الفاتيكان: البابا توفي داخل شقته في مقر القديسة مارتا
يذهب خبراء إلى أن تبادل التصريحات الحادة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، يعكس تصعيدًا دبلوماسيًا، قد يؤثر على مستقبل الهدنة المحتملة في أوكرانيا، التي طرحتها واشنطن.
وفي ظل تصريحات متضاربة بين موسكو وكييف، ومع استمرار العمليات العسكرية في الميدان، تبدو فرص تحقيق وقف لإطلاق النار غير مؤكدة، بينما تتواصل الجهود الدبلوماسية وسط انقسام دولي حول كيفية التعامل مع الأزمة الأوكرانية.
ودعا ماكرون بوتين إلى "التوقف" عن "التصريحات المماطلة" وسط مساعٍ لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.
كسب الوقت
ويرى جان بيير مولان، الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (IRIS) والمتخصص في شؤون أوروبا الشرقية أن موسكو تحاول استخدام ورقة الهدنة لكسب الوقت، وإعادة ترتيب صفوف قواتها.
وأوضح مولان لـ"إرم نيوز" أنه "لطالما استخدمت روسيا استراتيجيات التأجيل في مفاوضاتها العسكرية، فهي تطرح مبادرات السلام بينما تستمر العمليات العسكرية على الأرض"، لافتا إلى أن "ماكرون يدرك ذلك جيدًا، ولهذا اختار لغة تصعيدية لتحذير الكرملين من التلاعب بمقترح وقف إطلاق النار".
ورقة ضغط في المفاوضات
من جهة أخرى، يشير أنطوان بريجان، المحلل في مركز تحليل السياسات الدولية (CAPI) والمتخصص في الشأن الروسي الأوكراني إلى أن قبول بوتين للهدنة يتوقف على مكاسبه العسكرية في الميدان.
وأضاف في حديث لـ"إرم نيوز" "في الأيام الأخيرة، عزّزت روسيا سيطرتها على بعض المناطق الاستراتيجية مثل جونشاروفكا وسودجا، ما يمنحها ورقة ضغط قوية في أي مفاوضات قادمة. لذا، من غير المرجح أن تتنازل موسكو دون تحقيق مكاسب سياسية ملموسة".
وعقب لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمفاوض الأمريكي ستيف ويتكوف، أعلن الكرملين يوم الجمعة، أنه "متفائل بحذر" بشأن إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، وأكد أنه تم إرسال رسالة إلى واشنطن لتحديد موعد مكالمة محتملة بين الرئيسين الروسي والأمريكي.
وكان بوتين قد صرح، يوم الخميس، بأن موسكو "موافقة" من حيث المبدأ على الهدنة التي اقترحتها واشنطن، لكنه أشار إلى وجود "تفاصيل" و"مسائل هامة" تحتاج إلى تسوية.
في المقابل، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذه التصريحات بأنها "مراوغة"، متهمًا موسكو بمحاولة كسب الوقت لمواصلة الحرب.
هل تتجه الأزمة نحو تهدئة حقيقية؟
ورأي بريجان أن الصراع بين فرنسا وروسيا على مستوى الخطاب السياسي يعكس انقسامات أعمق حول كيفية إدارة الأزمة الأوكرانية. كما اعتبر أن تصريحات ماكرون تهدف إلى إبقاء الضغط على موسكو، في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن نوايا بوتين الحقيقية تجاه الهدنة المقترحة.
وعلى الصعيد العسكري، أعلنت القوات الروسية يوم الجمعة سيطرتها على بلدة جونتشروفكا في منطقة كورسك الروسية، بعد يوم من استيلائها على مدينة سودجا الاستراتيجية، ما يعكس استمرار التصعيد على الجبهة.
ماكرون يهاجم بوتين
وفي رسالة نشرها على منصة "إكس"، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موسكو إلى "قبول المقترح الأمريكي الأوكراني بوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا"، كما طالب بوقف "الفظائع" في أوكرانيا، وندد بما وصفه بـ"التصريحات المماطلة" الصادرة عن بوتين عقب الاتفاق بين كييف وواشنطن.
وأكد ماكرون أن بلاده ستواصل العمل على تعزيز الدعم لأوكرانيا من أجل تحقيق "سلام مستدام"، مشيرًا إلى أنه ناقش هذه المسألة مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأوكراني زيلينسكي في اجتماع عبر الفيديو، بحضور شركاء دوليين آخرين.
بوتين يدعو القوات الأوكرانية إلى الاستسلام في كورسك
وفي تطور آخر، دعا بوتين يوم الجمعة الجنود الأوكرانيين المقاتلين في منطقة كورسك الروسية إلى إلقاء السلاح، بعد أن طالب دونالد ترامب بـ"إنقاذ حياة" العسكريين على الجبهة.
وقال بوتين في تصريحات نقلها صحفي روسي: "إذا ألقوا أسلحتهم واستسلموا، فسيُضمن لهم البقاء على قيد الحياة ومعاملة كريمة وفقًا لمعايير القانون الدولي وقوانين الاتحاد الروسي".
وفي ظل هذه التطورات، تبقى التساؤلات مفتوحة حول مدى جدية موسكو في الالتزام بوقف إطلاق النار، وما إذا كانت الضغوط الغربية ستؤدي إلى تقدم حقيقي على المسار الدبلوماسي، أم أن الحرب ستستمر وسط تصعيد متزايد في الميدان والسياسة.
