نشطاء إيرانيون يشككون في قدرة بزشكيان على تنفيذ وعوده

شكك نشطاء إيرانيون في قدرة الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، على الإيفاء بما تعهد به خلال حملته الانتخابية.

وركز بزشكيان في وعوده على العدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة والإصلاحات الهيكلية، وتعهد بإنشاء نظام اقتصادي شفاف ومحاربة الفساد وتعزيز النمو الاقتصادي، وخلق فرص عمل والحد من البطالة والفقر.

فاشلة

كما وعد بزشكيان السياسة الخارجية بتخفيف التوترات الدولية واستعادة الدبلوماسية النشطة والتفاعل البناء مع العالم، لكن مراقبين يرون أنه ينوي الاستمرار في سياسات حكومة الرئيس الأسبق المعتدل حسن روحاني، التي وصفوها بـ"الفاشلة".

 

وكانت المرأة حاضرة بوعود بزشكيان، الذي أكد الدور النشط والمتساوي للمرأة في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، كما وعد باستخدام الأقليات العرقية والدينية في حكومته.

ويعتبر العديد من المراقبين أن ادعاءات بزشكيان ما هي إلا حملات انتخابية تهدف إلى إيصال الناس لصناديق الاقتراع، معتقدين أنه ليس لديه سلطة كبيرة في إحداث تحول سياسي في إيران، لأن دستور البلاد يقول إن الرئيس ليس أعلى سلطة سياسية في البلاد.

لن ننخدع

وكتبت جوهر عشقي، وهي والدة ناشط يُدعى ستار بهشتي: "الأغلبية الساحقة منكم قالت لا لحكومة القمع ومناهضتها للشعب والسياسات المناهضة لإيران، إن مسار التقاضي والجهود من أجل حرية إيران سيستمر في أي موقف".

لن ننخدع بعد الآن بإحصائيات الحكومة الكاذبة

جوهر عشقي

وأضافت أن: "ما لدينا اليوم هو التضامن والوحدة والعمل المشترك على طريق الحرية والديمقراطية الحقيقية"، مبينة: "لن ننخدع بعد الآن بإحصائيات الحكومة الكاذبة".

وستار بهشتي هو نجل جوهر عشقي، المدون والناشط العمالي المنتقد للجمهورية الإسلامية، الذي اعتقلته شرطة طهران خلال احتجاجات 2022؛ بسبب كتاباته لشعارات ضد النظام، وتوفي بعد أربعة أيام تحت التعذيب في حجز الشرطة.

حافة الفشل

بدورها كتبت شيرين عبادي، الناشطة في مجال حقوق الإنسان والحائزة على جائزة نوبل للسلام، عبر صفحتها على "إنستغرام": "في هذه الأيام، يعتبر الناس بحق جزءًا من المعارضة هو سبب خيبة أمل الناس؛ إنهم على حق. لكن لا ينبغي أن ننسى أن الحركة الإصلاحية التي يقودها محمد خاتمي خيبت آمال الشعب مرتين على الأقل، وهذه المرة الثالثة".

 

وترى أن الرئاسة وضعت بزشكيان والإصلاحيين على حافة الفشل التاريخي الثالث، مشيرة إلى أن الإصلاحيين والمعتدلين الذين نزلوا إلى الميدان لإنقاذ سفينة النظام، إذا لم يحدثوا تغييرا جذرياً، فإن إرادة الشعب "سوف تمضي موجة على تلك السفينة التي سوف تكسر الألواح الخشبية".

حقول ألغام

من جهته قال الناشط السياسي والمحلل الإصلاحي أحمد زيد آباي، إن بزشكيان سيواجه حقول ألغام كثيرة في تنفيذ الوعود التي قطعها للإيرانيين خلال حملته الانتخابية.

وأضاف في حديثه لـ"إرم نيوز": "الحقيقة أننا أرسلنا بزشكيان إلى حقل ألغام، حقل ألغام ليس خطته في يده. إن المضي في مثل هذا الطريق الصعب يتطلب أقصى درجات اللباقة والحذر والصبر والشجاعة".

إذا لم يساعد المرشد علي خامنئي والسلطة القضائية والتشريعية، بزشكيان فإنه سيواجه العديد من العقبات

أحمد زيد آباي

وبين آباي أنه "إذا لم يساعده المرشد علي خامنئي والسلطة القضائية والتشريعية، فإنه سيواجه العديد من العقبات"، مرجحًا أن يكون بزشكيان حذراً مع المؤسسات الأمنية والعسكرية المتنفذة".