ترامب: لم يتبقَّ سوى "قليل من الوقت" للتوصل إلى اتفاق مع إيران

logo
العالم

وسط مخاوف من "زلزال يميني".. أحزاب ألمانيا تسابق الزمن لكسب الناخبين

وسط مخاوف من "زلزال يميني".. أحزاب ألمانيا تسابق الزمن لكسب الناخبين
"إلى الأمام مرة أخرى" شعار انتخابي في ألمانياالمصدر: رويترز
12 فبراير 2025، 4:58 م

تعيش   ألمانيا حراكا انتخابيا غير مسبوق، إذ تسابق الأحزاب، التقليدية والناشئة، الزمن كي تنال رضا الناخبين.

يأتي ذلك وسط أجواء سياسية مشحونة، فالحرب الأوكرانية لازالت مستعرة في الشرق، ووصول دونالد ترامب  الى البيت الأبيض فاقم ضبابية المشهد، فضلا عن تطورات وتعقيدات ملف الشرق الأوسط، والتحديات التي تواجه وحدة الصف الأوروبي.

أما على الصعيد الداخلي الألماني، فثمة قضايا ملحة تنتظر التعاطي معها بـ"حصافة وحزم"، حسب تعبير خبراء، وأبرزها ملف الهجرة واللاجئين، فضلا عن الملف الاقتصادي والمالي الذي كان سببا في انهيار ائتلاف "إشارة المرور" والذهاب إلى انتخابات مبكرة.

 أضف إلى ذلك المخاوف من أن يحدث حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي "زلزالا" يغير الوجه السياسي المعتدل لألمانيا، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

أخبار ذات علاقة

وصفه بـ"الغبي".. شولتس يهاجم منافسه ميرتس في أول مناظرة

وقبل 10 أيام فقط من الانتخابات المبكرة التي ستجرى في 23 من الشهر الجاري، يلاحظ المتابع تزاحم صور المرشحين لعضوية البوندستاغ (البرلمان الاتحادي الألماني) مع لافتات وشعارات مختصرة تعبر عن برامجهم الانتخابية.

ويتزايد النشاط الميداني لمندوبي الأحزاب الذين يجوبون الشوارع والمقاهي والمطاعم في المدن الكبرى مثل برلين وفرانكفورت ودوسلدورف وهامبورغ وكولن وهانوفر بحثا عن صوت إضافي، فيما يجري المرشحون لمنصب المستشارية مناظرات ويدلون بتصريحات وبيانات قد تسهم في تغيير رأي الناخب في اللحظة الأخيرة.

وفي أحدث استطلاعات الرأي التي أجراها معهد "يوغوف" لقياس مؤشرات الرأي قبل الانتخابات التشريعية، استقرت شعبية "التحالف المسيحي" المحافظ عند 29 بالمئة. 

يشار إلى أن المقصود بـ"التحالف المسيحي" هو الائتلاف السياسي التقليدي المكون من حزبين ألمانيين هما الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) و‌الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري (CSU)، وهو التحالف الذي قادته المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل.

"البديل".. و"كراهية الغير" 

وأظهر الاستطلاع، المشار إليه، احتفاظ حزب "البديل من أجل ألمانيا"اليميني الشعبوي" بنسبة عالية، إذ حصل على 21 من أصوات الناخبين، ليحل في المرتبة الثانية على مستوى البلاد خلف التحالف المسيحي، وهي نسبة تثير القلق بالنظر الى التاريخ السياسي القصير لهذا الحزب الذي تأسس في 2013 ، وفي ضوء توجهاته الراديكالية، إذ يجاهر بقناعاته "العنصرية"، فهو حزب يرفض المسلمين والأجانب، ويعارض الحجاب في الأماكن العامة، وهو حزب "معادٍ للسامية".

أخبار ذات علاقة

تظاهرات ضد "البديل" في ألمانيا.. مواجهة انتخابية أم مخاوف من النازية؟

ويشتمل برنامج حزب البديل على ملامح من الحقبة النازية التي دمرت ألمانيا وأوروبا خلال الحرب العالمية الثانية.

ومن هنا يرى خبراء أن صعود الحزب يعد مؤشرا على سقوط "التابوهات" حيال حزب يتباهى بالانعزالية والتطرف و"كراهية الغير"  .

ووفقا للاستطلاع ذاته، واصل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، المنتمي إليه المستشار أولاف شولتس، تراجعه إذ حصل على 16 بالمئة من أصوات الناخبين، فيما استقرت شعبية حزب الخضر عند نسبة 12 بالمئة، وكذلك حزب "اليسار" عند 6 بالمئة، بينما تراجعت شعبية حزب "تحالف سارا فاغنكنشت" إلى 5 بالمئة.

وظل الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي)، بحسب الاستطلاع، دون تغيير عند نسبة 4 بالمئة، أي أقل من الحد الأدنى المطلوب للدخول إلى البرلمان، وهو 5 المئة.

وشمل استطلاع "يوغوف" 2083 شخصا في الفترة ما بين 7 و10 شباط/فبراير الجاري.

أخبار ذات علاقة

"حزب البديل" اليميني المتطرف يستعرض "الخطة المستقبلية" لألمانيا

 

سقوط "جدار الحماية"

على ضوء هذا الاستطلاع، فإن السؤال الذي يطرحه المتابعون هو، لماذا كل هذه الخشية من حزب "البديل"، وعدد المصوتين له سيكون في حدود الـ 20 بالمئة، بمعنى انه لن يتمكن من تشكيل حكومة، بمفرده؟

والجواب هو أن التحالف المسيحي التقليدي تعاون وللمرة الأولى قبل نحو أسبوعين مع "البديل" من أجل تمرير قانون يقيد الهجرة.

ورغم أن القانون لم يحظ بعدد الأصوات الكافية لتمريره، غير أن التعاون، في حد ذاته، بين التحالف المسيحي، والبديل أثار عاصفة سياسية، فهو التعاون الأول من نوعه منذ الحرب العالمية الثانية.

بهذا المعنى، ووفقا لخبراء، فإن حزب البديل قد يجد مكانا في الائتلاف الذي سيحكم البلاد عبر التشارك مع أحزاب أخرى، وهو ما حذر منه المستشار شولتس الذي قال إنه "لم يعد من الممكن الوثوق بفريدريش ميرتس، المرشح لمنصب المستشارية عن التحالف المسيحي،  والذي قد يدعو حزب البديل من أجل ألمانيا للمشاركة في حكومة ائتلافية.

أخبار ذات علاقة

من هو روبرت هابيك مرشح حزب الخضر لمنصب المستشار الألماني؟

 

ووسط هذا السجال، برزت تساؤلات حول ما اذا كانت الأحزاب السياسية التقليدية قد تخلت عما سمي بـ"جدار الحماية"، وهو مصطلح يعبر عن رفض تلك الأحزاب التحالف مع الأحزاب اليمينية وكذلك اليسارية المتطرفة، لكن هذا التعهد يبدو أنه قد سقط خلال الممارسة السياسية الأخيرة.

وكان لافتا أن هذا التعاون بين "التحالف المسيحي" و"البديل" قد أخرج ميركل عن صمتها منذ انسحابها من المشهد السياسي في خريف عام 2021، إذ اعتبرت هذا التعاون خطأ، في مؤشر واضح على خطورة التعاون مع حزب "البديل".

وشهدت ألمانيا، السبت الفائت، تظاهرات حاشدة ضد اليمين المتطرف، شارك في أكبرها 200 ألف متظاهر في ميونيخ،حذّر خلالها المتظاهرون الذين تجمعوا تحت شعار "الديموقراطية تحتاج إليكم"، من أي تعاون مع حزب البديل من أجل ألمانيا.

أخبار ذات علاقة

"لوموند": تحديات كبيرة أمام مرشح "حزب الخضر" للمستشارية الألمانية

 

"البرليناله".. سطوة "النجوم" الانتخابية 

ينتهي مهرجان برلين السينمائي المرموق، الذي لطالما تسربت السياسة بكل تعقيداتها إلى أروقته، قبل يوم واحد من موعد الانتخابات، وهو ما يجعل الأنظار تتوجه إلى هذا المحفل الفني، والتأثير الذي قد يتركه على مزاج الناخب الألماني، خصوصا وأنه يقام وسط ظروف سياسية مضطربة في ألمانيا ومختلف أنحاء العالم.

"برلين السينمائي" أو البرليناله كما يعرف، سيقدم مجموعة من الأفلام التي "تتردد خلالها أصداء القضايا السياسية الراهنة"، وهو ما سيحوله إلى مسرح للاستقطاب الانتخابي، وفق خبراء يرون أن الناخب الألماني سيتمعن في الرسائل السياسية التي تطرحها الأفلام.

 كما سيصغي باهتمام إلى التصريحات الصادرة من النجوم والنخب السينمائية، وهو ما سيلعب دورا في اختياراته.

ويوضح متابعون أن القضايا المطروحة في الأفلام لدورة البرليناله المرتقبة لا تبتعد كثيرا عن فحوى البرامج الانتخابية، إذ ستطرح مثلا قضية الهجرة في فيلم "ذي لايت" للمخرج توم تيكوير والذي سيُفتتح به المهرجان. 

ويبرز في برنامج المهرجان هذه السنة فيلم وثائقي عن الممثل الإسرائيلي الذي احتُجز كرهينة في قطاع غزة ديفيد كونيو، وهو بدوره سيستحضر حرب غزة والهدنة الهشة ومخطط ترامب حول تهجير سكان القطاع.

إلى ذلك، يقدم المخرج الكوري الجنوبي بونغ جون هو (الفائز بالأوسكار عن فيلمه بارازيت)، فيلما كوميديا من نوع الخيال العلمي فيه تلميحات للعصر الراهن من خلال السخرية من ملياردير يشبه إيلون ماسك، الذي يعبر علانية عن تأييده لحزب البديل.

أخبار ذات علاقة

"لو فيغارو": ماسك يربك ألمانيا وأوروبا بدعمه لحزب البديل

 

وكانت مديرة مهرجان برلين الجديدة تريشا تاتل قالت إنّ السياسة موجودة "في الحمض النووي للمدينة (برلين) والمهرجان نفسه".

وكان من المخطط إجراء الانتخابات التشريعية الألمانية في 28 أيلول/ سبتمبر 2025 ولكن تم تقديم موعد الانتخابات بسبب انهيار ائتلاف "إشارة المرور" الحاكم أثناء أزمة الحكومة الألمانية نهاية 2024.

 وهذه الانتخابات المبكرة هي الرابعة في تاريخ ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، إذ شهدت البلاد سيناريو الانتخابات المبكرة في أعوام 1972 و1983 و2005.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC