فوكس نيوز: إدارة ترامب تدرس فرض عقوبات صارمة على أسطول الظل الروسي

logo
العالم

ألمانيا تخفّض مساعداتها لأوكرانيا.. ما التداعيات على مسار الحرب؟

ألمانيا تخفّض مساعداتها لأوكرانيا.. ما التداعيات على مسار الحرب؟
الرئيسان الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والألماني أولاف شولتسالمصدر: (أ ف ب)
12 يناير 2025، 3:34 م

مُنذ اندلاع الصراع الروسي الأوكراني في شباط/ فبراير 2022، شكلت الولايات المتحدة الداعم الأكبر لأوكرانيا من خلال توفير مساعدات عسكرية تزيد قيمتها على 65 مليار دولار، وتليها ألمانيا مع 28 مليار يورو، كثاني أكبر داعم لكييف.

وأعلنت ألمانيا مؤخرًا، عن خططها لخفض مساعداتها العسكرية لأوكرانيا إلى النصف خلال 2025. ووفقًا لمسودة الميزانية الجديدة، سيتم تقليل تلك المساعدات من حوالي 8 مليارات يورو في 2024 إلى 4 مليارات يورو في 2025. 

وفي خضم المخاوف الأوكرانية من قطع المساعدات الأمريكية بعد تولي ترامب، تسعى كييف للاعتماد على برلين بشكل مباشر في دعمها ضد الغزو الروسي، ومطالبة الرئيس فولوديمير زيلينسكي بزيادة الدعم الألماني لكييف.

أخبار ذات علاقة

لقاء "ترامب وبوتين" المرتقب هل يقلب الطاولة على زيلينسكي؟

 وفي مفاجأة من العيار الثقيل، كشفت مجلة "دير شبيغل"، أن الحكومة الألمانية تشهد خلافًا حول الموافقة على مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 3 مليارات يورو.

وفقًا للصحيفة الألمانية، رفض المستشار أولاف شولتس اقتراحًا مقدمًا من وزيري الدفاع والخارجية بزيادة مساهمة برلين في دفاع أوكرانيا هذا العام.

وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، إن وزارته «أعدت مشتريات إضافية محتملة لأوكرانيا، إذا كانت هناك أموال إضافية متاحة»، من دون تحديد مبلغ.

وقالت الصحيفة إن موظفي وزارة الدفاع أعدوا قائمة بالإمدادات التي تحتاج إليها كييف على وجه السرعة، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ ومدافع الهاوتزر والذخيرة.

وأشارت إلى أن الخطة تعرقلت بعد تأكيد مكتب شولتس عدم تأييده لذلك، بحجة أنه لا يريد تقييد أيدي أي حكومة تأتي إلى السلطة بعد انتخابات فبراير/ شباط.

وبحسب خبراء، فإن الدول الأوروبية وقعت في المستنقع الأوكراني قبل أن تنزلق إليها روسيا وهم يدركون ذلك، دون الاعتراف مباشرة بهذه التداعيات، ولكن خلف الأبواب المغلقة يبحثون عن مخرج من ذلك المأزق الكبير؛ لأن هناك فاتورة كبيرة دفعها وما زال يدفعها الجميع بعدما تضع الحرب أوزارها سياسيًّا واقتصاديًّا وحتى عسكريًّا.

 

 

"تأثير اقتصادي"

وقال كارزان حميد، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأوروبية، إن تداعيات الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا كان له تأثير اقتصادي واضح على جيوب المواطنين الأوروبيين، وسياسيًّا على مسار الأحزاب التقليدية الحاكمة في أوروبا، ومنها الحزب الحاكم في ألمانيا.

وأضاف في حديث لـ"إرم نيوز" أن الدعم الهائل دون أي رقابة مالية أو سياسية على كيفية صرفها وتخصيصها جعلت معدلات التضخم وارتفاع الأسعار تؤثر كليًّا على الاقتصاد الأوروبي، ما جعل الحلفاء ينسحبون ببطء وتدريجيًّا من ذلك المستنقع الذي تصوروا أن تقع روسيا فيها، ولكنهم انزلقوا إليه قبل موسكو.

وأكد حميد، أن ألمانيا منذ الانتخابات الأوروبية في الصيف الماضي، وهي تعاني تمدد اليمين المتطرف بشكل لافت، وهذا ما جعل برلين تقع بين أمرين أحدهما أسوأ من الآخر.

