فرنسا: الانتشار العسكري الإسرائيلي بالأراضي السورية انتهاك لاتفاق فض الاشتباك
يواجه القائمون على حملات تطعيم السكان في منطقة الساحل الأفريقي وضعًا معقدًا، إذ تعرقل الحرب بين الجيوش الوطنية مع الجماعات المسلحة هذه الحملات.
وذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن "هذه الحروب باتت تهدد بانهيار حملات التطعيم الروتينية في وقت تتفشى العديد من الأمراض على غرار الحصبة في دول مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد".
وتشهد منطقة الساحل الأفريقي نشاطًا مكثفًا للجماعات المسلحة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تحذر فيه منظمات دولية من تداعيات الأزمات التي تعرفها منطقة الساحل على برامج الصحة، لا سيما مع تصاعد أعداد الجرحى والقتلى بسبب الاشتباكات الدامية التي تدور رحاها في دول المنطقة.
وقال الناشط الحقوقي النيجري أحمد سايفو إن "الحروب أصبحت تهدد برامج الرعاية الصحية وحملات التطعيم، لأن وتيرة استهداف الطواقم الطبية في تصاعد، لا سيما في بوركينا فاسو والنيجر ومالي".
وتابع سايفو لـ"إرم نيوز"، أن "البنية التحتية مثل الطرقات تضررت بسبب القصف والاشتباكات، ما يجعل القوافل الصحية غير قادرة على الوصول إلى السكان خاصة في المناطق التي تعرف حروبًا".
وبين أن "هناك دراسة حديثة كذلك كشفت أن ثلث العاملين في المجال الإنساني في العالم، الذين وقعوا ضحية عمليات اختطاف، هم في أفريقيا وأكثرهم في الساحل، في ظل انعدام الأمن وانتشار العصابات والتنظيمات المتشددة، وهو أمر يستدعي تحركًا دوليًا واسع من أجل تأمين الطواقم الطبية، خاصة أن القانون الدولي يجرم استهداف هؤلاء".
وأخيرا طلبت السلطات الانتقالية في النيجر من اللجنة الدولية للصليب الأحمر مغادرة البلاد، في تطور يكشف عن صعوبات تواجهها المنظمات المتخصصة في العمل الإنساني في المنطقة.
ويحكم النيجر ومالي وبوركينا فاسو مجالس عسكرية منبثقة عن انقلابات عرفتها هذه الدول تباعًا، وهي مجالس تواجه انتقادات محلية بشأن تعاملها مع المجتمع المدني والأحزاب السياسية.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشئون الأفريقية قاسم كايتا إن "حملات التطعيم أصبحت مهددة في هذه الدول التي تفتقر إلى أبسط الإمكانيات من أجل الاستجابة لحاجات السكان الصحية، ما يجعل تدخل هذه المنظمات ضرورة قصوى".
وبين كايتا لـ"إرم نيوز"، أن "هناك قوانين مشددة باتت تخضع لها هذه المنظمات غير الحكومية وعمليات طرد، ما يجعل أنشطتها محدودة للغاية رغم أنها أدت تاريخيًا دورًا هامًا في تطعيم السكان المحليين".
ورأى أن "على المجتمع الدولي التدخل من أجل حماية هذه المنظمات والعاملين في المجال الإنساني لإنقاذ الملايين من الأشخاص الذين هم في حاجة ملحة للتطعيم واللقاحات".
