عاجل

نائبة رئيس فنزويلا: مرشح المعارضة في انتخابات الرئاسة غادر البلاد

logo
العالم

هل يغير هجوم موسكو مسار الحرب في أوكرانيا؟

هل يغير هجوم موسكو مسار الحرب في أوكرانيا؟
24 مارس 2024، 11:47 ص

يُلقي تفجير مركز "كروكوس سيتي هول" التجاري بضواحي موسكو بظلاله على الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة رحاها منذ عامين وشهر، رغم محاولات كييف النأي بنفسها عن هذا التطورالميداني.

وبدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "مصرًّا" على الربط بين الهجوم الدامي وجبهة الحرب المفتوحة مع أوكرانيا، ولم تبد السلطات الرسمية في موسكو اهتمامًا كبيرًا لإعلان تنظيم "داعش خراسان" مسؤوليته عن الهجوم، فيما ركزت على جزئية أنّ أربعة من منفذي الهجوم الذين تم اعتقالهم كانوا يخططون للفرار باتجاه الحدود الأوكرانية، وهو ما يحمل اتهامًا ضمنيًّا لكييف بالضلوع في تسهيل تنفيذ الهجوم.

تداعيات مؤكدة

لكنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ردّ بأنّ بوتين يبحث عن سبل لتحميل مسؤولية مذبحة قاعة الحفلات لأوكرانيا.

وتنفي كييف بشكل قاطع أي شكل من أشكال تورطها، فيما يؤكد متابعون أنّ للحادثة تداعيات على مسار الحرب بين البلدين، من حيث وتيرة العمليات العسكرية وطبيعتها.

ويرى مراقبون أنّ هناك قناعة حتى في الداخل الروسي بأنّ نظام الرئيس فلاديمير بوتين يسعى إلى استثمار هذا الهجوم لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية في مواجهته المفتوحة مع أوكرانيا، ولن يترك الأمر يمرّ دون جني بعض من ثماره في علاقة بمسار الحرب.

وتذهب السلطات الأوكرانية إلى اعتبار أن الكرملين وأجهزته الخاصة هي التي دبّرت الهجوم، في "خطوة استفزازية مخططة ومتعمدة" تجاه أوكرانيا، في سياق حرب مستعرة على الأرض.

وبحسب وجهة النظر الأوكرانية فإنّ الهجوم سيخلق لدى الروس ذريعة ومبرّرا لتوجيه ضربات أشد قسوة ضد أوكرانيا وإعلان التعبئة العامة في روسيا ومن ثمة الذهاب إلى مزيد من التصعيد وتوسيع نطاق الحرب.

وتنقل صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية عن الباحث المتخصص في الجماعات المتشددة في منطقة القوقاز ديفيد غوزير قوله إنّه "من المؤكد أن نظام بوتين سيستخدم الهجوم في دعايته لتعزيز عدائه تجاه أوكرانيا، لكن فرضية التواطؤ الرسمي الأوكراني لا تبدو ذات مصداقية" وفق قوله.

وبحسب غوزير "يبدو هذا الهجوم أشبه بتصفية حسابات بين القوى المتشددة في آسيا الوسطى وروسيا، فالخلايا التابعة لهذه القوى في آسيا الوسطى، المتمركزة في الشتات المهاجر من آسيا الوسطى، يتم تفكيكها بانتظام في موسكو أو في أي مكان آخر في روسيا".

مخاوف من التعبئة

ويخشى المواطنون الروس أن يتم استخدام الهجوم الذي وقع بالقرب من موسكو لتبرير تعبئة جديدة للقوات ضد أوكرانيا، وفق ما أكدته أستاذة التاريخ الروسي في جامعة سترازبورغ إميليا كوستوفا.

وتوضح كوستوفا أنّه "قبل الانتخابات الرئاسية الروسية، كنا نتوقع تصلب النظام الروسي وإعلان تعبئة جديدة، سمعنا رقم 300 ألف رجل إضافي في الجبهة للفوز في هذه الحرب، والآن أصبح هذا الخوف أقوى وأشدّ" وفق قولها.

وبحسب ما نقل موقع "فرنس أنفو" الإخباري عن كوستوفا فإن هناك مخاوف من وقوع "هجمات أكثر عنفًا وأكثر ضخامة وخبثًا ضد أوكرانيا وسكّانها" وفق تعبيرها.

وتسعى "وسائل الإعلام المقربة من السلطة" في روسيا إلى "التوفيق بين عنصرين: مطالب "داعش" وأصل المهاجمين من آسيا الوسطى من جهة، ومن جهة أخرى اتهام أوكرانيا بأنها الدولة الراعية والداعمة" لتنفيذ هذا الهجوم، وفقًا لإميليا كوستوفا.

نظرية المؤامرة

وعلّفت كاتبة العمود لوسي روبيكان في مقال لها نشره موقع "ليزيكو" الفرنسي أنّ هجوم موسكو رافقه صعود لافت لـ "نظرية المؤامرة" بعد ساعات قليلة من الحادثة، سواء بالقول إن أوكرانيا ضالعة فيه أو حتى بعدم استبعاد فرضية أن يكون الهجوم مدبّرا من موسكو لتبرير تصعيد جديد في الحرب.

واعتبرت روبيكان أنّ "هناك نزعة قوية لإلقاء اللوم على الأوكرانيين في هذا الهجوم الدموي، وهذا ما فعله فلاديمير بوتين يوم السبت، عندما أعلن أن الأوكرانيين حاولوا مساعدة المهاجمين على عبور الحدود."

وحذّرت من أن "يستخدم بوتين بنهجه المكيافيلي المعتاد الهجوم لتعبئة الشعب الروسي وتبرير تصعيد جديد في الحرب، والخلط بين الأسباب والعواقب" وفق تعبيرها.

لكن الكاتبة أشارت إلى أنّ روسيا أهملت خطر الجماعات المتشددة لأنها كانت منخرطة على جبهة أخرى، وركّزت كامل جهود أجهزة استخباراتها نحو أوكرانيا، ما خلق عنصر المفاجأة في الهجوم، رغم تحذير الولايات المتحدة الأمريكية قبل أسبوعين من احتمال استهداف تجمعات كبيرة في موسكو؛ ما اعتبره الكرملين تشويشًا على الاستحقاق الانتخابي الرئاسي.

وبالنظر إلى الفرضيات التي يطرحها المراقبون فإنّ مسار الحرب الروسية الأوكرانية سيكون مختلفًا خلال مرحلة ما بعد هجوم موسكو، وسيخضع لرؤية الكرملين للمشهد من مختلف زواياه وحيثياته وتحدياته.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC