رويترز: الاتحاد الأوروبي يقرّ عقوبات على أفراد ومنظمات إيرانية على خلفية احتجاز مواطنين أوروبيين
مثّل ذهاب أرمينيا إلى معاهدة سلام مع أذربيجان حول الصراع على قرة باغ، قبولا بفرض الأمر الواقع، وسط تساؤلات حول فرص استدامة هذا الاتفاق.
وكانت أذربيجان وأرمينيا قد أعلنتا مؤخرا التوصل إلى اتفاق سلام إثر مفاوضات سعت إلى تسوية النزاع القائم بينهما منذ عقود.
وقال وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بايراموف في تصريحات لوسائل الإعلام إن مسار المفاوضات حول نص اتفاق السلام مع أرمينيا قد أنجز.
ومن جهتها أكدت الخارجية الأرمينية، عبر بيان، أن اتفاق السلام جاهز للتوقيع وأن أرمينيا مستعدة لبدء مشاورات مع أذربيجان بشأن موعد ومكان التوقيع.
ويقول الأكاديمي والباحث السياسي المختص في شؤون الجمهوريات السوفيتية السابقة، رامي القليوبي، إن الوضع في قرة باغ هادئ بصرف النظر عن أي اتفاقية للسلام لعدة اعتبارات من بينها إحكام أذربيجان في سبتمبر أيلول 2023، السيطرة الكاملة على هذه المنطقة.
وأوضح القليوبي لـ"إرم نيوز"، أن أرمينيا أقرت إثر ذلك بحكم الأمر الواقع، وهو ما جاء في عدة وقائع قامت بها يريفان تترجم ذلك، من بينها شطب القضية من كتب التاريخ، بدءا من العام الدراسي الحالي، وهو ما يظهر توجه أرمينيا نحو اتفاق سلام.
وأشار القليوبي إلى أن المناهج التعليمية في أرمينيا كانت تقدم قرة باغ على أنها جزء من تاريخ أرمينيا وأنها أرض تاريخية، ولكن مع تغيير الواقع على الأرض لصالح أذربيجان، قامت يريفان بمحو الخرائط التي تضع قرة باغ ضمن أرمينيا.
وذكر أنه جرى تغيير تسمية مادة التاريخ في المدارس من تاريخ الشعب الأرميني إلى تاريخ أرمينيا، أي تاريخ الأراضي الخاضعة لسيطرة يريفان حاليا.
ومن جهته يتوقع الباحث في العلاقات الدولية، أحمد العلوي، أن ما تم الذهاب إليه لن يكون اتفاقا دائما وستكون مدة صلاحيته محدودة وسيدور حوله الكثير من المستجدات خلال الفترات المقبلة.
وقال إن من الراجح أن يريفان تعاملت مع الاتفاق على أنه نوع من تهدئة الأجواء في الفترة الحالية حتى لا يكون هناك استغلال من أذربيجان التي تعتبر إمكانياتها العسكرية أفضل من أرمينيا لاسيما مع وجود الدعم التركي في هذا الجانب.
ودلل العلوي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، على توقعه بعدم استدامة هذا الاتفاق بما خرج مؤخرا من يريفان من انتقاد في بيانها الذي جاء بعد إعلان باكو الذهاب إلى اتفاق السلام بشكل منفرد على عكس رغبة أرمينيا بأن يكون الإعلان مشتركا.
وأضاف العلوي أن يريفان أدركت بشكل كبير أن أذربيجان ستذهب إلى تعقيد المشهد والاشتباك وافتعال مواجهات جديدة لن تكون أرمينيا مستعدة لها في الوقت الحالي.
ومن جهة أخرى، وفق العلوي، لن يكون هناك أي تعامل من جانب المجتمع الدولي نحو أي اعتداء في ظل الانشغال بالأزمة الأوكرانية والاهتمام بها من الأطراف المتداخلة كافة، في ظل خضوع الصراعات في العالم إلى صفقات قد تأتي بأضرار وتهديد أكبر لأرمينيا.
وأكد العلوي أن أي تصعيد من جانب أذربيجان الجاهزة عسكريا والمدعومة من تركيا، الراغبة في إشعال المواجهة مجددا سعيا منها للإمساك بأوراق تستخدمها في ملفات تهمها، لن يجد ردعا حقيقيا أو فرض آليات دولية لاسيما من جانب الأوروبيين الذين يضعون ملف أوكرانيا في المقام الأول.
وأوضح أن تركيا من الممكن أن تعمل على تعقيد المشهد بشكل أكبر للمقايضة على ملفات تتعلق بسوريا والأكراد، لتكون حينئذٍ أرمينيا الجانب الأضعف الذي سيتلاعب به جميع الأطراف، وفق قوله.
