واشنطن بوست: محاولة اغتيال ترامب تعيد رسم الخريطة الانتخابية

أدى حادث إطلاق النار في تجمع انتخابي للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلى إعادة تشكيل مسار السباق المتوتر بالفعل للوصول إلى البيت الأبيض، بحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست.

ورغم الحادث، أكدت حملة ترامب عزمه المضي قُدمًا في خططه لحضور المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، الذي من المقرر أن يبدأ في ميلووكي، يوم الاثنين، لكن من المتوقع أن يؤثر إطلاق النار، بشكل عميق، على الرسائل والأجواء والترتيبات الأمنية في المؤتمر المقبل.

ويعتزم ترامب الكشف عن نائبه، وحشد الدعم حول برنامجه الذي يركز على رؤيته لـ"الظلم والانتقام".

وسرعان ما أدان الرئيس جو بايدن أعمال العنف التي وقعت ضد ترامب، مشددًا على أن مثل هذه الأعمال ليس لها مكان في المجتمع الأمريكي. فيما أعلنت حملة الرئيس بأنها ستوقف اتصالاتها مؤقتًا، وتسحب جميع الإعلانات التلفزيونية في أسرع وقت ممكن.

ووقع إطلاق النار بعد وقت قصير من بدء ترامب إلقاء خطابه في بتلر بولاية بنسلفانيا، مما دفع جهاز الخدمة السرية إلى التدخل حين أشار ترامب إلى إصابته برصاصة بالقرب من أذنه اليمنى. 

وانتشرت بالفعل الصور التي التقطت هذه اللحظة، بما في ذلك تلك التي تُظهر ترامب وسط العلم الأمريكي ووجهه ملطخ بالدماء، على نطاق واسع، والتي من المرجح أن تصبح رمزًا دائمًا للحدث.

وأكدت سلطات إنفاذ القانون مقتل مطلق النار المشتبه به، على الرغم من أن دوافعه لا تزال غير واضحة.

ومن المتوقع أن تؤدي التأثيرات المتتابعة للحادث إلى تعطيل مشهد الحملة الانتخابية المضطرب بالفعل، والذي تفاقم، مؤخرًا، عندما أثار أداء بايدن تساؤلات حول عمره وقدرته على إدارة حملة قوية.

وردَّ ترامب، المعروف بتعامله مع التحديات السياسية من خلال الاستفادة من دوره المتصور كضحية، ببيان يشكر فيه سلطات إنفاذ القانون، ويعرب عن تعازيه للضحايا الآخرين، ويقدم وصفًا تفصيليًا للحادث عبر وسائل التواصل الاجتماعي. 

وكتب: "أُصبت برصاصة اخترقت الجزء العلوي من أذني اليمنى، أدركت، على الفور، أن هناك خطأ ما، حيث سمعت صوت أزيز وطلقات نارية، وشعرت، على الفور، بالرصاصة تخترق الجلد، حدث نزيف كثير، فأدركت حينها ما كان يحدث".

وأشار دوغلاس برينكلي، المؤرخ الرئاسي في جامعة رايس الامريكية، إلى الوضع الأيقوني المحتمل لصورة ترامب وسط الفوضى. 

وقال: "هناك شيء في الروح الأمريكية أنها تحب رؤية الثبات والشجاعة تحت الضغط، وحقيقة أن ترامب رفع قبضته عاليًا، وستصبح رمزًا جديدًا"، مضيفًا: "من خلال نجاتك من محاولة اغتيال، تصبح رمزًا، لأنك تحصل على موجة من التعاطف العام".

وألقت الأحداث التي أعقبت إطلاق النار مباشرة بظلالها على الروايات السابقة للحملة، بما في ذلك المناقشات الديمقراطية الداخلية حول ترشيح بايدن. 

كما أنه من المحتمل أيضًا أن يؤدي ذلك إلى تعقيد حسابات بايدن وفريقه في المستقبل، ففي حديثه إلى المانحين، يوم الاثنين في مكالمة هاتفية خاصة، قال بايدن إن الوقت قد حان للتركيز على ترامب. 

وأضاف: "لدي وظيفة واحدة، وهي التغلب على دونالد ترامب.. أنا متأكد تمامًا من أنني أفضل شخص يمكنه القيام بذلك، لقد انتهينا من الحديث عن المناظرة، وحان الوقت لوضع ترامب في مركز الاهتمام".

وكانت ردود الفعل السياسية سريعة، حيث أرجعت بعض الشخصيات الجمهورية أعمال العنف التي تعرض لها ترامب إلى خطاب بايدن، فيما نظم معهد السياسة الأمريكية صلاة افتراضية، لتسليط الضوء على التداعيات الأوسع للحادث على الوحدة الوطنية.

 وبينما يستعد ترامب لعقد مؤتمر الحزب الجمهوري في ميلووكي، يعقد المراقبون مقارنات مع الأحداث التاريخية، مثل مرونة ثيودور روزفلت بعد حادثة مماثلة في العام 1912، ويشير المحللون إلى أن مثل هذه الحوادث غالبًا ما تحفز المشاعر العامة، مما قد يفيد خطاب ترامب السياسي.

وتتوقع أصوات بارزة، بما في ذلك الخبير الإستراتيجي الجمهوري السابق ستيف شميدت، تداعيات سياسية كبيرة من إطلاق النار، وتتنبأ بمزايا محتملة لترامب أقرب إلى السوابق التاريخية. 

وكتب شميدت على وسائل التواصل الاجتماعي، إن "العواقب السياسية لمحاولة الاغتيال هذه ستكون هائلة، وسيستفيد منها دونالد ترامب، الذي ردَّ للتو على إطلاق النار عليه بنفس الطريقة التي فعل بها تيدي روزفلت".