وزارة الصحة في غزة: ارتفاع حصيلة قتلى الحرب إلى 50,021 قتيلا
خلال الساعات الماضية، أمر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بتعيين قائد العمليات الخاصة الأمريكية الأسبق في أوروبا الجنرال كيث كيلوغ موفدًا إلى أوكرانيا وروسيا، في محاولة لإنهاء الصراع الروسي الأوكراني بعد مرور عامين و9 أشهر من اندلاعه.
وكيلوغ عُين، في مارس 2016، مستشارًا للسياسة الخارجية للمرشح الرئاسي، آنذاك، دونالد ترامب، وبعدها عينه ترامب رئيسًا للأركان والأمين التنفيذي لمجلس الأمن القومي للولايات المتحدة.
وبعد استقالة مستشار الأمن القومي مايكل فلين، أصبح كيث كيلوغ مستشارًا للأمن القومي بالإنابة في فترة مؤقتة لتعيين بديل دائم، حتى تم اختياره من قبل نائب الرئيس مايك بنس، ليشغل منصب مستشاره للأمن القومي الدائم.
وفي يونيو 2024، قدّم كيلوغ، وفريد فليتز، -اللذان خدما في طاقم مجلس الأمن القومي لدونالد ترامب ـ خطة سلام مفصلة لإنهاء حرب روسيا في أوكرانيا، وتضمنت إخبار الولايات المتحدة أوكرانيا بأنها لن تقدّم لها المزيد من المساعدات العسكرية الأمريكية إلا إذا دخلت في محادثات سلام مع روسيا، بالإضافة إلى أن وقف إطلاق النار سيكون على أساس خطوط المعركة السائدة.
وبعد تعيين الجنرال كيث كيلوغ المقرب لترامب موفدًا خاصًا إلى أوكرانيا وروسيا، يبقى التساؤل الأبرز: هل ينجح كيلوغ بتحقيق السلام بين الطرفين وإنهاء الحرب بشكل نهائي أم لا؟.
وقال الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات، إن القارة العجوز تعيش في حالة وهم بشأن إمكانية تحقيق السلام في أوكرانيا في عهد ترامب، فقد يمارس ضغوطًا حقيقة على روسيا، إلا أن التغيير المتوقع فقط في المعادلة هو مقاربة ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وأكد ملحم في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الخط العام للسياسة الأمريكية تجاه روسيا لن يتغير نهائيا، خاصة أنها بدأت تشهد توترات منذ بناء قاعدة صاروخية أمريكية في "ديفيسيلو" برومانيا العام 2016 في عهد إدارة أوباما وبايدن، بالإضافة إلى بناء قاعدة جديدة في بولندا في منطقة "ريدزيكوفو" في عهد بايدن وهاريس.
وتابع قائلاً: "الرئيس ترامب في عهد إدارته الأولى بدأ عملية الخروج من معاهدة الأسلحة النووية، وقام بابتزاز روسيا والضغط عليها بهدف إدخال الصين في هذه المعاهدة، بالإضافة إلى تقديم منظومات جابلن المضادة للدبابات، وأول من حرك ملف الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى".
وأضاف مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات، أن "الجنرال الأمريكي السابق كيث كيلوغ كمبعوث خاص لترامب في أوكرانيا، هو أحد ممن قدموا خطة التعامل مع أوكرانيا إلى ترامب، في الصيف الماضي، وتقوم هذه الخطة، بكل وضوح، على أن الولايات المتحدة ستستمر في تقديم الأسلحة والمساعدات العسكرية لأوكرانيا بشرط القبول بالمفاوضات".
وأشار آصف ملحم، إلى أن "كيلوغ يدعم الضغط على موسكو وكييف مع تضمين عقلية الابتزاز القائمة على الضغط على الطرفين بتحذير روسيا بأن عدم قبولها المفاوضات سيسهم بزيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا والعقوبات على قطاعها النفطي، لذلك نلاحظ أن كل من ترامب وكيلوج يستخدمان سياسة "العصا والجزرة" في التعامل مع روسيا وأوكرانيا".
وأوضح الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات، أن "الرئيس بوتين عندما خرج من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية يدرك أنه لا يريد العودة لهذه المعاهدة ما لم يتم انضمام فرنسا وبريطانيا إليها باعتبارهما حليفتين لأمريكا".
وأكد ملحم، أن "الصدام الحالي بين روسيا والغرب وأمريكا هو نوع من التشابك السياسي، وترامب وكيلوغ لا يرفضان المفاوضات من حيث الميدأ مع روسيا طالما أدت إلى تحقيق مصالح الولايات المتحدة وكذلك روسيا لا ترفض المفاوضات".
وأشار إلى أن "مشكلة روسيا مع الدول الأوروبية هو تمدد القواعد العسكرية الأمريكية، وزراعة الصواريخ القادرة على حمل رؤس نووية وقادرة على ضرب روسيا، ومن ثم فإن الأمر لا يتعلق بأوكرانيا في حد ذاتها بقدر ما يتعلق بسلوك الولايات المتحدة تجاة روسيا".
ومن جانبه، قال السفير مسعود معلوف المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأمريكية، إن "الرئيس ترامب صرح أكثر من مرة أثناء حملته الانتخابية أنه يود حل مشكلة الحرب بين روسيا وأوكرانيا في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية".
والآن عيّن الجنرال السابق كيث كيلوغ، والذي كان مسؤولاً في مجلس الأمن القومي، خلال الفترة من 2017 وحتى 2021، مبعوثًا خاصًا لروسيا وأوكرانيا على أن يبدأ المفاوضات بعد تولّي ترامب الرئاسة، في 20يناير، لحل هذه الحرب التي قاربت على 3 سنوات.
وأكد معلوف، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "روسيا تُحرز تقدمًا ملموسًا على الأرض، وبعد عامين و 9 أشهر من الحرب أصبحت موسكو تتقدم كثيرًا على الأرض، ومن هذا المنطلق سمح الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن لأوكرانيا باستخدام صواريخ أتاكمز الأمريكية لضرب العمق الروسي، خاصة في مقاطعة كورسك التي احتلت أوكرانيا جزءًا منها".
وأضاف معلوف أنه "ليس من المؤكد ما إذا كان كيث كيلوغ سينجح في مهمته بتحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا، إلا أنها خطوة أولى سنرى كيف سيكون رد الفعل الروسي على هذا التعيين".
وتابع: "نعلم جيدا أن ترامب لا يُكنُّ الكثير من المودة للرئيس الأوكراني زيلينسكي، حيث طلب ترامب منه التحقيق في عقود ابن بايدن في أوكرانيا، وكيف كان يستخدم نفوذ والده حينما كان نائبًا للرئيس أوباما، حيث رفض زيلينسكي الأمر، واعتبره يرجع للقضاء، ما أغضب ترامب".
وأضاف السفير مسعود معلوف، أن "كيلوغ ليس من المؤيدين لتقديم المزيد من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، وفي تصريح له منذ فترة كان يقول إن الولايات المتحدة بحاجة إلى هذه الأموال بدلاً من إرسالها إلى كييف".
وأشار المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأمريكية السفير مسعود معلوف، إلى أن "الجميع يترقب رد الفعل الأوكراني، وكيف ستتصرف كييف مع مبعوث ترامب، ونفس الشيء كيف تتصرف روسيا".
وخلص معلوف إلى أن "الأمر قد يستغرق بعض الوقت لتقريب وجهات النظر للجلوس على طاولة المفاوضات، وليس كما يظن ترامب بأنه قادر على إنهاء الحرب خلال 24 ساعة".
