"مفتاح المعركة".. روسيا تكابد لضم مدينتين إستراتيجيتين شرق أوكرانيا

تكثف روسيا ضغطها الميداني، على خط المواجهة الممتد في شرق أوكرانيا، وتشعل معارك ضارية للسيطرة على مدينتين استراتيجيتين بالنسبة لها، الأمر الذي قد يقربها من تحقيق هدفها العسكري الرئيسي الحالي.

وتستهدف القوات الروسية المركز اللوجستي الأوكراني في "بوكروفسك"، في الوقت الذي تحاول فيه كذلك السيطرة على الأراضي المرتفعة في "تشاسيف يار"، وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال". 

وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إن "من شأن الاستيلاء على هاتين المدينتين أن يضع روسيا في موقف يسمح لها بمحاولة الاستيلاء على بقية منطقة "دونيتسك" الشرقية التي أعلنها الرئيس فلاديمير بوتين جزءًا من روسيا".

وأضافت الصحيفة أن "القوات الروسية تسير بثبات نحو (بوكروفسك)، حيث تتقدم وحداتها في المنطقة الممتدة على بعد بضعة أميال فقط خارج المدينة".

وتعدّ "بوكروفسك" مدينة أكبر من" أفدييفكا" - وهي أحدث المدن الأوكرانية الكبرى التي سقطت مؤخرًا، وتقاتل أوكرانيا من أجلها رغم تفوقها في التسليح والعدد.

وفاجأ هجوم أوكرانيا في السادس من أغسطس/ آب على "كورسك" روسيا، مما رفع معنويات أوكرانيا، وأظهر لداعميها في الغرب أنها لا تزال في المعركة. ولكن في ساحات القتال الرئيسية في الشرق، تتفوق روسيا في ساحات القتال الرئيسية في الشرق. 

وهناك، تستهدف روسيا تحقيق مكسبين رئيسيين من شأنهما أن يمنحا قواتها أفضلية كبيرة: مدينة "بوكروفسك"، وهي مركز لوجستي للقوات الأوكرانية في الشرق، ومدينة "تشاسيف يار"، وهي نقطة مرتفعة في المنطقة. 

كما أنها جددت هجماتها على مدن "توريتسك" و"كوراخوف" و"فوهلدار"، ساعيةً إلى الاستفادة من الخطوط الأمامية الأوكرانية الرثة، وفق "وول ستريت جورنال".

ويقاتل الطرفان من أجل كسب اليد العليا قبل شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، حيث سيجعل البرد والثلوج التقدم أكثر صعوبة، وستجري الولايات المتحدة، أهم داعم لأوكرانيا، انتخابات رئاسية.

دفعة روسية كبيرة

وكان أخطر تقدم لروسيا هذا الصيف على مدينة "بوكروفسك". فمنذ أن استولت روسيا على مدينة "أفدييفكا" الصناعية في فبراير/ شباط، وهو المكسب الرئيسي الذي حققته هذا العام، تحركت قواتها عبر القرى إلى الغرب. 

وسرّعت روسيا من تقدم قواتها في الأسابيع الأخيرة، وأصبحت الآن على بعد أميال قليلة من "بوكروفسك"، المدينة التي كان يقطنها 80,000 شخص.

وتقول القوات الأوكرانية في المنطقة إن جهودهم الدفاعية أعاقها عدم كفاية قذائف المدفعية ونقص القوات المدربة تدريبًا جيدًا. ومع ذلك، فإنهم يجعلون الجيش الروسي يدفع ثمناً باهظاً للتقدم، وفق الصحيفة.

وغالباً ما يتحقق ذلك من خلال إرسال مجموعات صغيرة من المشاة إلى الأمام بشكل متكرر مع فرص محدودة للبقاء على قيد الحياة.

مركز الإمداد في أوكرانيا

وتعتبر "بوكروفسك" نقطة ارتكاز لعمليات أوكرانيا في الشرق. فهي تقع على طريق وخط سكة حديد يشكلان طريق إمداد رئيسي للقوات الأوكرانية في منطقة دونيتسك.

ومن شأن خسارة "بوكروفسك" أن تترك مدنًا في الشرق مثل "كوستيانتينيفكا" و"تشاسيف يار" مع طريق إمداد رئيسي واحد من الشمال الشرقي، وتقرّب القوات الروسية من الطرف الغربي لمنطقة "دونيتسك".

تلتان حيويان

ورأت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه "منذ أن استولت روسيا على "باخموت" العام الماضي بعد معركة طويلة ودامية، قالت إن أعينها على جائزة أكبر هي (تشاسف يار)".

ورغم أن المدينة أصغر حجمًا، ويبلغ عدد سكانها نحو 12,000 نسمة، لكنها تقع على نقطة مرتفعة من شأنها توفير ميزة كبيرة في جهود موسكو للسيطرة على المدن الواقعة غرباً والشمال الغربي، مثل المراكز السكانية الرئيسية الباقية في المنطقة مثل "كراماتورسك" و"سلوفيانسك".

ومن شأن السيطرة على الأرض المرتفعة أن يسهل على روسيا استهداف الوحدات والمواقع العسكرية الأوكرانية بضربات من المدفعية والطائرات بدون طيار. 

في الوقت ذاته، تقاتل روسيا أيضًا من أجل السيطرة على مدينة "توريتسك" في الجنوب، والتي تقع على الحافة الغربية من أحد التلال. 

قناة تعيق القوات الروسية

وتكافح القوات الروسية منذ عدة أشهر من أجل عبور قناة تمتد على طول الجانب الشرقي من الجزء الرئيسي من "تشاسيف يار"، وفق تقرير الصحيفة.

واحتفظت أوكرانيا بقوات مشاة في مبانٍ على الضفة الغربية للقناة. لكن روسيا شنت غارات عبر القناة في شهر أغسطس/ آب، وأصبح وجود أوكرانيا في تلك المباني تحت التهديد".

وأنشأت روسيا مواقع لاستخدام الطائرات بدون طيار المتفجرة لضرب المركبات الأوكرانية التي تدخل المدينة، مما يجعل من الصعب على القوات الأوكرانية إدخال الإمدادات والقوات، بحسب التقرير.