المعارضة الإسرائيلية تهدد بإضراب عام إذا تحدى نتانياهو المحكمة العليا حول إقالة رئيس الشاباك

logo
العالم

تسوية أم تجميد للصراع؟.. خطة سلام ألمانية تثير المخاوف الأوكرانية

تسوية أم تجميد للصراع؟.. خطة سلام ألمانية تثير المخاوف الأوكرانية
قوات روسية بالقرب من الحدود بين أرمينيا وأذربيجانالمصدر: Getty
21 أكتوبر 2024، 4:49 م

كشف المستشار الألماني أولاف شولتس عن خطة ألمانية لتسوية الأزمة "الأوكرانية – الروسية"؛ ما أثار مخاوف أوكرانية من "تجميد" الصراع وعدم استعادة أراضيها التي احتلها الروس.

وقد أبدت عدة دول غربية العديد من المُلاحظات على "خطة النصر" التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خوفًا من توسع الصراع في أوروبا.

وفي وقتٍ سابق، أعلن شولتس أنه يعد خطة لتسوية سلمية للأزمة الأوكرانية، وأنه يعمل عليها مع اثنين من ممثلي حزبه الديمقراطي الاشتراكي، رالف ستيجنر ورولف موتزينيتش، المفاوضين في عهد المستشارة السابقة أنجيلا ميركل.

وأعرب المراقبون الأوكران، عن مخاوفهم من أي خطة - أمريكية أو ألمانية - لتسوية الأزمة مع روسيا، محذرين من أن التسوية تعني تجميد الصراع على وضعه الحالي دون الوصول إلى حلول فعالة تُرضي كييف وتقتضي إعادة أراضيها من الجانب الروسي.

تجميد الصراع

وتعليقًا على الخطة الألمانية، يقول الدكتور كريم مظفر المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن الكرملين يُرحب بالمساعي الألمانية لبدء الحوار مع روسيا بشأن الحرب الأوكرانية، وإن محاولة برلين تعني رغبتها في تجميد الصراع دون الاعتراف بالأراضي التي استعادتها روسيا.

ويُشير الخبير في الشؤون الروسية، في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن روسيا لم تكن مُهتمة بدايةً بالحل العسكري، وكانت تأمل في اتباع الطرق الدبلوماسية لإنهاء الصراع واعتراف الغرب الجماعي بالمطالب والمصالح الروسية.

ويضيف المحلل السياسي أن العمليات العسكرية الروسية "مستمرة من أجل ضمانات أمنها وتحويل أوكرانيا إلى منطقة عازلة محايدة، وهذا لا يتحقق حال انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي وتناغم علاقاتها مع الغرب وعدم التزام أوروبا الحياد مع روسيا وكييف".

ويوضح الدكتور كريم مظفر، أن تجميد الصراع الآن سيؤدي إلى وضع أسوأ بكثير، لأن عدم اعتراف الغرب بالمناطق التي سيطرت عليها روسيا يمنع المستثمرين الأجانب من الاستثمار في منتجعات القرم وتعدين دونباس، بالإضافة إلى منع سكان المناطق من الحصول على تأشيرات الدخول إلى الدول الغربية.

السيناريو الألماني 

ويتابع الخبير في الشؤون الروسية، الدكتور كريم مظفر: "في الوقت نفسه لا يمكن الحديث عن عضوية كييف الكاملة في تحالف الناتو وذلك حتى توقف الأعمال العدائية، وهو ما أكده مؤخرًا الكثير من أعضاء الناتو، وما المتوقع من الفترة المقبلة مع استمرار الصراع".

ويردف بالقول: إن "واشنطن وحلفاءها الغربيين يستهدفون تكرار سيناريو عام 1950، بقبول ألمانيا الغربية في التحالف، وفي ألمانيا في ذلك الوقت لم يعترفوا بشرعية وجود جمهورية ألمانيا الديمقراطية، ولم يرغبوا في التخلي عنها حتى من أجل الانضمام إلى الناتو، وهناك وضع مماثل الآن مع السلطات الأوكرانية".

