الخارجية الأمريكية: روبيو تحدث في اتصال مع نظيره الفرنسي عن إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
تحتدم المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية داخل بلدات مُقاطعات "كورسك"، إذ تكبد الطرفان خسائر فادحة، وتحديدًا قوات كييف، وفقًا للبيان وزارة الدفاع الروسية.
واستطاعت قوات "سيفير" الروسية، وقف الزحف الأوكراني تجاه 14 بلدة بمقاطعة "كورسك" الحدودية، واستهداف 11 لواء أوكرانيًا، وقتل 225 عسكريًا أوكرانيًا حاولوا التوغل داخل المدينة الروسية، بالإضافة إلى تدمير الكثير من المعدات العسكرية.
وكشف بيان وزارة الدفاع الروسية، أن مجمل خسائر القوات الأوكرانية منذ بدء العمليات القتالية على محور كورسك بلغت 47265 عسكريًا، و263 دبابة، و204 مركبات مشاة قتالية، و42 راجمة صواريخ و83 محطة حرب إلكترونية، و13 رادارًا مضادًا للبطاريات، و4 رادارات دفاع جوي.
وفي وقتٍ سابق من الشهر الجاري، كشف مصدر عسكري أوكراني أن القوات الروسية استعادت أكثر من 60% من الأراضي التي احتلتها القوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك الروسية، خلال هجومها المباغت على المقاطعة الروسية المجاورة في شهر أغسطس الماضي.
وبحسب "رويترز"، قال مصدر في الجيش الأوكراني إن قوات بلاده خسرت أكثر من 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في منطقة كورسك، وذلك مع شن القوات الروسية موجات من الهجمات المضادة لاستعادة السيطرة على المنطقة.
وأضاف المصدر، الذي يعمل في هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني، أن روسيا نشرت نحو 59 ألف جندي في مقاطعة "كورسك" منذ أن اجتاحت قوات كييف المنطقة الروسية وتقدمت فيها بسرعة.
ومع تكييف الضربات الروسية والخسائر الأوكرانية داخل محور "كورسك"، تساءل المراقبون عن مدي قدرة القوات الروسية على استعادة أراضيها خلال الفترة الحالية، بعد إنهاك القوات الأوكرانية بشكل كبير.
وقال د. بسام البني، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن روسيا تسابق الزمن للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي وكذلك طرد الأوكران من الأراضي الروسية الأصيلة في المقاطعات الأربع شرق أوكرانيا وليس استرداد كورسك فقط.
وأكد البني في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن روسيا لن تقبل بأي مفاوضات لوقف إطلاق النار مالم تسترد ما تبقى من كورسك التي لا تزال القوات الأوكرانية تسيطر على حوالي 40 % منها بعدما استردت روسيا حوالي 60 % منها.
وتابع: "نحن أمام مشهد شديد التعقيد في الحرب تصعيد وتصعيد مضاد، والأوكرانيون يحاولون عدم التفريط في كورسك الروسية كورقة لحفظ ماء الوجه عند الجلوس إلى مائدة المفاوضات" وفق تعبيره.
وأردف قائلا أنه "على الجانب الآخر فإن الروس ماضون في الحرب حتى استسلام أوكرانيا، لكن لن يحدث ذلك قبل أيام من تنصيب ترامب، ولكن قد تستمر الحرب إلى شهور قادمة وفي نهاية المطاف ستستسلم أوكرانيا" بحسب تقديره.
وقال د.نزار بوش ،أستاذ العلوم السياسية بجامعة موسكو، إن دخول القوات الأوكرانية منذ أكثر من 4 شهور إلى منطقة كورسك الروسية بقوات مدججة بالسلاح الغربي، كانت مغامرة حقيقية.
وأضاف أن"تلك المنطقة لم تكن بها قوات روسية بمعدات وأسلحة ثقيلة وإنما كانت هناك قوات لحرس الحدود تراقب الحدود الأوكرانية الروسية".
وأضاف في تصريحات لـ"إرم ينوز"، أنه عندما دخلت القوات الأوكرانية واحتلت ما يقرب من ألف كلم مربع وهذه مساحة ليست قليلة، على الجانب الأخر بدأت القوات الروسية في التجهيز والحشد لطرد تلك القوات الأوكرانية.
وتابع أنه خلال الشهرين الماضيين استطاعت روسيا أن تستعيد أكثر من 60 % إلى 65 % من المساحة التي احتلتها القوات الأوكرانية في كورسك.
وأشار إلى أن القوات الأوكرانية أصبحت محاصرة، حيث لا تستطيع التقدم ولا التراجع، ولكن تتلقى الضربات القوية من الجو والبر مما أفقد القوات الأوكرانية نحو 45 ألف جندي بحسب الإحصائيات.
وأوصح بوش أن روسيا تصر على تحرير كامل كورسك من يد القوات الأوكرانية وربما تنجح في التحرير كاملًا لتلك الأراضي خلال يناير الجاري أو على الأقل شهر فبراير المقبل.
وأشار إلى أن روسيا تستعجل تحرير مناطق كثيرة في دونباس وهذا ما نراه من تقدم كبير للقوات الروسية يوميًا بالتوازي مع العمل على تحرير كورسك كليًا.
ولفت إلى أن قدوم ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير الجاري، سيعطي روسيا قوة كبيرة في التفاوض إذا كان هناك تفاوض بحسب ما أعلنه ترامب بأنه سيعمل على إنهاء الحرب لذلك تستعجل روسيا تحرير كورسك بمزيد من الضربات وحصار القوات الأوكرانية وقتل المزيد منها.
وأردف أن القوات الجوية الروسية تستهدف يوميًا منشآت الطاقة والمصانع والمراكز العسكرية الأوكرانية مما أضعف القوات الأوكرانية، وفي بعض الأماكن تم شل حركتها.
وخلص أستاذ العلوم السياسية د. نزار بوش إلى أن روسيا تصر على السيطرة بالكامل على دونباس ولم يبق منها سوى مساحة 20% بالإضافة إلى استعادة ما تبقى من كورسك، وتعول روسيا على انتصارها في الحرب لاستخدامها في التفاوض.