أثار تفعيل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) لقوتها الأمنية الاحتياطية موجة من التساؤلات حول دلالات ذلك خاصة مع استمرار الهجمات التي تستهدف المدنيين، كما الجيوش الوطنية في المنطقة.
وجاء الإعلان عن تفعيل هذه القوة خلال القمة الـ 43 لقادة أركان جيوش دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا التي عُقدت في أبوجا، وهي خطوة تثير تكهنات بشأن قدرات هذه المجموعة ومدى فرص نجاحها في المساعدة على بسط الأمن والاستقرار في المنطقة.
ويأتي هذا التطور بالتوازي مع إعلان "مؤشر الإرهاب العالمي" عن أن منطقة الساحل الأفريقي تتصدر الدول الأكثر تضررا من العمليات الإرهابية، وتم الكشف عن أن أكثر من نصف ضحايا العمليات الإرهابية سقطوا في المنطقة المذكورة.
قدرات محدودة
وتأتي هذه التطورات في وقت تنسحب فيه القوات الغربية من منطقة غرب إفريقيا، وتحل محلها روسيا عبر مستشارين عسكريين ومرتزقة في خطوة تثير تكهنات بشأن مآلات الوضع الأمني في الساحل وغرب إفريقيا عموماً.
وقال المحلل السياسي النيجري المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد الحاج عثمان، إن "قدرات القوة الاحتياطية لإيكواس تبدو محدودة للغاية بالنظر إلى حجم التحديات التي تواجهها المنطقة، ونحن نعرف أن إيكواس تضم الآن 12 دولة، بعد انسحاب مالي وبوركينا فاسو والنيجر وعتاد القوة سيواجه صعوبات أمام محاولاته بسط الأمن".
وتابع الحاج عثمان لـ"إرم نيوز" أن: "قوة إيكواس تقدر ببضعة آلاف، فيما سيشمل تدخلها دولاً شاسعة المساحة وتنشط فيها جماعات مختلفة سواء مسلحة ومتمردة أم إرهابية، لذلك أعتقد أن تحقيق الهدف المرجو من هذا التحرك سيكون صعب المنال".
وشدد على أن: "هناك معطى آخر وهو أن دولًا مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو قد ترفض دخول أي من عناصر هذه القوة لأراضيها بعد أن غادرت هذه الدول إيكواس، بينما معظم الأخطار الأمنية تتركز في هذه الدول إلى جانب تشاد ونيجيريا وغيرهما".
افتقار للتنسيق
وتأتي خطوة إيكواس بعد أشهر عن إعلان تحالف دول الساحل الذي يضم مالي والنيجر وبوركينا فاسو عن تشكيل قوة عسكرية مشتركة قوامها 5 آلاف جندي لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة في المنطقة.
وعلق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، على الأمر بالقول إن: "هذا يعكس افتقاراً للتنسيق بين دول المنطقة وهو أمر سيكون له تداعياته على عمليات الجيوش وقوى الأمن النظامية ضد الجماعات المسلحة".
وأضاف ديالو في تصريح خاص لـ"إرم نيوز" أن "خارطة تحرك هذه القوة الميداني الآن تغير مع انسحاب دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو، وهناك العديد من نقاط ضعف هذه القوة أهمها عدم تحديث قدراتها العسكرية مقابل على سبيل المثال قوة تحالف الساحل التي عززت قدراتها بطائرات مسيرة متطورة وغيرها من الأسلحة".