رأى تقرير لمجلة "فورن أفيرز"، أن إيران "الضعيفة" تواجه تحديا استراتيجيا يتمثل في كيفية تعاملها مع المستقبل المضطرب الذي فرضه سقوط وكلائها؛ علاوة على ما تمر به من أزمات سياسية واقتصادية داخلية.
وبحسب تقرير المجلة الأمريكية، الذي استعان بتحليل لكتاب "صعود إيران وتنافسها مع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط" لمحسن ميلاني، تواجه طهران خيارا استراتيجيا؛ هل تمضي بأقصى سرعة وبشكل كامل نحو الأسلحة النووية؛ ما يجعلها تخاطر بضربة عسكرية أمريكية إسرائيلية وقائية لتدمير مرافقها النووية تحت الأرض أم تسعى إلى اتفاق جديد مع أمريكا التي يقودها الرئيس دونالد ترامب والتي تتطلب من النظام إعادة صياغة مقاربه تجاه السلطة الإقليمية؟.
وعلى حين تجد إيران نفسها عند منعطف حرج؛ حيث واجهت البلاد العديد من التحديات الجيوسياسية والاقتصادية والمحلية في عام 2024، من المتوقع أن تتفاقم هذه القضايا في العام الحالي وقد يكون العام 2025 هو الأصعب في تاريخ إيران.
وأضاف التقرير أنه من التهديد المحتمل بتوجيه ضربة عسكرية إسرائيلية إلى البرنامج النووي الإيراني، إلى الضغوط الاقتصادية التي يمارسها السكان المحبطون، وتداعيات التطورات الإقليمية الرئيسة، يتوقع أن تواجه الحكومة الإيرانية عاما مضطربا.
ورأى التقري أن حدثين رئيسين أسهما في صعود إيران خلال العشرين عاما الماضية؛ أولهما، سقوط نظام صدام حسين في العراق؛ ما زاد من نفوذ طهران في العراف وأفسح لمليشياتها بالعمل؛ وثانيهما، هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على إسرائيل، الذي سطر نجاحا تكتيكيا مُبكرا وأدخل المنطقة في حالة من الفوضى.
لكن، ما حدث بعد ذلك، تحييد إسرائيل لميليشيا حزب الله وحركة حماس، وسقوط حليف طهران الأكبر بشار الأسد في سوريا، أعاد إيران إلى المربع الأول مرحلة الضعف والاضطراب.
وأكد التقرير أن أولوية حكام إيران حاليا ترتكز على حماية واستمرار نظام حكمهم الذي ينفصل بشكل متزايد عن حياة الإيرانيين العاديين، وبدأ يلقى معارضة متزايدة سببها المعاناة الاجتماعية والاقتصادية غير المسبوقة.
وذهب التقرير إلى أن النهج الإيراني المعارض للنظام في المنطقة، الذي يرتكز على حرمان حق إسرائيل في الوجود، والعداء الدائم لأمريكا، والمنافسة الدائمة مع دول المنطقة، ما هي إلا شعارات لتبرير الاضطهاد في الداخل، ومحاولة لجذب مزيد من الجماعات المسلحة لتعمل بالوكالة عن طهران.
وخلصت المجلة إلى أن النظام الإيراني يتابع استراتيجيته الإقليمية لأسباب أيديولوجية، تُساعد فقط في الحفاظ على النظام في السلطة.