وزير الصحة البريطاني: هجمات إسرائيل على غزة غير مبررة ولا تطاق
تُشير صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن هجوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يُعتبر بمثابة علامة فارقة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ويعكس تحولا كبيرا في توجهاتها التي قد تؤدي إلى إعادة تشكيل النظام العالمي، بعدما لجأ إلى "تنفير الحلفاء والإشادة بالخصوم".
في غضون فترة قصيرة لم تتجاوز الأربعة أسابيع، غيّر ترامب بشكل جذري مسار السياسة الخارجية الأمريكية؛ ما جعل الولايات المتحدة تبدو أقل موثوقية في عيون حلفائها، وأكثر تراجعا عن التزاماتها العالمية بطرق قد تؤثر بشكل كبير على العلاقات الأمريكية مع بقية دول العالم، بحسب تقرير الصحيفة.
الصحيفة لفتت إلى أن ترامب أطلق سلسلة من التصريحات المثيرة للجدل التي أدت إلى تنفير حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين، حيث وصف الرئيس الأوكراني بالديكتاتور وابتعد عن تقديم الدعم المعتاد لكييف.
وتزامنت تلك التصريحات مع تراجع الولايات المتحدة عن دعمها الأوروبي في مفاوضات مع موسكو؛ ما يزيد فجوة الثقة بين الطرفين.
إضافة إلى ذلك، فكك ترامب وكالة المساعدات الأمريكية الكبرى التي كانت تقدم المساعدات للدول النامية، في وقت تتنافس فيه الصين بشكل متزايد للحصول على موطئ قدم في تلك الدول.
كما سلطت الصحيفة الضوء على خطوات أخرى في سياسة ترامب التي كانت بمثابة انقلاب على السياسات السابقة للولايات المتحدة، مثل اقتراحه بامتلاك قطاع غزة وطرد الفلسطينيين من القطاع، وهي خطوة تمثل انتهاكًا للجهود الأمريكية الطويلة الأمد لإيجاد حل سلمي لقضية الشرق الأوسط.
وبالتوازي مع ذلك، كانت خطط ترامب لزيادة التعريفات الجمركية على السلع الدولية بمثابة إعلان لنهاية العولمة التي كانت الولايات المتحدة تدعمها وتؤطرها، وفق التقرير.
أما عن رؤية ترامب للسياسة الخارجية، فقد كانت أكثر وضوحا في تغيير المواقف التقليدية للولايات المتحدة، حيث اعتقد أن الحلفاء يجنون أكثر مما يقدمونه، وأنه ينبغي على الدول الأخرى أن تتحمل تكاليف دفاعاتها، مقابل استمرار الدعم الأمريكي.
من هذا المنطلق، يقول التقرير إن ترامب يرى أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة يجب أن تكون أكثر ربحية وأن تحافظ على مصالح أمريكا الاقتصادية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب قد أضاف بعدا جديدا في ولايته الثانية، حيث اقترح توسيع حدود الولايات المتحدة عن طريق الاستيلاء على أراضٍ خارجية، مثل الاستيلاء على جرينلاند من الدنمارك واستعادة قناة بنما.
هذه الأفكار التي كانت تُعتبر غير قابلة للتنفيذ تحولت بفضل ترامب إلى سياسات أمريكية ممكنة؛ ما أرسل إشارات لدول العالم بأن الولايات المتحدة قد تتخذ خطوات أحادية في المستقبل، بحسب التقرير.
وتختم الصحيفة تقريرها بأن جميع هذه التطورات تزيد الشكوك والقلق في صفوف حلفاء الولايات المتحدة بشأن مصداقيتها وقدرتها على الوفاء بتعهداتها؛ ما يهدد سمعة أمريكا كداعم رئيس للأمن الدولي.