إيرلند: ردّ الاتحاد الأوروبي على رسوم ترامب يجب أن يكون "تناسبيا"
تثير زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى أرمينيا تساؤلات حول مستقبل العلاقات الإقليمية، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة بين إيران وتركيا.
ففي وقت تسعى فيه طهران لتعزيز تحالفاتها الإقليمية، تزداد المخاوف بشأن المخاطر التي تهدد العلاقات الإيرانية الأرمينية، في ظل مواصلة إيران معارضتها لمشروع ممر زانجيزور التجاري الذي يهدد مصالحها الاستراتيجية.
وتعتبر إيران هذا المشروع تهديدًا استراتيجيًّا، إذ سيمر الممر عبر جنوب أرمينيا، بالقرب من الحدود الإيرانية، مما قد يقطع الاتصال البري المباشر بين إيران وأرمينيا. وبينما تدعمه كل من أذربيجان وتركيا، فإن أرمينيا وإيران تعارضان هذا المشروع بشدة.
وتأتي الزيارة بالتوازي مع تحولات سياسية في المنطقة، خاصة بعد الاتفاق بين أرمينيا وأذربيجان على معاهدة تهدف لإنهاء نزاع دام لعقود بما في ذلك منطقة ناغورنو كاراباخ، التي سيطرت عليها أذربيجان بالقوة في عام 2023، ما أسفر عن ضحايا وآلاف النازحين الأرمن الذين تجاوز عددهم 100 ألف شخص.
لكن الزيار تثير تساؤلات حول تأثير النفوذ التركي المتنامي في القوقاز، وفق مراقبين.
وسلط تقرير نشرته صحيفة "المونيتور" الضوء على أبرز القضايا والمخاطر التي قد تعصف بالتحالفات الإقليمية وفي مقدمتها التنافس المتزايد بين إيران وتركيا في أكثر من ساحة، لتبقى المنطقة في قلب التطورات التي قد تعيد تشكيل معالمها الجغرافية والسياسية.
في هذا السياق، قال أليكس فاتانكا، الزميل البارز في معهد الشرق الأوسط، إن لإيران وأرمينيا "مصلحة مشتركة" في معارضة ممر زانجيزور، مؤكدًا أن زيارة عراقجي إلى يريفان قد تشهد نقاشًا أوسع حول الدور المتنامي لتركيا في القوقاز والمنطقة ككل، خاصة في ظل التوترات الأخيرة بين إيران وتركيا.
وأوضح فاتانكا: "التنافس بين إيران وتركيا لا يقتصر على سوريا والعراق، بل يمتد إلى جنوب القوقاز وأفغانستان وأفريقيا؛ ومن الممكن أن يكون للوجود التركي في هذه المناطق دور محوري في النقاشات بين طهران ويريفان".
وتصاعدت التوترات بين إيران وتركيا منذ الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر 2024. وكان الأسد يشكل حليفًا رئيسيًّا لإيران، إذ كانت سوريا جزءًا أساسيًّا من الجسر البري الإيراني إلى حزب الله في لبنان.
ومع الإطاحة بالأسد على يد المتمردين، بمشاركة الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، سعت تركيا منذ ذلك الحين إلى بناء علاقات وثيقة مع الحكومة الانتقالية الجديدة في دمشق. الأمر الذي زاد من حدة التوترات بين طهران وأنقرة.
وتأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى أرمينيا أيضًا في وقت تسعى فيه الأخيرة إلى التقارب مع الغرب، وبالتحديد مع الاتحاد الأوروبي، إلا أن طهران تعتبر قضية تزايد النفوذ التركي في المنطقة أكثر أهمية، خصوصًا مع وجود ما بين 10 إلى 12 مليون أذربيجاني في إيران، الذين قد يتأثرون بتأثيرات تركيا الثقافية واللغوية، نظرًا لتحدثهم باللغة التركية وبوجود روابط تاريخية مع الإمبراطورية العثمانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أرمينيا وإيران تتمتعان بعلاقات وثيقة، إذ تعد إيران ثالث أكبر شريك تجاري لأرمينيا اعتبارًا من عام 2022، إذ بلغ حجم التجارة الثنائية 691.5 مليون دولار أمريكي في عام 2023.
وفي المقابل، كانت العلاقات الإيرانية الأذربيجانية أكثر تعقيدًا، إذ تضاف إلى نزاع زانجيزور اتهامات إيرانية لأذربيجان باستضافة قاعدة إسرائيلية تُستخدم في عمليات ضد طهران، وهو ما تنفيه كل من أذربيجان وإسرائيل.
وفي وقت سابق من عام 2023، اقتحم مسلحون السفارة الأذربيجانية في طهران؛ مما دفع البعثة إلى الإغلاق.