وزير النفط الإيراني يصل العراق في زيارة تستمر يومين
تعتبر ولاية ويسكونسن، وتحديدًا مقاطعة دور، ساحة معركة انتخابية حاسمة في الانتخابات الرئاسية الأميركية، إذ تمثل هذه المنطقة المتقلبة توجهات ناخبي الولاية ككل، الذين انحازوا للفائز في السباقات الرئاسية السبعة الماضية.
وتُظهر ويسكونسن بتنوعها السياسي والاجتماعي، والتقلب بين الحزبين الرئيسيين، مدى الاستقطاب الذي تشهده الانتخابات الحالية.
أرض الألبان
تعتبر ولاية ويسكونسن، المعروفة بأرض الألبان، ساحة معركة سياسية رئيسية في الانتخابات الرئاسية الأميركية، إذ لعبت دورًا حاسمًا في نتائج انتخابات أعوام 2000، 2004، 2016، و2020.
ويعود الاهتمام السياسي بالولاية إلى تاريخها الانتخابي؛ إذ لم تصوت ويسكونسن لمرشح خاسر منذ عام 2004، وشاركت في جميع الانتخابات الرئاسية منذ انضمامها إلى الاتحاد عام 1848، مانحة أصواتها للفائز في 34 مناسبة.
خلال تاريخها، انحازت ويسكونسن 25 مرة إلى مرشحي الحزب الجمهوري و18 مرة للديمقراطيين، فيما صوتت مرة واحدة لمرشح مستقل، روبرت فوليت، في انتخابات عام 1924. ورغم مشاركتها السياسية المؤثرة، لم ينتخب أي رئيس أمريكي من الولاية.
تخضع نتائج الانتخابات الأميركية لنظام المجمع الانتخابي، إذ يحدد عدد الأصوات الانتخابية المخصصة لكل ولاية مدى تأثيرها. وقد ازدادت حصص ويسكونسن الانتخابية تدريجيًا منذ منتصف القرن التاسع عشر، إذ بدأت بأربعة أصوات عام 1848، ثم ارتفعت إلى 13 صوتًا في أوائل القرن العشرين، قبل أن تتراجع حاليًا إلى 10 أصوات بسبب تناقص عدد السكان وهجرة الكثير منهم إلى ولايات أخرى.
التردد الانتخابي
في مقاطعة دور، تتعالى الأصوات المنادية بالدعم لكامالا هاريس، من جهة، وللرئيس السابق دونالد ترامب من جهة أخرى.
ويعبر ديفيد هيلسابيك، أحد الناخبين المترددين، عن إحباطه من الحملات الانتخابية الحالية، إذ ينتقد ضعف رؤية ترامب في المناظرات، ويبحث عن رؤية واقعية للبلاد.
هذا التردد الانتخابي يعكس الانقسام العام في الولاية، بحيث يشير استطلاع لـ"واشنطن بوست" إلى أن 5% من الناخبين في ويسكونسن لم يحسموا خيارهم بعد، ما يعادل 165,000 ناخب، أي ثمانية أضعاف هامش الفوز الذي أحرزه بايدن في الولاية عام 2020.
قضايا ملحة
تشكل قضايا الاقتصاد والهجرة وحقوق الإنجاب مواضيع بارزة في المناقشات الانتخابية، ويقول تشارلز فرانكلين، مدير استطلاعات جامعة ماركيت، إن الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم يميلون إلى ترامب، إلا أنهم يعبرون عن قلقهم بشأن شخصيته.
أما على الجانب الديمقراطي، فيبدو أن قضية الإجهاض تؤثر كثيرًا على توجهات الناخبين، إذ شهدت ويسكونسن ارتفاعًا في أعداد الناخبين المؤيدين لاستعادة حقوق الإنجاب بعد انتخاب قاض ليبرالي في المحكمة العليا للولاية.
ولاء الناخبين
يبدي الحزب الجمهوري، بقيادة ستيفاني سوسيك في مقاطعة دور، دعمه لترامب رغم الانتقادات، في حين يدعو الحزب الديمقراطي، بقيادة كريس سادور، إلى فهم القضايا الأساسية، خاصة تلك المتعلقة بالهجرة والإجهاض.
تشير سوسيك إلى أن الناخبين المترددين يرون ترامب مثل شخصية "دكتور هاوس" الشهيرة، فهو صريح وربما غير تقليدي، لكنه قادر على اتخاذ القرارات الصعبة.
بالمقابل، يشعر سادور، بالقلق من تأثير المعلومات المضللة التي تتداول عبر الإنترنت وتغذي الولاءات الحزبية.
إرهاق انتخابي وانقسامات
مع اقتراب موعد الانتخابات، يعاني الناخبون في مقاطعة دور من إرهاق سياسي، إذ يقول البعض إنهم ملّوا من الخطابات الحزبية ويفضلون حلولًا فعلية للأزمات الحالية.
ويأمل هيلسابيك، الذي تردد سابقًا بين دعم الديمقراطيين وترامب، أن تقدم هاريس أو ترامب رؤية واقعية حول قضايا الحدود والسياسة العامة.
ووسط استطلاعات رأي تظهر تعادل هاريس وترامب، تظل ويسكونسن، بمقاطعاتها المتقلبة وقضاياها الشائكة، واحدة من أكثر الولايات تأثيرًا في السباق الرئاسي، إذ يملك الناخبون المترددون فيها القدرة على قلب الموازين، ما يجعلها ولاية حاسمة في تحديد الفائز القادم بمقعد الرئاسة الأمريكية.