نتنياهو: أقدر عاليا التدخل الأمريكي ضد الحوثيين وواشنطن لا تدخر جهدا في الرد عليهم بشدة
تواصل القوات الروسية سعيها لاستعادة مقاطعة "كورسك" بعد الهجوم الأوكراني المباغت في عملية أربكت الخطوط الدفاعية والهجومية الروسية بشكل كبير حتى الآن.
وعلى مدار الأشهر الخمسة الماضية، نجحت القوات الأوكرانية في استغلال الطبيعة الجغرافية للمدينة الروسية التي تكثر فيها الأنهار والغابات والمرتفعات، وأقامت دفاعات محصنة ألحقت خسائر كبيرة بالقوات الروسية؛ ما أدى إلى تباطؤ عملياتها بشكل ملحوظ.
وخلال الساعات الماضية، بدأت القوات الروسية تنفيذ المرحلة الثالثة من هجومها العنيف على "كورسك" بهدف استعادتها ومحاصرة القوات الأوكرانية، مع إشراك قوات كورية شمالية في جبهة القتال، لتقدم دعمًا إضافيًا في المعارك المستعرة.
ونجحت القوات الروسية خلال هجومها على مدينتي مالايا لوكنيا وسودجا في إلحاق خسائر كبيرة بالقوات الأوكرانية، وتمكنت من التقدم بشكل كبير، حتى أصبحت على مشارف المدينتين.
وأكد خبراء أن هاتين المدينتين قد تكونان مفتاح استعادة الأراضي التي فقدتها روسيا في مقاطعة كورسك؛ ما سيشكل تحولًا مهمًا في مسار الحرب على هذه الجبهة خلال 2025.
المحلل السياسي الخبير في الشؤون الروسية، الدكتور نبيل رشوان، قال إن أوكرانيا حريصة على إبقاء سيطرتها على ما تبقى من "كورسك" الروسية كورقة للتفاوض والمقايضة مع روسيا في أي مفاوضات في المستقبل خاصة مع قدوم دونالد ترامب لسدة الحكم في الولايات المتحدة.
وأضاف رشوان لـ"إرم نيوز"، أن روسيا تكبدت خسائر كبيرة في كورسك وكذلك أوكرانيا، ورغم أن خسائر أوكرانيا كبيرة مع المساحة التي تسيطر عليها وكثرة المطالبات العسكرية بالانسحاب إلا أن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي يريد الاحتفاظ بهذا الجزء من كورسك كورقة للتفاوض.
وحول إمكانية نجاح روسيا في استعادة ما تبقى من كورسك الروسية، أوضح المحلل السياسي أن ذلك قد يحدث، ولكن روسيا ارتكبت خطأ عسكريًا حينما تركت "كورسك" طيلة هذه الفترة؛ ما سمح للقوات الأوكرانية بالتمركز بشكل جيد والتحصن في مراكز القتال داخل كورسك، ومن ثم فإن عملية طردهم من كورسك ستكون صعبة.
من جانبه، قال الأكاديمي في كلية الاستشراق بالمدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، رامي القليوبي، إن روسيا ربما تنجح في استعادة "كورسك" من قبضة الجيش الأوكراني، لكن لو كانت روسيا وضعت كورسك ضمن الأولويات لكانت استردتها في السابق.
وأكد القليوبي لـ"إرم نيوز"، أن الأولوية لروسيا الآن هي التقدم في عمق مقاطعة دونباس حتى تكون في موقع قوة عند المفاوضات المحتملة بعد تنصيب ترامب في 20 يناير الجاري.
وأضاف أن أراضي كورسك لا تندرج تحت "أراضي روسيا المفيدة"؛ لأن محطة ضخ الغاز "هيدروسوج" لم يعد لها أهمية كبيرة بعد إنهاء ترانزيت الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية.
وتابع أن القوات الأوكرانية لم تصل إلى محطة كورسك النووية، وبالتالي فإن استعادة كامل سيطرة القوات الروسية على كورسك لها دلالات سياسية، لكن عسكريًا الآن فإن روسيا غير مستعدة للتضحية بنجاحاتها في دونباس.
ورأى أنه قد يتم معالجة أزمة كورسك من خلال صرف تعويضات وتوفير مأوى للمهجرين وكذلك إخراج الأمر من الفضاء الإعلامي والتركيز على نجاحات روسيا في دونباس.
واختتم القليوبي حديثه بالقول إن استعادة روسيا كامل سيطرتها على كورسك من الجيش الاوكراني قد لا تكون مسألة حيوية بالنسبة لروسيا في الوقت المنظور.