الدفاع المدني اللبناني: قصف إسرائيلي يقتل 3 صحفيين في منطقة حاصبيا جنوب لبنان

logo
العالم

انتخاب نائب رئيس البرلمان الفرنسي يكشف تصدع معسكر ماكرون

انتخاب نائب رئيس البرلمان الفرنسي يكشف تصدع معسكر ماكرون
البرلمان الفرنسيالمصدر: (أ ف ب)
23 أكتوبر 2024، 8:28 م

قال محللون سياسيون فرنسيون إن عملية انتخاب نائب رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية، التي كان من المفترض أن تكون إجراءً بروتوكوليًا بسيطًا، تحولت إلى "تصفية حسابات" داخل التحالف الحكومي.

واتفق المحللون في المراكز البحثية الفرنسية على أن هذه الانتخابات كشفت عن تصدعات عميقة داخل الأغلبية الرئاسية، بحيث طغت عليها الصراعات الداخلية والطموحات الشخصية، الأمر الذي يهدد وحدة الفريق المحيط بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

تطور غير متوقع

وفي تطور سياسي غير متوقع، فاز النائب البيئي عن إيزير، جيريمي يوردانوف، بمنصب نائب رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية، على مرشحة حزب الجمهوريين، فيرجيني دوبي مولر.

وأظهر هذا الانتخاب، الذي كان يُفترض أن يكون خطوة روتينية، تصدعات خطيرة داخل التحالف الحكومي، حيث تبادل كل من حزب الجمهوريين وحلفاء ماكرون اللوم بعد هذه الهزيمة التي كشفت عن الانقسامات الداخلية.

ويرى الباحث في معهد الدراسات السياسية بباريس، فيليب دوراند، أن هذه الانتخابات كشفت عن "تفكك داخلي خطير" في التحالف الحكومي، مضيفًا أن "الصراعات الشخصية والطموحات الفردية داخل الأحزاب المختلفة بدأت تطفو على السطح، ما يضعف الوحدة الداخلية".

وردًا على سؤال لـ"إرم نيوز"، حول ما إذا كانت هذه النتيجة مفاجئة، قال دوراند: "ربما، ولكن ما حدث مساء الثلاثاء يعكس بوضوح حجم الاضطرابات داخل الائتلاف الحاكم"، موضحًا أن النائب عن حزب البيئة جيريمي يوردانوف، المرشح الوحيد للجبهة الشعبية الجديدة (يسار) انتزع منصب نائب رئيس الجمعية الوطنية الذي كان يشغله سابقًا حزب الجمهوريين. 

وواجهت الكتلة الحاكمة، المكونة من 4 أحزاب داعمة لحكومة ميشيل بارنييه، هزيمة ثقيلة في هذه الانتخابات.

وفي الجولة الثالثة والأخيرة التي كانت تتطلب الأغلبية البسيطة، حصل يوردانوف على 175 صوتًا، متفوقًا على منافسته من حزب الجمهوريين، فيرجيني دوبي مولر، التي حصلت على 161 صوتًا.

وكان الفارق 14 صوتًا لصالح الجبهة الشعبية الجديدة، التي لم تحصد كامل أصواتها (حيث تمتلك حاليًا 192 مقعدًا)، ما يوضح حجم الاضطراب الداخلي داخل التحالف الحاكم.

أخبار ذات علاقة

فرنسا.. الموازنة تفتح الباب لمعركة جديدة داخل البرلمان

 

أزمة ثقة

وبدوره، قال  الباحث في معهد مونتين، فرانسوا لوفور، إن هذه الانتخابات تعكس "الاضطراب المتزايد داخل الأغلبية"، إذ ظهرت التوترات الكامنة إلى العلن، حيث استغلّ بعض النواب هذا التصويت للتعبير عن استيائهم من قرارات الحكومة الأخيرة.

وأشار لوفور، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إلى أنه "رغم عدم اندلاع مواجهات أو اشتباكات بالأيدي، إلا أن حدة الكلمات كانت واضحة" وفق تعبيره.

وقال النائب عن حزب الجمهوريين، فيليب جوسلين: "مع حلفاء كهؤلاء، لسنا بحاجة إلى أعداء!"، مشيرًا إلى الإحباط من تصرفات حزب الرئيس ماكرون.

وأضاف جوسلين أن "رئيس كتلة الحزب الحاكم في البرلمان، غابرييل أتال، وعد بدعمنا، لكن إما أنه لم يوفِ بوعده، وإما أن نوابه لم يتبعوا تعليماته".

ومن جهتها، قالت المحللة في مركز الدراسات الأوروبية، سيسيل مورو، إن  "ما حدث هو إشارة واضحة إلى أن التحالف الحاكم بدأ يواجه أزمة ثقة بين أعضائه".

وترى مورو، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن تقديم مرشح من "مودم" كان خطوة غير محسوبة أدت إلى إضعاف موقف التحالف.

وتوقعت أن "تؤدي الخلافات بين أحزاب التحالف الحكومي إلى تأثيرات سلبية على قدرتها على تمرير الإصلاحات التشريعية في المستقبل"، ما يؤكد أن الحكومة بحاجة إلى معالجة هذه الانقسامات بسرعة لضمان استقرارها.

وتُظهر هذه الآراء أن الانتخابات الأخيرة لم تكن مجرد اختيار لمنصب، بل كانت مؤشرًا على تصدعات أكبر داخل التحالف الحاكم، وهو ما قد يؤثر في مستقبل الحكومة واستقرارها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC