الرئاسة الفرنسية: قرار الجزائر بطرد دبلوماسيين غير مبرر
وسط تنافس كبير على ثروات القارة الثمينة، تبحث روسيا عن تعزيز وجودها في القارة الإفريقية من بوابة الاقتصاد، إلى جانب الأمن.
وأثار تعهد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بتقديم ما وصفه بالدعم الكامل لإفريقيا تساؤلات حول خطوات موسكو لطرق أبواب الاقتصاد والاستثمارات في القارة السمراء والآليات التي بيدها من أجل القيام بذلك.
وقال بوتين في كلمة موجهة إلى كبار المسؤولين من حوالي خمسين دولة إفريقية في سوتشي على هامش مؤتمر وزاري روسي – إفريقي: "سنواصل تقديم دعمنا الكامل لأصدقائنا الأفارقة في مجالات مختلفة".
أما وزير خارجيته، سيرغي لافروف، فقال إن روسيا "ستقدم دعمًا للقارة يشمل المجالات كافة، من بينها التنمية المستدامة ومكافحة الإرهاب والتطرف والأمراض الوبائية وحل المشاكل الغذائية".
وتتدخل روسيا من خلال أنشطة عسكرية في العديد من الدول الإفريقية على غرار مالي وبوركينا فاسو والنيجر وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى، حيث نجحت في تعزيز نفوذها.
واستفادت روسيا من تدهور العلاقات بين الدول الإفريقية المذكورة وفرنسا التي أُجبرت على سحب قواتها وبعثاتها الدبلوماسية من تلك الدول، ما فتح الباب أمام موسكو لترسيخ نفوذها، لكنها تواجه تنافسًا من دول أخرى على غرار الصين وتركيا.
وعلق المحلل السياسي التشادي المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد إدريس، على الأمر بالقول إن "روسيا ترى في إفريقيا متنفسًا لها من العزلة الغربية جراء الحرب التي تشنها على أوكرانيا، لكن القارة السمراء هي موضع تنافس كبير بسبب الثروات الضخمة التي تسبح فوقها".
وأضاف إدريس في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "روسيا في وضع صعب رغم أنها وجدت في البداية الطريق معبدة لترسيخ نفوذها في إفريقيا، خاصة بعد الانتكاسات التي تعرضت لها في مالي، وفي اعتقادي أنها ستحاول إعادة الكَرة والهجوم على شمال مالي من أجل السيطرة على مناجم الذهب هناك".
وأنهى حديثه بالقول إن "روسيا تواجه معادلة صعبة الآن في دول مثل مالي وليبيا حيث يزداد التنافس، وحتى خصومها مثل أوكرانيا لديهم أذرعهم وحلفاؤهم هناك، لذلك فإن محاولتها الاستفادة من القارة قد تصطدم بصعوبات".
ومن جانبه، قال الخبير الاقتصادي إبراهيم كوناتي إن "روسيا تدرك أن إفريقيا هي أرض الفرص والمستقبل في ظل ثروات ضخمة مثل الألماس في أنغولا والذهب في مالي واليورانيوم والليثيوم في النيجر، وهذه الثروات ستسعى موسكو للاستحواذ عليها في المرحلة المقبلة".
وتابع كوناتي في تصريح لـ "إرم نيوز" أنه "بالنسبة للأفارقة فإنهم بحاجة لتطوير بنيتهم التحتية الرقمية، وأيضًا البنى التحتية التقليدية مثل السكك والمطارات وغير ذلك مقابل الحصول على تلك الثروات، لذلك فإن أمام روسيا عملية مركبة من أجل النجاح في إقناع الأفارقة بالاستثمار في هذه الثروات".
وشدد على أن "هناك نحو 70 معدنًا في إفريقيا تبحث الحكومات الإفريقية عن استغلالها بشكل جيد، ويصب في صالحها، ومن غير الواضح إذا كانت الحكومة الروسية قد وضعت خططًا لاستغلال هذه المعادن، وما المقابل الذي ستقدمه".
وأنهى كوناتي حديثه بالقول إن "الأفارقة يبحثون عن ضمانات من أجل أن يكون الاهتمام الروسي دائمًا، وليس ظرفيًّا مرتبطًا بالنزاع مع أوكرانيا والقوى الغربية".