"نيويورك تايمز": الصين تُقدّم نفسها كمدافع عن الجنوب العالمي

قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن الصين تتودد إلى أفريقيا، وتقدّم نفسها على أنها المدافع عن الجنوب العالمي، والقادرة على دفع الغرب للاستماع إلى أصوات الدول الفقيرة.

وبذلت الصين كل ما في وسعها أمام تجمع القادة وكبار المسؤولين من أكثر من 50 دولة أفريقية في منتدى عُقد في العاصمة بكين، لإبراز نفوذ الزعيم الصيني شي جين بينغ في العالم النامي، وبأن بلاده هي المدافع القادر على دفع الغرب للاستماع إلى أصوات الدول الفقيرة.

واعتبرت الصحيفة الأمريكية، أن المنتدى الذي يستمر لمدة 3 أيام، يهدف إلى إظهار نفوذ بكين العالمي على الرغم من التوترات المتزايدة مع الغرب، وأن تودد الرئيس شي للدول الأفريقية، هو جزء من منافسة جيوسياسية كبيرة مع الولايات المتحدة، والتي اشتدت، خلال السنوات الأخيرة، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وموقف الصين العدواني تجاه تايوان.

 وقال إريك أولاندر، رئيس تحرير موقع مشروع الصين والجنوب العالمي الإلكتروني، إن "الصين تحاول الاستفادة من المساحة، التي تركتها الولايات المتحدة وأوروبا، اللتان تنفصلان بشكل متزايد عن أفريقيا".

وأشار، بحسب الصحيفة، إلى أن "الصين ترى فرصة لتعزيز مشاركتها بشكل حقيقي، وليس بالضرورة بالمال فقط".

وبيّنت الصحيفة أن الدفع الدبلوماسي لبكين أصبح أكثر إلحاحًا خلال العام الجاري، حيث تبحث الصين، التي تواجه تباطؤ النمو الاقتصادي في الداخل، واتهامات بإغراق الإنتاج الفائض في الخارج، عن مشترين جدد لبضائعها.

ولفتت الصحيفة إلى أن بعض الزعماء الأفارقة يفضلون علاقة أكثر توازنًا، علاقة تشتري فيها الصين المزيد من السلع تامة الصنع من دولهم.

 وبيّنت أن الصين عدلت نهجها في التعامل مع المساعدات الجديدة للمنطقة، وبدلًا من مشاريع السكك الحديدية الكبيرة وغيرها من مشاريع البنية التحتية، تؤكد بكين، الآن، على التزامات أقل تكلفة، مثل التدريب على المهارات الرقمية.

وفي حين التزم المقرضون الصينيون، العام الماضي، بتقديم 4.61 مليار دولار للدول والبنوك الأفريقية، وهو أعلى مبلغ منذ العام 2016، وفقًا لبيانات جامعة بوسطن؛ إلا أن هذا لا يزال يمثل جزءًا صغيرًا من ما يقرب من 30 مليار دولار سنويًا، التي تعهدوا بها في العام 2016، في ذروة التمويل الصيني في أفريقيا.

وذكرت الصحيفة أن الصين أكدت، مرارًا وبشكل رسمي، على أنها لا ترى أفريقيا كمنطقة تتنافس فيها القوى الكبرى على مكاسب جيوسياسية، وأصرت على أنها مهتمة بالعمل مع المنطقة نحو ما يسمّى "التعاون المربح للجانبين".

وأكدت أن مساعدات بكين، واستثماراتها، ودبلوماسيتها، ساعدت في تأمين الدعم الأفريقي للصين في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة.