بوتين يقر رسميا معاهدة الشراكة الاستراتيجية مع إيران
قال موقع "ذا هيل" الأمريكي إن الحرب التجارية المحتدمة التي يقودها الرئيس دونالد ترامب ضد الصين وضعت شركة تيسلا وإيلون ماسك في موقف معقّد، إذ تواجه الشركة رسومًا جمركية متزايدة في واحدة من أهم أسواقها العالمية.
وجاءت أولى الإشارات على ذلك يوم الجمعة، حين علّقت تيسلا إمكانية طلب سيارات من طراز " S وX" عبر موقعها الإلكتروني في الصين، بعد أن رفعت بكين الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية إلى 125%، في خطوة تصعيدية ضمن المواجهة الاقتصادية بين العملاقين.
ورغم عدم تقديم تيسلا تبريراً رسمياً للتعليق، يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تكون محاولة استباقية من ماسك لتقليل أثر الحرب التجارية على شركته، خاصة في ظل تصاعد التوتر وعدم وضوح الرؤية.
وقال المحلل الاقتصادي ماكسويل شولمان إن استمرار تيسلا في بيع السيارات المصنعة محلياً في الصين، مقابل تجميد استيراد النماذج الأمريكية، يشير بوضوح إلى التأثير السلبي للرسوم الجمركية في المبيعات الدولية.
بدورها، أكدت سارة كريبس، مديرة معهد سياسات التكنولوجيا في جامعة كورنيل، أن سياسات ترامب التجارية لم تحمِ تيسلا، بل أسهمت في الإضرار بها، مشيرة إلى أن ماسك "قام بمخاطرة كبرى"، خسر فيها بعضاً من الدعم المحلي، والآن يواجه صعوبات في السوق الصينية كذلك.
ووفقاً للتقرير، فإن تيسلا باتت واحدة من عدة شركات أُجبرت على إعادة النظر في عملياتها التصنيعية الخارجية، إما بتقليص الإنتاج أو بتأخير الشحنات، في ظل بيئة تجارية غير مستقرة.
وفقا للموقع فإن الطرازين ( S وX) يتم تصنيعهما في مصنع تيسلا بكاليفورنيا، ما يجعلهما عرضة مباشرة للتعريفات الجمركية الصينية.
في المقابل، ما زال طرازا (موديل 3) و(موديل Y) متاحين في الصين، وهما يُنتجان في مصنع تيسلا في شنغهاي، وبالتالي أكثر تحصيناً من هذه القيود.
وقال مارتن تشورزيمبا من معهد بيترسون للاقتصاد الدولي إن مثل هذه السياسات قد تكون مدمّرة على المدى الطويل، مؤكدًا أنه "لا يمكن للشركات ببساطة تحمل مثل هذه الأعباء دون رفع الأسعار كثيرًا، وهو ما قد ينعكس سلباً على المبيعات".
ويرى خبراء أن تعليق بعض الطرازات يمثل خطوة متوقعة في مواجهة حالة عدم اليقين، كما أن دمج النماذج أو التركيز على التصنيع المحلي يُعد وسيلة وقائية.
وعلى الرغم من أن ماسك عبّر علنًا عن معارضته لسياسات التعريفات الجمركية، فإنه من غير المؤكد إن كان لموقفه أي تأثير على قرار ترامب بإعفاء بعض الدول من الرسوم، مع الإبقاء على الصين في دائرة الاستهداف.
ويحذر خبراء من أن ارتباط تيسلا الوثيق بماسك، الذي له صلات مع الإدارة الأمريكية، قد يجعلها هدفًا مفضلاً لبكين في حال قررت الرد على واشنطن بطريقة "رمزية".
وختم شولمان بالقول إن المستهلك الصيني قد يتحول إلى دعم العلامات التجارية المحلية بدلاً من تيسلا، ليس فقط بسبب الرسوم، بل لارتباط الشركة بصراع جيوسياسي أوسع.
