غارة إسرائيلية تدمر مبنى من 3 طوابق بشكل كامل بالنبطية جنوبي لبنان
هل تستخدم أوكرانيا السلاح الكيميائي لوقف التقدم الروسي؟
اتهمت موسكو الغرب بـ"اللعب بالنار"، مؤكدة أن كييف استخدمت مواد كيميائية سامة، ضد العسكريين والمدنيين الروس، في وقت لا يستبعد فيه محللون أن تستخدم فيه أوكرانيا هذا النوع من الأسلحة لوقف تقدم الجيش الروسي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن بلادها ستواصل إخبار المجتمع الدولي عن انتهاكات أوكرانيا لأحكام اتفاقية "حظر الأسلحة الكيميائية".
وفي مايو/ أيار الماضي، أعلن قائد قوات الدفاع الإشعاعي والبيولوجي الروسية إيغور كيريلوف، تسجيل انتهاك الولايات المتحدة الاتفاقية الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية، مشيرا إلى "العثور على ذخائر مهجورة مليئة بالعوامل الكيميائية في بنما وكمبوديا".
وقال كيريلوف إن الولايات المتحدة الأمريكية تنقل الأسلحة الكيميائية غير الفتاكة إلى دول ثالثة "العراق وأفغانستان وأوكرانيا"، وأن كييف استخدمت مادة "كلورو أسيتوفينون" المصنفة كمادة كيميائية لمكافحة الشغب في منطقة مدينة دونيتسك، وقرى بوغدانوفكا، وغورلوفكا، وكريمينايا، وأرتيوموفسك.
تعليقا على ذلك، يرى مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات، آصف ملحم، أن رصد روسيا لأسلحة كيميائية "ليس غريباً على الدول الغربية؛ لأن استخدام الأسلحة الكيميائية ليس بجديد وهناك الكثير من الدلائل على استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لهذه الأسلحة، بعد أن أنشأت معامل ومختبرات لإنتاج وتحضير الأسلحة البيولوجية في أوكرانيا".
وفيما يتعلق باتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية التي دخلت حيز التنفيذ في عام 1997 قال آصف ملحم "لا مصلحة لروسيا في الخروج من هذه المعاهدة، رغم قدرتها على الخروج منها بكل سهولة؛ إذ إن معظم دول العالم وقعت على اتفاقية الأسلحة الكيميائية".
وأشار إلى أن "روسيا ستسلم الطرق المتبعة لعلاج هذا الأمر مثل اللجوء إلى المحاكم الدولية والمنظمات الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية من خلال تقديم الشكاوى، وفي حال عدم الاستجابة لطلبها فقد تنسحب من هذه المعاهدة".
وتابع:" سيتم رفع شكاوى ودعاوى ضد أوكرانيا إلى محكمة العدل الدولية ومن الممكن إصدار أحكام ضد الأشخاص الذين استخدموا تلك الأسلحة أو ضد النظام الأوكراني والدولة الأوكرانية بشكل عام وهذا يتم تقديره وفقاً للدلالات التي ستقدمها روسيا للمحكمة".
ومن جهته، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، الدكتور محمود الأفندي، إن "الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية أصبحوا في حالة من اليأس تجاه أوكرانيا بسبب انهيار الجبهة الأوكرانية بعد تقدم القوات الروسية بشكل كبير، لافتاً إلى أنه وفقاً للوضع الحالي على الجبهة ستتمكن القوات الروسية خلال نهاية فصل الخريف من التحرير الكامل لمنطقة دونباس".
وأشار إلى أن ذلك "يؤدي إلى استفزاز الغرب؛ ما يجعلهم يزودون أوكرانيا بأسلحة كيميائية لإيقاف التقدم الروسي الكبير".
وأكد الأفندي في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز" أن "روسيا حذرت من هذا السيناريو"، مؤكدا أن "موسكو تعلم جيدا أن كييف لا تملك أسلحة كيميائية بعد أن تم تدميرها من قبل الاتحاد السوفيتي بشكل تام ".
ويرى أن "الاتفاقية مطبقة من جانب الطرف الروسي فقط بينما تحافظ الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية على مخزونها من تلك الأسلحة مشيرا إلى الحجج الواهية التي استخدمتها أمريكا والغرب للإبقاء عليها بحجة أنهم لا يملكون التمويلات اللازمة لتدمير تلك الأسلحة".
وبين المحلل السياسي أن "تلك الاتفاقيات بحاجة إلى إعادة النظر فيها مجددا وإجبار الدول على تدمير الأسلحة الكيميائية، وهي مهمة تقع على عاتق الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في الوقت الذي أصبحت فيه تلك المنظمة لعبة في يد الولايات المتحدة الأمريكية هي وجميع المنظمات الدولية في الأمم المتحدة"، على حد تعبيره.
