وزارة دفاع تايوان: رصدنا 20 طائرة عسكرية صينية وسبع سفن بحرية حربية قرب مياهنا
"يا له من يوم عظيم لأمريكا"، هكذا علّق سكوت ميل، أحد أبرز وجوه الحزب الجمهوري المخضرمين في العاصمة واشنطن، على الأحداث التي شهدتها زيارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب الأولى إلى العاصمة منذ فوزه الكبير في الانتخابات الرئاسية.
وجاءت هذه الزيارة بالتزامن مع نجاح الحزب الجمهوري في تأمين الأغلبية الثانية له في مجلس النواب، إلى جانب أغلبيته السابقة في مجلس الشيوخ، ما عزز شعور مؤيدي الرئيس المنتخب بقدرتهم على تنفيذ أجندته الرئاسية.
لحظة تاريخية في الكونغرس
وشاءت المصادفات أن يكون نجاح الجمهوريين في الفوز بالأغلبية، قد تأكد رسميًّا بينما كان الأعضاء الجمهوريون من الغرفتين يستقبلون ترامب في مبنى الكونغرس، وهذا أضاف مزيدًا من مشاعر الفخر والثقة بين الجمهوريين، خصوصًا مع التزامهم المسبق بدعم أجندة الرئيس المنتخب.
سكوت ميل: صورة تعيد التقليد
وسكوت ميل، المعروف بإيمانه العميق بقيم الممارسة السياسية الراسخة في الولايات المتحدة، يرى في اللقاء بين الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب في المكتب البيضاوي، إحياءً لتقليد الانتقال السلس والمنظم للسلطة.
ذلك التقليد، الذي انكسر في الانتخابات الرئاسية السابقة بين الرجلين، عاد اليوم بصورة أعادت إلى الأميركيين مشهدًا مألوفًا، رغم السنوات الست الماضية التي شهدت تبادلًا علنيًا للإهانات بينهما، وحتى رفض المصافحة في المناظرات.
انتخاب زعيم جديد لمجلس الشيوخ
وبينما كان الرئيسان يناقشان إجراءات الانتقال، كان التصويت جاريًا لاختيار خليفة زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، السيناتور ميتش ماكونيل، الذي قرر التقاعد بعد عقدين من القيادة.
وتوقع ترامب ومؤيدوه انتخاب السيناتور ريك سكوت، إلا أن الجمهوريين اختاروا جون ثون، وهو ما شكّل خيبة أمل للرئيس المنتخب.
ويشير اختيار ثون، المعروف بميوله المعتدلة، إلى وجود أصوات داخل الغرفة الثانية، لا ترغب في السير بشكل كامل مع سياسات ترامب، وهذا الانقسام، رغم توازن خطابات ثون، يفتح الباب أمام تحديات محتملة، خصوصًا أن الانتخابات النصفية القادمة قد تغير موازين القوى مرة أخرى.
تعيين مات غيتز وزيرًا للعدل
ومن أبرز التطورات التي أثارت الجدل، قرار ترامب بتعيين النائب الجمهوري مات غيتز وزيرًا للعدل، وهو المعروف بولائه المطلق لترامب، فيما يواجه تحقيقات لجنة الأخلاقيات في مجلس النواب، تشمل مزاعم تتعلق بالاتجار بالجنس وتعاطي المخدرات.
ردود فعل متباينة
وقوبل تعيين غيتز برفض واسع، حتى من بعض الجمهوريين، ووصفه السيناتور سوزان كولينز بالصادم، بينما أشار السيناتور ثوم تيليس إلى أن غيتز سيواجه تحديات كبيرة للحصول على المصادقة من مجلس الشيوخ.
من جهته، يرى الديمقراطيون أن تعيين غيتز يعزز مخاوفهم بشأن استغلال وزارة العدل لتصفية الحسابات السياسية.
التزام غيتز بالاستقالة
وأعلن غيتز استقالته من مجلس النواب بالتزامن مع تعيينه، ما أثار أسئلة حول توقيت الإعلان، ويعود هذا التعيين وسط أجواء مشحونة، إذ إن غيتز لعب دورًا رئيسًا في إقالة رئيس مجلس النواب السابق كيفن مكارثي، وهي سابقة لم تحدث منذ قرن ونصف.
التحقيقات والمخاوف الديمقراطية
وتعزز التحقيقات حول غيتز مخاوف الديمقراطيين من نية ترامب استخدام وزارة العدل كأداة سياسية. يشيرون إلى أن المنصب عادة ما يُمنح لأصحاب الخبرات القضائية الواسعة، مستذكرين تجربة وزير العدل السابق بيل بار مقارنة بالسجل المثير للجدل لغيتز.
ولم يكن الجدل حول تعيين مات غيتز مجرد خلاف سياسي عابر؛ فهو يُسلط الضوء على انقسامات أعمق داخل الحزب الجمهوري نفسه، وكذلك بين الحزبين الرئيسين في الكونغرس.
ويتساءل بعض الجمهوريين عما إذا كان الرئيس المنتخب قد بالغ في ولائه لأنصاره المثيرين للجدل على حساب الكفاءة والخبرة، بينما يعتبر آخرون أن تعيين غيتز بمثابة رسالة تحدٍّ للديمقراطيين ومؤسسات الحكم التقليدية، وهو ما قد يفتح الباب لمزيد من الاستقطاب السياسي.
تداعيات التحقيقات على تعيين غيتز
المشكلة الأكبر التي تواجه غيتز ليست فقط المعارضة السياسية، بل التحقيقات الجارية من قبل لجنة الأخلاقيات، هذه التحقيقات يمكن أن تعيق عملية المصادقة في مجلس الشيوخ.
ويحتاج الوزير الجديد للحصول على دعم غالبية الأعضاء لتولي منصبه رسميًّا. وفي حال فشله في اجتياز هذه العقبة، قد تكون هذه أول ضربة كبيرة للرئيس المنتخب وإدارته قبل حتى بدء تنفيذ أجندتهم.
مخاوف الديمقراطيين من استخدام وزارة العدل
وتعيين غيتز أثار قلق الديمقراطيين، الذين يرون أن ترامب يسعى لتحويل وزارة العدل إلى أداة لملاحقة خصومه السياسيين.
وهذه المخاوف ليست جديدة؛ فقد سبق أن اتُّهم ترامب خلال ولايته الأولى بأنه يتدخل في قرارات الوزارة.
ويقول السيناتور كريس ميرفي، إن إضعاف دور مجلس الشيوخ في المصادقة على التعيينات يهدد التوازن الدستوري بين السلطات، مشددًا على أن الديمقراطيين سيبذلون قصارى جهدهم لمنع أي تجاوزات.
ترامب يسعى لتسريع أجندته
في المقابل، يرى الجمهوريون المؤيدون لترامب أن تعيين غيتز وغيره من الشخصيات الموالية يعكس إصرار الرئيس المنتخب على تنفيذ أجندته بسرعة ودون عراقيل.
وبالنسبة لهم، تجاوز المعارضة داخل الكونغرس هو جزء من معركة أكبر لإعادة تشكيل النظام السياسي بما يتماشى مع رؤيتهم، حيث يدعو هؤلاء إلى إلغاء بعض الأعراف التقليدية التي يعتبرونها معيقة للإصلاحات المطلوبة.
التحديات المقبلة
وسيكون على إدارة ترامب مواجهة تحديات كبيرة في الفترة المقبلة، ليس فقط في إقرار التعيينات الحكومية، ولكن أيضًا في تمرير سياساتها عبر كونغرس يشهد انقسامات داخلية حادة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تعيين شخصيات مثيرة للجدل مثل غيتز قد يؤدي إلى تصعيد الصراع مع الديمقراطيين، ما قد يعرقل عمل الإدارة في تنفيذ خططها الرئيسية، خاصة في مجالات الاقتصاد والهجرة والسياسة الخارجية.
الرهانات على العامين المقبلين
ومع الأغلبية الجمهورية في مجلسي النواب والشيوخ، لدى ترامب فرصة لتنفيذ إصلاحات جذرية، لكن هذه الأغلبية قد تكون مهددة في انتخابات التجديد النصفي بعد عامين. لذلك؛ يسعى الرئيس المنتخب لاستغلال هذه الفترة لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات، على أمل تعزيز موقف حزبه في الانتخابات المقبلة.
ختام اليوم التاريخي
ورغم التوترات والخلافات، يبقى يوم عودة الرئيس المنتخب إلى واشنطن يومًا تاريخيًّا للجمهوريين. فهو يعكس عودة الحزب إلى السيطرة على الكونغرس، ويؤكد قوة ترامب كزعيم سياسي قادر على التأثير في مسار الحزب ومستقبل البلاد.
ومع ذلك، فإن هذا اليوم يحمل في طياته إشارات إلى أن الطريق أمام الإدارة الجديدة لن يكون مفروشًا بالورود، بل مليئًا بالتحديات والمعارك السياسية التي ستحدد ملامح المشهد السياسي الأميركي في السنوات المقبلة.