تجاوز "أخطاء هيلاري".. كلمة السر لفوز هاريس بالرئاسة

أجمع خبراء في الشأن الأمريكي أن المرشحة الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية، كامالا هاريس، تعلمت من أخطاء المرشحة السابقة عن ذات الحزب في انتخابات 2016، هيلاري كلينتون، التي واجهت بها المرشح الحالي والرئيس السابق دونالد ترامب، وفاز فيها الأخير.

وبحسب مراقبين، فإن من بين تلك الأخطاء التي ارتكبتها كلينتون، وتسببت في خسارتها، وتعمل هاريس على تلافيها، الثقة الزائدة في الفوز على ترامب، والاستهتار بقوة أدواته، والاستخفاف ببعض جوانب أسس الدعاية، وعدم زيارة بعض الولايات المهمة قبل الانتخابات، ما أدى لتحول الكفة لصالح ترامب بعد أن كانت لمدة طويلة في صف كلينتون.

وتطرق مراقبون في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى بعض العقبات التي قد تواجه هاريس في التعامل مع الناخب الأمريكي، منها مدى جاهزية تقبل الأمريكيين أن تكون رئيسة الولايات المتحدة "امرأة"، علاوة على خطتها الاقتصادية التي وصفت بـ"العائمة"، بالإضافة إلى عدم تعاملها بشكل جيد مع ملف "الهجرة" الذي أسنده إليها الرئيس الأمريكي جو بايدن.

استغلال أدوات خسارة هيلاري 

ويرى النائب التنفيذي لرئيس جامعة سانت فينيست الأمريكية، الدكتور عابد الكشك، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هاريس تعلمت جيدًا من الدرس الذي أخطأت فيه كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي في 2016 أمام ترامب.

وأشار الكشك إلى أن معظم الأخطاء كانت تتعلق بالثقة الزائدة في النفس بتحقيق الفوز على ترامب، ما انعكس سلبًا على عدة أوجه، ليصل بها الحال إلى "الاستخفاف" ببعض جوانب أسس الدعاية، وعدم زيارة بعض الولايات المهمة قبل الانتخابات.

وأوضح النائب التنفيذي أن من أخطاء كلينتون التي تعمل هاريس على تفاديها، أنها لم تكن تهاجم ترامب بالطريقة نفسها التي يستخدمها في المواجهة، علاوة على أن كلينتون لم تُعطِ أهمية لقوة الأدوات التي كان يستخدمها ترامب، وكانت تتوقع أنه أضعف مما هو عليه، لكن الرئيس السابق والمرشح الحالي ترامب استطاع، بقوة  الجمهوريين من ورائه، تحويل الكفة التي كانت ناحية كلينتون لصالحه.

وتابع الكشك أن هاريس تهاجم ترامب بطريقة تناسب أسلوبه، ولا تهاب نهجه، ولا تقلل أيضًا من أدواته، ولا تتوقف عن زيارة كافة الولايات، فهي تحاول على مدار هذه الأيام وحتى قبل إجراء الانتخابات تقوية موقفها مع الناخب الأمريكي، لا سيما أن من سيحسم الأمر هم الناخبون المستقلون الذين لم يقرروا حتى الآن موقفهم.

وسلط الكشك الضوء على أهمية زيارات هاريس لمختلف الولايات، لا سيما "المتأرجحة"، في إطار التعلم من أخطاء كلينتون أيضًا، لافتًا إلى أن هناك ولايات معينة يكون لها أدوار بالغة الأهمية في الحسم، ومن بين تلك الولايات، ولاية ميشيغان ذات الجالية العربية، التي يبدو أنهم حتى الآن يميلون لهاريس وسط مساعي الإدارة الديمقراطية بوقف إطلاق النار في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ويعتقد النائب التنفيذي أن هناك عقبة تتعلق بوصول هاريس لتكون أول رئيسة في الولايات المتحدة، وقد يكون لها اختلاف مع وجود ترامب، وهذه العقبة تتعلق بمدى جاهزية الأمريكيين لتقبل أن تكون رئيستهم امرأة.

وضع هاريس يختلف عن كلينتون

 

وأكد الخبير في الشؤون الأمريكية، الداه يعقوب، أن وضع هاريس يختلف عن كلينتون أمام ترامب، إذ إن الشارع الأمريكي كان مستاء من المرشحة الديمقراطية في انتخابات عام 2016، نظرًا إلى عدة أمور منها أنها كانت حاضرة بقوة في فترة الرئيس الأسبق باراك أوباما، عبر منصب وزيرة الخارجية، بشكل لم يعجب الكثيرين وسط أحاديث عن تعاملها بسياق غير مناسب مع العديد من الملفات.

وأضاف يعقوب في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن كلينتون تختلف عن هاريس في تدخلها في أمور لا تتعلق بمنصبها، فضلًا عن ما تردد حول إقامتها شراكات اقتصادية حققت من ورائها استفادة شخصية، وهو ما استغله ترامب في الدعاية الانتخابية وتسويقه أمام الرأي العام الأمريكي في مواجهة 2016.

وأوضح الخبير أن ترامب راهن في مواجهة كلينتون على فتح ملفات وصلت إلى اتهامات بحق الأخيرة التي لم تستطع الدفاع عن نفسها، منها أنها فاسدة ومتورطة في ملفات مالية، ورغم استطلاعات الرأي التي كانت تشير إلى تقدمها، حدث ما جرى ونجح ترامب في منعها من الوصول إلى البيت الأبيض.

وأشار يعقوب إلى أن حظوظ هاريس كبيرة في ظل استغلال بعض الأمور التي تعتبر لصالحها، منها أمام الناخبين أصحاب الأصول المهاجرة، في ظل كونها من أصول هندية، وسط الحديث عن أن وصول السيدات إلى الحكم في أمريكا بات أمرًا يطالب به الكثيرون.

وأشار الخبير إلى أن هاريس استفادت من أنها ذات خلفية قضائية، وليس لديها فضائح مالية تُذكر، كما أنها حتى الآن تحظى بدعم كبير من الحزب الديمقراطي، وهي هادئة لا تصطدم عبر تصريحات مستفزة، وتعمل على الاستفادة من الخصومة القوية التي يقودها ترامب ضدها.

وقال يعقوب إن أكثر العقبات التي تواجه هاريس لتكون أول رئيسة للولايات المتحدة هي الخطة الاقتصادية "العائمة" التي طرحتها، وانتقدها العديد من الخبراء الاقتصاديين في أمريكا.

وختم الخبير أن الخطة الاقتصادية التي طرحتها هاريس غير محددة، وليس لها ركائز يجد فيها المواطن الأمريكي الاستفادة، إذ تحدثت بشكل عام دون تركيز، وهي نقطة من الممكن أن يستغلها ترامب، بالإضافة إلى عدم تعاملها بشكل جيد مع ملف الهجرة بعد أن أسنده إليها بايدن.