الخارجية الإسرائيلية: مجلس حقوق الإنسان الدولي يعمل كوزارة دعاية لحماس وهو معاد لنا
تشير المكالمة التي جرت بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب إلى مرحلة جديدة في العلاقات التركية-الأمريكية، بعد فترة من التوتر والتباعد بسبب خلافات جوهرية، أبرزها ملف منظومة الدفاع الروسية S-400 ووحدات حماية الشعب الكردية.
وتسعى الإدارة الأمريكية إلى إعادة بناء التحالف مع أنقرة عبر خطوات تشمل رفع العقوبات المفروضة على تركيا، وتمكينها من الحصول على طائرات F-16، وربما إعادة إدماجها في برنامج مقاتلات F-35، الذي أُقصيت منه سابقا.
وتأتي هذه التحركات الأمريكية المحتملة ضمن سياق استراتيجي أوسع يهدف إلى تعزيز التعاون العسكري مع تركيا، التي تُعد لاعبا محوريا في الشرق الأوسط وعضوا أساسيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
حول هذا الموضوع، قال الكاتب والباحث في الشأن التركي، محمود علوش، إن عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض توفر فرصة كبيرة لإعادة تشكيل العلاقات التركية-الأمريكية.
وأشار إلى أن أردوغان وترامب يملكان القدرة على إقامة علاقة عمل منتجة بشكل كبير، ما قد يعزز التعاون الثنائي ويعود بفوائد ملموسة على العلاقات بين البلدين.
وأضاف علوش لـ "إرم نيوز" أن هذه العلاقات تحمل أهمية خاصة بالنسبة للولايات المتحدة، سواء من حيث دور تركيا في سياسة واشنطن تجاه الشرق الأوسط، وخاصة الملف السوري، أو من حيث مكانة تركيا الاستراتيجية داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأهميتها في مواجهة النفوذ الروسي؛ ما يجعلها شريكا لا غنى عنه في الحسابات الأمريكية.
وأوضح أن العلاقات التركية-الأمريكية شهدت في الفترة الماضية توترا وعدم استقرار، نتيجة مجموعة من القضايا العالقة، أبرزها دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة تهديدا لأمنها القومي، بالإضافة إلى ملف تسليم المعارض التركي فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة.
وأشار علوش إلى أن إدارة ترامب، إذا كانت جادة في معالجة هذه الملفات، قد تضع العلاقات الثنائية على مسار إيجابي يؤدي إلى تعاون أوثق.
وبيّن أن رفع العقوبات الأمريكية عن تركيا يمثل خطوة أساسية لإعادة بناء العلاقات، حيث تشير المؤشرات التي أرسلها ترامب إلى أنه قد يكون مستعدا لاتخاذ خطوات في هذا الاتجاه، وربما التوصل إلى اتفاق يسمح بعودة تركيا إلى برنامج تصنيع مقاتلات "إف-35"، شريطة إيجاد تسوية لقضية منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس-400".
من جانبه، يرى المحلل السياسي أحمد الأشقر أن هذه الخطوات قد تعيد تشكيل العلاقة العسكرية بين أنقرة وواشنطن.
وأوضح أن ترامب يدرس إمكانية رفع العقوبات المفروضة على تركيا واستئناف مبيعات الطائرات المقاتلة المتطورة، في إطار تعزيز التحالف الاستراتيجي بين البلدين.
وأضاف الأشقر لـ "إرم نيوز" أن الحديث عن إعادة تركيا إلى برنامج الطائرات "إف-35" يعكس رغبتها المستمرة في تعزيز قدراتها الدفاعية، فيما يبدو أن ترامب على استعداد للتراجع عن قرار استبعاد أنقرة من البرنامج، بشرط أن تتخذ تركيا خطوات تضمن أن منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس-400" تصبح غير صالحة للاستخدام الفعلي.
وأشار إلى أن العودة إلى برنامج "إف-35" تحمل أهمية كبيرة لأن هذه الطائرات، التي تنتجها شركة "لوكهيد مارتن"، تُعد من أكثر الطائرات الشبحية تطورا في الحروب الجوية الحديثة، وكانت تركيا شريكا رئيسا في إنتاج نحو 900 مكون لهذه الطائرة قبل أن يتم استبعادها من البرنامج إثر شرائها منظومة "إس-400" الروسية.
ورغم هذه التحركات المحتملة، لفت الأشقر إلى وجود قلق مستمر لدى بعض المسؤولين الأمريكيين وحلفاء واشنطن في الناتو، مثل اليونان وإسرائيل، الذين يشككون في نوايا تركيا الإقليمية وفي علاقاتها المتنامية مع روسيا؛ ما يجعل أي اتفاق مستقبلي بين أنقرة وواشنطن محل تدقيق ومراجعة دقيقة قبل الوصول إلى تفاهمات نهائية.