بعد الدعوى ضد إسرائيل.. جنوب أفريقيا تضع نفسها قوةً دبلوماسية

وضعت جنوب أفريقيا نفسها قوةً دبلوماسية من خلال اتهام إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة أمام محكمة العدل الدولية، وكانت العودة المظفرة للفريق القانوني إلى جوهانسبرغ بمثابة تجربة غير عادية للمحامي تيمبيكا نجكوكايتوبي، وفق ما ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية.

وبحسب الصحيفة، أدان مدير وزارة خارجية جنوب أفريقيا، زين دانجور، "القتل الصارخ للشعب الفلسطيني" في مقال افتتاحي في News24، ورغم الاعتراف بأوجه القصور الحالية التي تعيب مؤسسات الحكم الدولي، أكد دانجور "التزام جنوب أفريقيا بمنع المزيد من تآكل الثقة في هذه المؤسسات".

وقالت إن "تحالفات البلاد، المتجذرة في العلاقات التاريخية التي تشكلت خلال النضال ضد الفصل العنصري، تؤثر على قراراتها الدبلوماسية، وإن إحجام حزب المؤتمر الوطني الأفريقي عن إدانة أولئك الذين دعموه أثناء الفصل العنصري ينعكس في دعمه لبكين وهافانا وموسكو، حتى في مواجهة سجلات حقوق الإنسان المشكوك فيها، وعلى سبيل المثال، يفتقر تحالف حزب المؤتمر الوطني الأفريقي مع الصين إلى التضامن مع أقلية الإيغور المسلمة المضطهدة".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في جنوب أفريقيا قولهم إن التحقيقات في أحداث مثل الصراع في أوكرانيا تتقدم بسرعة أكبر من تلك المتعلقة بفلسطين، ما يصور تطبيقًا متحيزًا للعدالة، في حين ترى البلاد أن المحكمة الجنائية الدولية تخدم مصالح الدول الغربية، وهو ما يتضح في الردود الرافضة من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا على اتهاماتها ضد إسرائيل.

ومع احتلال جنوب أفريقيا مركز الصدارة في محكمة العدل الدولية، فإن النتائج تحمل آثاراً كبيرة ليس فقط على العلاقات الدولية بل وأيضاً على السياسة الداخلية.

وخلصت "لوموند" إلى أن "حكومة الرئيس سيريل رامافوسا، التي تواجه تراجعا في شعبيتها، تستغل الشؤون الدولية بشكل استراتيجي لتحويل الانتباه عن الأزمات الداخلية، كما تمثل الإجراءات الجارية أمام محكمة العدل الدولية أكثر من مجرد خطاب قانوني؛ فهي تعكس سعي جنوب أفريقيا إلى التأثير على المسرح العالمي مع التصدي للتحديات الداخلية".