"وول ستريت جورنال": تحول عسكري أمريكي كبير لمواجهة طموحات الصين

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن الولايات المتحدة قررت العمل على حرمان الصين من "أهداف كبيرة وشهية"، في إطار الصراع البارد بين القوتين العظميين.

وأشارت الصحيفة، في تقرير لها، إلى أن "أمريكا تعمل على تحديث مدارج الطائرات النائية وإحياء المطارات التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية لمواجهة تهديد الترسانة الصاروخية الصينية الهائلة".

وبحسب تقرير نشرته الصحيفة، يجري إحياء مطار نائي في المحيط الهادئ كان قد استُخدم لشن القصف الذري على اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، مع وضع عدو مختلف في الاعتبار؛ وهو الصين.

وأضافت الصحيفة أن "مدارج الطائرات التي تخرج من الغابات الزاحفة في جزيرة تينيان الصغيرة التابعة للولايات المتحدة تعد جزءًا من تحول شامل في كيفية رد الجيش الأمريكي على صراع محتمل في آسيا.

وبدلاً من الاعتماد على عدد قليل من القواعد الجوية الكبيرة، ستقوم الولايات المتحدة بتوزيع طائراتها الحربية لجعلها أقل عرضة للترسانة الصاروخية الصينية الهائلة. وهذا يعني تحديد وتحديث وإحياء مهابط الطائرات عبر منطقة المحيطين الهندي والهادئ التي يمكن إعادتها للخدمة، وفقًا للصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن "القوات الجوية الأمريكية تطلق على هذا الجهد، الذي يشمل إعادة تشغيل مطار جزيرة تينيان الصعب بحكم موقعه المحجوب بغابة كثيفة جدًا، اسم التوظيف القتالي الرشيق".

وفي حين لم تكن الولايات المتحدة بحاجة إلى مطار تينيان لعقود نتيجة تعزيز وجودها في عدد صغير من القواعد الجوية الكبيرة في اليابان وفي الأراضي الأمريكية في غوام، فإنه في حالة الصراع، يمكن للصين توجيه قوتها النارية الكبيرة نحو تلك القواعد المعروفة لتدمير الطائرات ومدارج الطيران وشل القوة الجوية الأمريكية.

إبقاء الصين في حالة تخمين

ولمنع حدوث ذلك، يأتي الجهد الأمريكي الجديد لتوفير مطارات بديلة تستطيع الطائرات الانتشار والتنقل بينها عبر مجموعة من المطارات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، سواء كانت قواعد كاملة تابعة للحلفاء، أو مهابط طائرات في جزر نائية، أو حتى مدارج في مطارات مدنية، لإبقاء الصين في حالة تخمين وزيادة فرص بقاء الطائرات الأمريكية.

,قال مايكل وينكلر، نائب مدير العمليات الجوية والفضاء السيبراني للقوات الجوية في المحيط الهادئ: "إن الهدف من هذا التحول هو عدم تجميع جميع طائراتنا في هدف واحد كبير ومثير".

وتابعت الصحيفة بأن وثائق الميزانية الأمريكية، والمقابلات مع مسؤولي القوات الجوية، والزيارات إلى المواقع العسكرية في تينيان وغوام وشمال أستراليا تشير بوضوح إلى أين وكيف سيتم تطوير المطارات.

تآكل الهيمنة الأمريكية

ومن المقرر إجراء تحسينات على المطارات خلال السنوات القليلة المقبلة في جزيرة سايبان السياحية، وفي موقعين على الأقل في جمهورية بالاو غرب المحيط الهادئ.

وأشارت الصحيفة إلى أن التحديث العسكري في بكين أدى إلى تآكل الهيمنة الأمريكية، إذ نمت ترسانتها من الصواريخ بسرعة من حيث العدد والمدى والدقة.

وختمت بالقول إنه إذا تحركت الصين لغزو تايوان الديمقراطية، التي تعهدت بالاستيلاء عليها بالقوة إذا لزم الأمر، فقد ترسل وابلاً من الصواريخ إلى القواعد الجوية الأمريكية الرئيسة في المنطقة لتدمير الطائرات ووقف التدخل الأمريكي، أو على الأقل تأخيره، مما يعني بالنسبة للولايات المتحدة أن عصر الملاذ الآمن في تلك القواعد قد انتهى.