ويشير المحلل السياسي في تصريحاته، إلى أنه وفقًا للعوامل السابقة، يرى الروس أنه من الضروري وبناءً على نتائج العملية العسكرية الخاصة أن يقوم الغرب بتطوير قواعد جديدة للعبة، حتى لا يتكرر الصراع الألماني داخل أوكرانيا، ولتحقيق هذه الغاية، يجب على الغرب أن يكون مستعداً للاعتراف على الأقل بموسكو، كلاعب مساوٍ وشريك في الحوار.

أخبار ذات علاقة

خبير روسي لـ"إرم نيوز": "خطة النصر" قسّمت الأوروبيين والدعم العسكري ليس حلاً

 ومن ناحيته، يؤكد الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات الروسية، أن المبادرة الألمانية للسلام تقوم بالأساس على احتفاظ روسيا بالأراضي التي ضمتها وإيقاف القتال عند خط الجبهة والبدء في المفاوضات.

مجموعة عمل دولية

ويتابع المحلل السياسي: "في الـ14 من سبتمبر الماضي دعا زعيم الحزب الحاكم في ألمانيا رولف هنريخ موتزنيخ إلى ما يشبه مبادرة السلام أيضًا من خلال تشكيل مجموعة عمل دولية لهذا الغرض بمشاركة المستشار الألماني شولتس والرئيس الأوكراني زيلينسكي، وإجراء محادثات تضم دولا أخرى مثل الصين والهند والبرازيل والسعودية وغيرها من دول الجنوب العالمي".

ويقول الخبير في الشؤون الروسية في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن المبادرة الألمانية للسلام تنبع أهميتها من كونها صادرة من دولة غربية وتعتبر من أكبر الاقتصاديات في أوروبا كما أنها دولة حليفة للولايات المتحدة الأمريكية، وسيكون لهذه المبادرة أهمية كبيرة إذا انضمت إليها دول الجنوب العالمي.

مبادرة السلام

ويشير  ملحم، إلى أن ما سماها "معسكرات الحرب" ستقضي على مبادرة السلام الألمانية في المهد، خاصة أن هناك أمرا يجب الإشارة إليه وهي أن روسيا أعلنت في يوليو الماضي شروطها لمبادرة السلام بأن تقوم جميع القوات الأوكرانية بالخروج من المقاطعات الأربع التي ضمتها روسيا إليها كما أعلنت أوكرانيا أنه لا سلام مع روسيا حتى العودة إلى حدود 1991 وبالتالي هذه المواقف المعلنة تصعب عملية التفاوض بين الطرفين.

أخبار ذات علاقة

"قوة مرعبة".. ماذا تخفي الأسلحة الألمانية لأوكرانيا ضد روسيا؟

 ويوضح ملحم، أنه يجب الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد توسيع دائرة الحرب وتوريط أوروبا في حرب كبرى وهناك الكثير من الترشيحات بأن الدول المؤهلة للدخول في حرب مع روسيا بعد أوكرانيا هي جمهوريات البلطيق الثلاث: "لتوانيا ولاتفيا وإستونيا"، وروسيا قادرة على احتلالها بالكامل في غضون 10 أيام فقط وفق التقديرات العسكرية، رغم أنها منضمة لحلف "الناتو".

ونبه إلى أن من سيتورط في هذه الحرب بشكل مباشر هي ألمانيا؛ لذلك يبدو أن ألمانيا خائفة من اتساع الصراع إلى هذا المستوى وستصبح هي في وجه المدفع الروسي، وفق قوله.

وتابع أن حزب اليمين في ألمانيا يتصاعد بشكل غير مسبوق، وأن أحد أهم الأسباب لخسارة الحزب الحاكم الحرب الروسية الأوكرانية والدعم الألماني لأوكرانيا.

وقال إن "هناك من يرى أن شولتس طرح تلك المبادرة لأغراض حزبية بحتة، لكن كل هذه المتغيرات يجب اتخاذها بعين الاعتبار لفهم طبيعة المبادرة الألمانية للسلام، ولكن إذا وافق الطرفان الروسي والأوكراني على الجلوس على طاولة المفاوضات استجابة للمبادرة الألمانية للسلام، فهي خطوة مهمة ستحدث لأول مرة"، بحسب تعبيره.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات