عاجل

ترامب: هاريس لم تفعل شيئاً لمكافحة معاداة السامية، والجامعات أصبحت أماكن خطيرة على الطلاب اليهود

logo
العالم

نجمة فرنسا "الخضراء" تواجه تحدي انهيار ائتلاف اليسار

نجمة فرنسا "الخضراء" تواجه تحدي انهيار ائتلاف اليسار
زعيمة حزب الخضر في فرنسا، مارين تونديلييهالمصدر: رويترز
18 يوليو 2024، 1:46 م

تواجه زعيمة حزب الخضر في فرنسا، مارين تونديلييه "النجمة الصاعدة في السياسة الفرنسية" تحدي الحيلولة دون انهيار الائتلاف اليساري بعد الانتصار الانتخابي الأخير.

وكانت تونديلييه قد لعبت دورًا محوريًا في توحيد الأحزاب السياسية اليسارية للفوز بالانتخابات البرلمانية الأخيرة.

وبحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، غالبًا ما تتم مقارنة مارين تونديلييه، البالغة من العمر 37 عامًا، بمارين لوبان، زعيمة اليمين المتطرف.

ومع ذلك، ترفض تونديلييه هذه المقارنة، مؤكدة أن لوبان هي "مارين " الأخرى في السياسة الفرنسية.

ونظرًا للسرعة التي صعد بها نجم تونديلييه في الأشهر الأخيرة، فإن ردَّ فعلها ليس مفاجئًا، إذ أصبحت تونديلييه نجمًا جديدًا لليسار الفرنسي، وشخصية بارزة تميزت بحضورها الإعلامي النابض بالحياة، والسترة الخضراء المميزة التي ترتديها كثيرًا.

 تونديلييه المولودة في "هينان بومونت" شمالي فرنسا، لعبت دورًا حاسمًا في تشكيل الجبهة الشعبية الجديدة، وهو التحالف اليساري الذي انتصر بشكل غير متوقع في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

وهذا الائتلاف، الذي يضم حزب الخُضر، والحزب الاشتراكي، والحزب الشيوعي، وحزب فرنسا اليساري المتطرف، يشغل الآن نحو 190 مقعدًا في الجمعية الوطنية التي يبلغ عدد مقاعدها 577 مقعدًا. 

وهذا تمثيل أقل بكثير من الأغلبية المطلقة، ويترك التحالف اليساري أمام تحدي الحكم وتفعيل أجندته دون السيطرة الكاملة على الهيئة التشريعية.

وكان هذا النصر لليسار الفرنسي سببًا بظهور مرحلة سياسية جديدة في فرنسا، حيث انقسمت الجمعية إلى 3 كتل كبيرة: اليسار، والوسط، واليمين القومي.

وعلى الرغم من الانتصار، يواجه التحالف اليساري تحديات كبيرة. فقد أشار الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي يحتفظ بسلطة تعيين رئيس الوزراء، إلى أنه لن يختار مرشحًا يساريًا لمنصب رئيس الوزراء.

وبعد قبول استقالة حكومة رئيس الوزراء غابرييل أتال الوسطية، طلب ماكرون منها الاستمرار في تصريف الأعمال لعدة أسابيع. وتزيد هذه الخطوة من حالة عدم اليقين في السياسة الفرنسية، عشية افتتاح دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في باريس.

تدرك تونديلييه أن التحالف يجب أن يكون "حكومة قتالية"

نيويورك تايمز

من جهتها، تبدو تونديلييه عازمة على الحفاظ على وحدة التحالف وفعاليته على الرغم من التحديات التي يواجهها في الحكم دون أغلبية.

وهي تدرك أن التحالف يجب أن يكون "حكومة قتالية" و"حكومة عمل" للوفاء بوعوده بالعدالة الاجتماعية، على الرغم من أن ذلك لن يكون سهلاً أو مريحًا.

 ويبدو التزامها بهذه القضية واضحًا في أسلوب حياتها، حيث تعيش بشكل متواضع، وتنام في غرفة نوم مؤقتة فوق مقر حزب الخضر في باريس.

كذلك، فإن تونديلييه مصممة على عدم "خيانة" الناخبين الذين وضعوا ائتلافها في السلطة، وهي مستعدة للقتال من أجل أجندتهم على الرغم من العقبات السياسية.

مع ذلك، فإن الصراعات الداخلية في تحالف اليسار تهدد استقراره، فقد وصلت الأحزاب إلى طريق مسدود بشأن ترشيح رئيس الوزراء، في حين اشتبكت شخصيات بارزة مثل جان لوك ميلينشون من حزب "فرنسا الابية" مع الزعماء الاشتراكيين.

هذه الخلافات دفعت تونديلييه إلى التعبير عن شعورها بالإحباط، وخيبة الأمل في مقابلة تلفزيونية أجريت معها، مؤخرًا، حيث حذرت من أن الاقتتال الداخلي بين اليسار قد يفيد حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بقيادة لوبان.

فرصة للتوحد

وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها ائتلاف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري، لا تزال هناك فرصة للاجتماع معًا لتسمية مرشح لمنصب رئيس الوزراء. فقد تمكن الائتلاف من التوحد خلف أندريه شاسين، وهو من قدامى المحاربين في الحزب الشيوعي، كمرشح لرئاسة الجمعية الوطنية.

ولكن الصراعات والانقسامات الداخلية في اليسار ليست جديدة، والفوضى الحالية مخيبة للآمال بالنسبة إلى السبعة ملايين ناخب الذين دعموا الائتلاف في الانتخابات، وكانوا يعلقون آمالاً كبيرة على أجندته التي تتراوح بين رفع الحد الأدنى للأجور إلى حماية البيئة.

وتدرك تونديلييه أن تحقيق التحول البيئي الضروري في فرنسا لا يمكن أن يكون ناجحًا إلا إذا اقترن بسياسات العدالة الاجتماعية. 

وهي تعترف بأن المبادرات البيئية ذات النوايا الحسنة، مثل تشجيع شراء السيارات الكهربائية، فشلت لأن العديد من العمال والمزارعين لا يستطيعون تحمل تكاليفها.

ومع ذلك، تدرك تونديلييه مدى أهمية معالجة تغير المناخ، مع العلم أن الأطفال الذين يولدون اليوم قد لا يكون لديهم كوكب صالح للسكن عند وصولهم إلى مرحلة البلوغ.

علاوة على ذلك، ساهمت خلفية تونديليه وجذورها التي تعود الى بلدة "هينان بومونت" التي تعاني من الكساد الاقتصادي والبيئي في تشكيل وجهة نظرها.

لقد رأت كيف أثر تراجع صناعة تعدين الفحم والصناعات البديلة الملوثة سلبًا على صحة السكان المحليين وسبل عيشهم. وقد عزز هذا اعتقادها بأن حماية البيئة والعدالة الاجتماعية يجب أن يسيرا، جنبًا إلى جنب، حتى يحدث أي تحول بيئي ذي معنى.

 ويمكن القول إن نشأتها، إلى جانب تجاربها في قضاء إجازتها في جبال الألب الفرنسية، عززت حبها العميق للطبيعة والالتزام بالقضايا البيئية.

إلى ذلك، انتقدت مارين تونديلييه التكتيكات الانتهازية التي تنتهجها مارين لوبان، واصفة إياها بـ "النسر" لاستغلالها الصعوبات في قاعدتها السياسية لتعزيز السياسات القومية المناهضة للمهاجرين.

كما تنتقد زعيم التجمع الوطني جوردان بارديلا لتجنبه النقاش معها وتصفه بالجبان. أيضًا أكسبها ذكاؤها السريع وردودها الحادة، التي ظهرت في المناقشات، الاحترام وأبرز إصرارها على مبادئها.

أخبار ذات علاقة

اليسار الفرنسي يتفق على مرشح لرئاسة الجمعية العامة

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC