"حوض التعدين".. هل فقدت أوكرانيا ثقتها بالسيطرة على دونباس؟

يعاني إقليم دونباس الأوكراني، مُنذ 8 سنوات من معارك مستمرة بين القوات الأوكرانية والانفصاليين المولين لموسكو، وتحاول روسيا بعد مرور عامين ونص من الحرب، الزحف بقوة نحو الإقليم الشرقي الأوكراني، الذي قد يُسفر الاستيلاء عليه عن تغير إستراتيجي في البلدين.

ويرى خبراء، أن الاستيلاء على إقليم "دونباس" قد يسفر عن تغير إستراتيجي في البلدين، إذ تسعى القوات الروسية إلى السيطرة على كل من دونيتسك ولوهانسك؛ نظرًا لأهمية الصناعية الكبرى والذي يُعرف بـ"حوض التعدين" الأوكراني.

وضم الإقليم، المعادن النفيسة المستخدمة في صناعة الأسلحة والمفاعلات النووية وطائرات الهليكوبتر.

وأجاب الخبراء على تساؤلات طرحتها "إرم نيوز" أبرزها، الأهمية الإستراتيجية لإقليم "دونباس"، ومدى قدرة القوات الروسية على السيطرة عليه في خضم المعارك الطاحنة التي يشهدها "كورسك"، وإذا سيكون الحسم من دونابس.

ويؤكد أستاذ العلاقات الدولية نورهان الشيخ، أن القوات الروسية تسعى إلى السيطرة على كثير من المقاطعات الأوكرانية الموجودة داخل "دونباس" بهدف إنشاء جسر بري يربط مناطق الشرق الأوكراني بشبه جزيرة القرم، وعودة النفوذ الروسي عليها.

وأوضحت بأن ذلك يُمكن الروس من السيطرة على المياه الإقليمية التي تعزز من قوتها البحرية حال تعرضها للهجوم الغربي.

وتشير أستاذ العلاقات الدولية، في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن نجاح القوات الروسية في السيطرة على "دونباس" مؤشر على الحسم العسكري الروسي وهزيمة أوكرانيا، وما يُساعدها في هذا الإقليم الحيوي هو سيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو على نحو 93% من مساحة مقاطعة لوهانسك، و54% من مساحة دونيتسك أكبر مقاطعتين بالإقليم.

وتابع أستاذ العلاقات الدولية في تصريحاتها قائلًا: "بعد نجاح القوات الروسية في التقدم داخل بوكروفسك وتوريتسك، يوجد توقعات بالتوسع في العمليات العسكرية التي بدأتها موسكو خلال أيام في دونباس من خلال إرسال فرق ووحدات لتقديم الدعم العسكري في الاتجاهات الأوكرانية كافة؛ لتعزيز التقدم الورسي".

وفي السياق ذاته، يشير الباحث في الشؤون الروسية أديب السيد، إلى أن السيطرة على مناطق إقليم دونباس هي أكثر أهمية لدى موسكو من "كورسك" الروسية التي ما زالت تتقدم فيها القوات الأوكرانية؛ نظرًا لأن هذا الإقليم يستحوذ على 30% من إجمالي الصادرات الأوكرانية، و20% من الناتج المحلي، بالإضافة إلى أنه يحتوي على احتياطي كبير من الفحم يُقدر بـ 60 مليار طن.

 وأضاف الباحث في الشؤون الروسية في تصريحات لـ "إرم نيوز" أن "دونباس" يُعرف بـ"حوض التعدين" بعدِّه قلعة إنتاج الحديد والصلب والزئبق والفولاذ المستخدم في إنتاج المفاعلات النووية وصناعة الدبابات وطائرات الهليكوبتر في أوكرانيا.

ونظرًا لهذه الأهمية الصناعية قد تغير إستراتيجية البلدين حال نجاح روسيا في السيطرة على هذا الإقليم.

وأوضح السيد، أن عودة هيبة الدب الروسي ستكون من خلال السيطرة على إقليم "دونباس"، وهو سهل التحقيق؛ نظرًا لوجود 30% من الانفصاليين الموالين لروسيا على أراضيه، واستمرار معاركهم ضد القوات الأوكرانية خلال السنوات الماضية، متوقعًا أن تكثف القوات الروسية عملياتها العسكرية ضد هذا الإقليم خلال الساعات المقبلة للسيطرة عليه.