وتابع، منذ فوز دونالد ترامب بولاية رئاسية ثانية في الولايات المتحدة، تزلزلت المواقع الأوروبية بشكل قوي، ولم يدرسوا الأمور بشكل جيد، أو بالأحری كانوا متوهمين بفوز الديمقراطيين في جولة أخری، لهذا لم تمر سوی أسابيع حتى انهار الائتلاف الحاكم في برلين.

وأكد أن المستشار الألماني أولاف شولتس يحاول جمع شتات أنفسهم والفوز بولاية جديدة في الانتخابات القادمة وسط توقعات أن ينتظره ما حصل في فرنسا منذ تموز الماضي.

أخبار ذات علاقة

الكرملين: لا خطط لاجتماعات بين بوتين وشولتس أو ترامب

 وأوضح حميد، أن أوكرانيا أصبحت بئرًا لابتلاع الأموال والأسلحة دون أن تظهر أي نتائج على أرض الواقع في الحرب مع روسيا، ويفهم الأوروبييون والغربيون ذلك أيضًا، وحاولوا لمدة سنوات أن يغضوا الطرف عنها، لكن السكوت عن شبهات الفساد واختفاء الأموال وعدم القدرة الأوكرانية علی صد الهجمات لا يمكن أن يستمر طويلًا.

وأضاف: لهذا يحاول الرئيس الأوكراني الحصول على عدد أكبر من الأموال قبل 20 يناير من الجانب الأمريكي والأوروبي أيضًا، أي قبل موعد تنصيب ترامب.

وأكد أن أوروبا واقعيًّا تحاول فض غبار المساعدات الأوكرانية عن كتفها، لكنها الآن متورطة بكيفية ملء العجز المالي في ميزانيتها، وأن هناك نقطة مهمة وهي أن استمرار المساعدات المالية والعسكرية لأوكرانيا كانت مرتبطة بتمديد الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أنابيب كييف، ولكن منذ اليوم الأول من العام الجديد 2025، أوكرانيا أوقفت تدفق الغاز أحادية الجانب، باعتقادها أنه يمكن استخدام هذه البطاقة ضد موسكو، ولكن قبل روسيا رد الحلفاء ببطاقة المساعدات إلى كييف.

وأوضح، أن واشنطن مبدئيًّا ستوقف مساعداتها العسكرية والمالية بعد تولي ترامب زمام البيت الأبيض، وبرلين الآن منشغلة بمشاكلها الداخلية، وباريس أيضًا غير مستعدة للاندفاع نحو كييف لملء فراغ الحلفاء؛ لأنها بحاجة إلى توحيد صفوفها الداخلية.

تداعيات القرار

وقال مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية ديميتري بريجع، إن رفض المستشار الألماني أولاف شولتس تقديم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا يعكس أو يظهر خلافًا داخليًّا في الحكومة الألمانية بشأن أولويات الدعم في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه البلاد.

وأكد في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن شولتس من يسار الوسط قد يكون قلقًا من زيادة التزامات ألمانيا المالية في وقت ترتفع فيه الضغوط الداخلية لتحسين الوضع الاقتصادي وتلبية احتياجات المواطنين، وهو ما يفسر رفضه اقتراح وزيري الدفاع والخارجية.

وأشار بريجع إلى أن هذا القرار قد يؤثر على مسار الحرب في أوكرانيا، حيث تعتمد كييف بشكل كبير على الدعم الغربي لتعزيز دفاعاتها ضد روسيا، ومن ناحية أخرى تسعى أوكرانيا إلى ضمان استمرار هذا الدعم، خاصة مع احتمالية أن دونالد ترامب قد يعيد النظر في سياسات الدعم الأمريكي لأوكرانيا.

وأضاف أن تداعيات القرار الألماني، قد تكون مزدوجة، من جهة قد تضعف الموقف الأوكراني في مواجهة روسيا إذا لم تتمكن من تعويض هذا الدعم من دول أخرى، ومن جهة أخرى، قد يؤدي إلى انتقادات أوروبية وأطلسية لألمانيا، كونها ثاني أكبر داعم لأوكرانيا، ما يضعف التنسيق الغربي بشأن المساعدات العسكرية. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات