بيان: الجيش الإسرائيلي يصدر أمر إخلاء لعدد من المناطق بغزة
في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، أعلنت حليفة موسكو، بيلاروسيا، عن نيتها نشر منظومة الصواريخ العابرة للقارات "أوريشنيك" الروسية بالقرب من "سمولينسك".
وكانت روسيا قد أعلنت لأول مرة عن إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي متوسط المدى من طراز "أوريشنيك"، في 21 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، على منشأة صناعية عسكرية أوكرانية في مدينة "دنيبروبتروفسك"، وذلك ردًا على استهداف كييف مقاطعتي كورسك وبريانسك بصواريخ أمريكية من طراز "أتاكمس" وبريطانية من طراز "ستورم شادو".
جاء ذلك بعد أن أعلن الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، أن بلاده ستقوم بنشر منظومة "أوريشنيك" الروسية في بيلاروسيا بالقرب من سمولينسك، قائلًا: "سيكون لدينا نظام أوريشنيك قريبًا جدًا، بعد الاتفاق مع الرئيس بوتين على أن المنظومة التالية سيتم تسليمها لبيلاروسيا".
وأكد لوكاشينكو أن هذا يأتي ردًا على رغبة وإمكانية الأمريكيين في نقل صواريخ متوسطة المدى إلى أوروبا، مضيفا: "إذا تراجعوا عن ذلك، سأقول للأخ الأكبر روسيا: لننتظر" وفق تعبيره.
وتابع الرئيس البيلاروسي: "لا يهم إذا وضعت المنظومة في سمولينسك أو في أورشا، ما يهمنا هو ألا تصل صواريخ الولايات المتحدة المتوسطة المدى إلى أراضي أوروبا، لأنها قد تكون مزودة بمكونات نووية".
وعن تداعيات هذه الخطوة الروسية والبيلاروسية ومدى تأثيرها على مسار المفاوضات الأمريكية-الروسية-الأوكرانية لإنهاء الصراع، أكد الخبراء أن هذه الخطوة تعكس الاستراتيجية الروسية لتعزيز وجودها العسكري على حدود دول حلف شمال الأطلسي، تحسبًا لأي تطورات قد تشهدها أوروبا الشرقية.
وأشار الخبراء إلى أن هذه الخطوة قد يكون لها تأثير سلبي على مسار المفاوضات، إذ أنها لن تُعجِّل بحل النزاع، بل على العكس، قد تزيد من تعقيده وتدفع الأطراف نحو مزيد من المواجهة غير المباشرة.
وقال ديميتري بريجع، مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية: "إن نشر منظومة أوريشنيك في بيلاروسيا خطوة تصعيدية تعكس استراتيجية روسيا في تعزيز وجودها العسكري على حدود الناتو، خاصة بعد التوترات الأخيرة في أوروبا الشرقية".
وأضاف بريجع لـ"إرم نيوز" أن هذا التحرك لا يقتصر على الجانب الدفاعي، بل يحمل رسالة سياسية واضحة للغرب بأن موسكو مستعدة لرفع مستوى الردع إلى مستويات غير مسبوقة.
وأشار إلى أن حلف شمال الأطلسي بلا شك سيرى في هذه الخطوة تهديدًا مباشرًا، ما قد يدفعه إلى تعزيز قواته في بولندا ودول البلطيق وربما زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا.
وأوضح بريجع أن هذه الخطوة التصعيدية من جانب روسيا لن تُعجِّل بحل النزاع، بل على العكس، قد تزيد من تعقيده وتدفع الأطراف نحو مزيد من المواجهة غير المباشرة. بالنسبة لروسيا، فإن نشر هذه المنظومة في بيلاروسيا يمنحها عمقًا استراتيجيًا إضافيًا ويضع المزيد من الضغوط على أوروبا، بينما يتطلب من الغرب إعادة تقييم حساباته الدفاعية في المنطقة.
وتابع بريجع قائلًا: "في النهاية، يبدو أن هذا التحرك جزء من لعبة طويلة الأمد، حيث يسعى كل طرف إلى تعزيز أوراقه التفاوضية قبل أي حديث جدي عن تسوية للأزمة الأوكرانية".
من جانبه، قال محمود الأفندي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن نشر روسيا لمنظومة "أوريشنيك" الصاروخية في بيلاروسيا يأتي كخطوة ردع جديدة من جانب روسيا تجاه حلف الناتو.
وأوضح الأفندي لـ"إرم نيوز" أن منظومة أوريشنيك الصاروخية، التي تحمل رؤوسًا نووية، تأتي بعد نشر منظومة إسكندر الصاروخية في بيلاروسيا، والتي تحمل أيضًا رؤوسًا نووية.
وأكد أن منظومة أوريشنيك الصاروخية ذات أهمية كبيرة بالنسبة إلى روسيا وبيلاروسيا، حيث تمثل وسيلة ردع موجهة لدول البلطيق وبولندا ضمن حلف الناتو.
وأشار الأفندي إلى أن النزاع بين روسيا وأوكرانيا قد يستمر لفترة طويلة، وربما تلجأ روسيا لاقتحام كييف عبر بيلاروسيا، مما يجعل هذه الخطوة حماية إضافية لدولة بيلاروسيا.
وأوضح أن بيلاروسيا قد تدخل جبهة القتال إذا سيطرت روسيا بالكامل على منطقة الدونباس، مشيرا إلى أن العقيدة النووية الروسية المعدلة تعتبر الاعتداء على بيلاروسيا بمثابة اعتداء على روسيا، ما يعني احتمال استخدام السلاح النووي في حالة حدوث أي هجوم عليها.
وتابع أن "وجود منظومة واحدة من أوريشنيك الباليستية كافٍ لتدمير مدينة أوروبية بالكامل، مثل باريس أو لندن، في وقت قياسي لا يتجاوز 15 دقيقة".
وخلص الأفندي إلى أن منظومة أوريشنيك تُعد سلاحًا دفاعيًا وهجوميًا في الوقت ذاته، قادرًا على تغيير المعادلة العسكرية على الأرض، في حال لجأت روسيا لاستخدامه.
