشيك على منطقة كورسك سيُشكل خلفية المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق نار محتمل.