مساعد بوتين: الرئيس الروسي يولي اهتماما كبيرا بكل القضايا خلال الحوار مع واشنطن
ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن أن طائرة عسكرية أمريكية، جمعت معلومات استخباراتية عن مواقع روسية من داخل المجال الجوي المتنازع عليه في البحر الأسود، في أول مهمة من نوعها منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وفقاً لسجلات الطيران.
وأضاف التقرير أن هذه الخطوة، التي رصدها لأول مرة موقع تحليل الاستخبارات مفتوحة المصدر MeNMyRC يوم الأربعاء، قد تعكس نهجًا جديدًا وأكثر جرأة من قبل وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في ظل رئاسة دونالد ترامب.
وأشار التقرير إلى أن القوات الجوية الأمريكية كانت سابقًا ترسل طائرات استطلاع إلى البحر الأسود من قواعد في أوروبا لمراقبة التحركات العسكرية الروسية، لا سيما في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.
ولكن بعد اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، تم استبدال الطلعات الجوية المأهولة بطائرات مسيرة، ما بدا أنه إجراء احترازي لحماية أفراد الطواقم الأمريكية.
وأظهرت إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) التي رصدها موقع Flightradar24 أن طائرة استخبارات إشارات أمريكية طراز RC-135V Rivet Joint، تحمل نداء "JAKE17"، حلقت في عمق البحر الأسود يوم الأربعاء، ودارت حول المجال الجوي الدولي على بعد حوالي 100 ميل جنوب غرب القاعدة البحرية الروسية في سيفاستوبول لمدة 4 ساعات تقريبًا.
وأوضحت "نيوزويك"، أن خريطة الرحلة، التي تعود إلى 5 فبراير/ شباط، أظهرت انحرافًا عن الممارسة السابقة التي كانت تقتصر على المجال الجوي لدول الناتو مثل رومانيا وبلغاريا.
ووفقًا للقوات الجوية الأمريكية، توفر طائرات Rivet Joint قدرات متقدمة لجمع وتحليل ونشر المعلومات الاستخباراتية في الوقت الفعلي تقريبًا، مع طاقم يضم أكثر من 30 فردًا، بينهم ضباط حرب إلكترونية ومحللو استخبارات. وتنتشر هذه الطائرات عادة في قواعد الحلفاء بالمحيط الهادئ لمراقبة خصوم مثل الصين وكوريا الشمالية.
وفي منشور على منصة "إكس"، تكهن موقع MeNMyRC بأن القوات الجوية ربما تلقت "أوامر جديدة" من البنتاغون، ما قد يشكل تحديًا لصناع القرار في الكرملين، خصوصًا إذا استمرت الطلعات الجوية المكثفة للطائرات المسيرة.
وأضاف الموقع: "عندما بدأت الحرب، أوقفت الولايات المتحدة العمليات المأهولة قبالة سيفاستوبول"، مشيرًا إلى تغير واضح في الاستراتيجية الأمريكية.
وفي مارس/ آذار 2023، أعادت القوات الجوية الأمريكية تعديل مهام الاستطلاع المسيرة في البحر الأسود بعد اعتراض طائرتين روسيتين لمقاتلة أمريكية MQ-9، ما أدى إلى تحطمها.
وعلى الرغم من استئناف الطلعات لاحقًا، إلا أنها كانت على مسافة أبعد من شبه جزيرة القرم.
واتهمت موسكو واشنطن باستخدام المعلومات الاستخباراتية التي تجمعها لتوفير بيانات استهداف دقيقة للهجمات الصاروخية الأوكرانية.
وحاليًا، تقوم طائرة Rivet Joint JAKE17، المتمركزة في قاعدة RAF Mildenhall بإنجلترا، بمهام دورية حول معقل كالينينغراد الروسي، الجيب الاستراتيجي على بحر البلطيق.
وحذّر "موقع تحليل الاستخبارات" من أن هذه المهام تحمل "مخاطر إضافية"، نظرًا لعدوانية المقاتلات الروسية والصينية في أثناء اعتراض الطائرات فوق المجال الجوي الدولي. وأشار إلى حوادث سابقة حلقت فيها مقاتلات معادية فوق الطائرات الأمريكية أو عبرت مسارها بشكل خطير.
وفي تعليق على "إكس"، قال المحلل الأمريكي بليك ألين، إن عودة الولايات المتحدة إلى عمليات التجسس العميقة في البحر الأسود تتماشى مع التقارير عن رفع القيود الغربية على الضربات العميقة، وهو تطور قد يكون له تداعيات كبيرة.
ويواصل حلف "الناتو" مراقبة الحدود الغربية لروسيا بشكل شبه يومي، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان الكرملين سيرد بشكل حازم على هذه التحركات الأمريكية/ بحسب "نيوزويك".