صحة غزة: ارتفاع عدد الضحايا في القطاع إلى 50.933 قتيلا وأكثر من 116 ألف جريح منذ أكتوبر 2023
رجح خبيران سياسيان أن تصاعد التهديدات الإسرائيلية والضغط الأمريكي يلزمان إيران بالتعاطي مع أي محاولات للتوصل لاتفاق مع واشنطن.
وتعتمد أمريكا سياسة "الضغط الأقصى" ضد إيران، بهدف منعها من تطوير برنامجها النووي، وذلك بالتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغبته بالتفاوض مع طهران، وأنه أرسل لقادتها خطابًا بهذا الشأن.
ووفق ترامب، فإن "شيئًا ما سيحدث مع إيران قريبًا، وأنه يأمل في اتفاق سلام يمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، قائلًا: "بعثت برسالة لهم تقول آمل أن تتفاوضوا لأنه إذا كان علينا اللجوء للخيار العسكري فسيكون الأمر مريعاً جداً لهم، لا يمكن أن نسمح لهم بامتلاك سلاح نووي".
بينما أكدت إيران على لسان وزير خارجيها الإيراني عباس عراقجي، أنها "لن تجري مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، طالما واصل ترامب سياسة الضغوط القصوى".
ورأى الخبير في الشأن السياسي، رامي محسن، "وجود نشاط دبلوماسي مكثف جزء منه معلن وجزء خلف الكواليس للتوصل لتفاهمات مع إيران بشأن برنامجها النووي".
وبيّن لـ"إرم نيوز"، أن "التوصل لاتفاق بين واشنطن وطهران يصب في المصلحة الإيرانية بشكل أساسي، خاصة وأن إيران تعاني من العقوبات التي طالت مرافق حيوية، علاوة على سعي إسرائيل لضربها وتدمير مواقعها الحساسة".
وأوضح محسن أن "تصاعد التهديدات الإسرائيلية والضغط الأمريكي يلزمان إيران بالتعاطي مع أي محاولات للتوصل لاتفاق، خاصة أن ذلك سيجنبها المواجهة المباشرة"، مبينًا أن هناك محاولة للتغلب على التحديات التي يمكن أن تواجهها خاصة العسكرية.
ولفت إلى أن "المحور العسكري الذي راهنت عليه إيران يعاني كثيرًا، وهذه المتغيرات تصب في خانة التعاطي مع الحوارات أو مع ما يتم إفرازه من حوارات"، مستدركًا: "لكن ذلك على قاعدة الخروج بجزء من المكاسب وأن يكون لها دور بمجال الطاقة".
وأضاف أنه "من المحتمل أن تأخذ إيران دوراً مهماً في أي اتفاق مع الإدارة الأمريكية، خاصة أن واشنطن معنية بإيجاد حل دبلوماسي للقضايا العالقة"، قائلًا إن "ترامب يسعى للترويج لنفسه على أنه الشخص الوحيد الذي لديه قدرة على إيجاد حلول لأزمات العالم".
بدوره رأى المحلل السياسي، إياد جودة، أنه "مع عودة ترامب للبيت الأبيض تزداد التوقعات بالتعامل الجدي والقسوة مع الكثير من الملفات، والتلويح بالهجوم على إيران في أي لحظة"، مبينًا أن ذلك يقع ضمن استراتيجية ثابتة بالنسبة له.
وقال لـ"إرم نيوز"، إن "هذه السياسة ستكون السبب في الوصول إلى صفقة مع إيران، خاصة أن ترامب من أكثر الشخصيات التي لديها القدرة على عقد مثل هذه الصفقات التي يكون طابعها تجارياً"، متابعًا: "ترامب ينظر للقضايا من هذه الزاوية".
وأشار المحلل جودة إلى أن "التفاهم مع إيران سيكون في إطار حل دولي لعديد من القضايا بما فيها الحرب الأوكرانية الروسية، وهو الأمر الذي ستكون إيران مضطرة للتعاطي معه خاصة أنها تتجنب المواجهة العسكرية المباشرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل".
ورجح أن "يتم التوصل لحلول وتفاهمات بين الجانبين، وهو الأمر الذي سيكون له أثره الإيجابي على إيران من مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية"، مبينًا أن ذلك يأتي في إطار الترتيبات الجديدة للشرق الأوسط والعالم.