حماس تدعو "كل من يستطيع حمل السلاح في العالم إلى التحرك" ردا على خطة ترامب لغزة
أثار تصريح موسى أبو مرزوق، القيادي في "حماس"، حول هجوم 7 أكتوبر 2023، جدلًا واسعًا، وتساؤلات إن كانت الحركة تعيش انقسامات داخلية، أم تحاول التكيف مع الواقع للبحث عن دور جديد.
وقال أبو مرزوق في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: "لو كنت أعلم حجم الدمار الذي سينتج عن هجوم 7 تشرين الأول 2023 لكنت عارضته"، مشيرًا إلى أن معرفة العواقب كانت ستجعله يتخذ موقفًا مختلفًا.
وسارعت "حماس" للتبرؤ من التصريحات، مؤكدة أن ما قاله أبو مرزوق لا يعبر عن الموقف الرسمي للحركة، مما فتح باب التساؤلات حول دلالاتها الحقيقية.
يرى المحلل السياسي حسن الخالدي أن تصريحات أبو مرزوق تعكس انقسامًا داخل حركة "حماس" بين جناح سياسي يسعى لإعادة تقييم استراتيجياته في ضوء التداعيات الكارثية للهجوم، وجناح عسكري يرفض أي تلميح إلى أن العملية كانت خطأ.
ويقول الخالدي لـ"إرم نيوز": "عندما يقارن البعض تصريحات أبو مرزوق بعبارة حسن نصرالله الشهيرة "لو كنت أعلم" بعد حرب 2006، فإنهم يشيرون إلى نمط متكرر لدى قادة الفصائل المسلحة، إذ تأتي المراجعة متأخرة بعد وقوع الضرر".
ولفت إلى أن "الفرق هنا أن حزب الله خرج من حرب 2006 بنوع من المكاسب السياسية رغم الدمار، بينما تواجه حماس عزلة غير مسبوقة، ما يجعل أي مراجعة ضرورية للبقاء السياسي".
ويضيف الخالدي أن ما قاله أبو مرزوق قد يكون محاولة لجسّ النبض الدولي والإقليمي بشأن إمكانية إدخال حماس في معادلات سياسية جديدة، خاصة أن هناك ضغوطًا متزايدة على الحركة للقبول بحلول وسط في غزة بعد الدمار الهائل الذي لحق بها.
من جانبه، ذهب المحلل السياسي عامر ملحم في قراءته إلى أن هذه التصريحات قد تعكس صراعًا داخليًا في الحركة، إذ تحاول بعض الأجنحة التكيف مع الواقع الجديد، بينما لا يزال الجناح العسكري متمسكًا بمواقفه التقليدية.
وقال ملحم لـ"إرم نيوز" إن "حماس اليوم في وضع دقيق، فهي بين مطرقة الضغوط الدولية والإقليمية، وسندان قواعدها الشعبية التي لا تزال ترى في المقاومة خيارًا استراتيجيًا".
وتساءل ملحم إن كانت تصريحات أبو مرزوق مجرد موقف شخصي، أم أنها تمهيد لتغيير أوسع في سياسات الحركة.
ويضيف ملحم أن "تجربة حركات المقاومة السابقة أظهرت أن مثل هذه التصريحات قد تكون مقدمة لتغييرات أعمق، لكن أي تحول في موقف حماس سيواجه عقبات كبيرة، خاصة في ظل عدم وجود ضمانات بأن أي مراجعة ستؤدي إلى مكاسب سياسية حقيقية للحركة".
رغم أن الحركة سارعت إلى نفي التصريحات، فإن ذلك لا ينفي أن هناك حالة من التفكير العميق داخلها بشأن كيفية التعامل مع تداعيات هجوم 7 أكتوبر، بحسب محللين.
ويرى ملحم أنه "بعد شهور من العمليات العسكرية الإسرائيلية، والتغيرات الجيوسياسية في المنطقة، باتت حماس تواجه أسئلة جوهرية حول مستقبلها ودورها في أي تسوية محتملة".
أما الخالدي فيستخلص أن تصريحات أبو مرزوق قد تكون إما محاولة لمناورة سياسية تهدف إلى تحسين موقع حماس في أي ترتيبات مستقبلية، أو أنها تعبير حقيقي عن صراع داخلي بين الواقعية السياسية والنهج التقليدي للحركة.
وفي كلتا الحالتين، وفق الخالدي، تبقى الأسئلة مفتوحة حول مدى قدرة حماس على التكيف مع المتغيرات، وما إذا كان هذا التصريح مقدمة لتحول استراتيجي أم مجرد موقف عابر سرعان ما سيتم تجاوزه.
