وسائل إعلام حوثية: مقتل شخص بغارة أميركية استهدفت منزلا في "حفصين" غرب صعدة
كشف تقرير لمجلة "جون أفريك"، عن تمكن المتمردين المدعومين من رواندا من السيطرة على معظم مدينة ساكي الاستراتيجية، الواقعة على بُعد 20 كيلومترًا فقط غرب غوما الكنغولية، بعد معارك طاحنة بدأت في 23 يناير الجاري.
واستؤنفت الاشتباكات العنيفة بين متمردي حركة "إم 23" المدعومة من رواندا والجيش في كونغو الديمقراطية، بعد توقف مؤقت لم يدم سوى ساعات.
وتُعد ساكي نقطة ارتكاز رئيسة على الطريق المؤدي إلى العاصمة الإقليمية غوما، حيث يشهد محيطها تحركات عسكرية مكثفة، في ظل تصاعد التوتر الأمني، مما يفاقم المخاوف من سقوط المدينة في قبضة المتمردين.
وأشار التقرير إلى أن منطقة مومابيرو القريبة من ساكي تحتضن قواعد عسكرية لقوات جنوب أفريقيا، بالإضافة إلى وحدات تابعة لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام "مونوسكو"، والتي تضم جنودًا من الهند، أوروغواي، وغواتيمالا.
كما أكدت مصادر محلية اندلاع مواجهات عنيفة في كيبوما، الواقعة على بُعد 20 كيلومترًا شمال غوما، حيث تشارك قوات من شركة "كونغو بروتيكشن" العسكرية الخاصة، التي تضم مقاتلين من رومانيا، في دعم الجيش الكونغولي.
مع تفاقم الأوضاع، سارعت السفارة الفرنسية في 24 يناير إلى حث رعاياها على مغادرة غوما بأسرع وقت ممكن عبر الطرق البرية المتاحة، في خطوة سبقتها إليها السفارتان الأمريكية والبريطانية، اللتان نصحتا مواطنيهما بالمغادرة تحسبًا لاحتمال إغلاق المعابر الحدودية مع رواندا في أي لحظة.
تزامنًا مع هذا التصعيد، عاد الرئيس الكونغولي فليكس تشيسكيدي إلى البلاد على نحو مفاجئ، متخليًا عن مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
وفور وصوله إلى كينشاسا في 23 يناير، ترأس اجتماعًا لمجلس الدفاع الأعلى في 24 يناير، تزامنًا مع اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي، حيث تسارعت الاجتماعات مع القيادات الأمنية والعسكرية لاتخاذ إجراءات عاجلة ضد تمدد المتمردين.
وفي سياق متصل، عاد رئيس الجمعية الوطنية فيتال كاميرهي بشكل مفاجئ من زيارته إلى فيتنام، ما يعكس حالة الطوارئ التي فرضها التصعيد العسكري الأخير.
ووصلت وزيرة الدفاع الجنوب أفريقية أنجي موتشكغا إلى غوما قادمة من كينشاسا، قبل أن تتوجه إلى بيني، حيث التقت القوات الجنوب أفريقية المشاركة ضمن بعثة "مونوسكو" الإقليمية.
وتضم هذه القوات وحدة التدخل السريع الجنوب أفريقية (SANDF)، التي تكبدت خسائر في اشتباكات مع "إم 23" في يونيو 2024. وتأتي الزيارة في إطار تعزيز التنسيق العسكري مع الجيش الكونغولي، وسط انتقادات داخل جنوب أفريقيا بشأن انخراط جيشها في عمليات خارجية معقدة.
وأكد تقرير "جون أفريك" أن المعارك العنيفة حول ساكي أدت إلى نزوح آلاف المدنيين نحو غوما، التي تعاني أساسًا من اكتظاظ مخيمات اللاجئين ونقص حاد في الموارد الإنسانية.
وأشار التقرير إلى تكثيف التحركات العسكرية داخل المدينة، حيث تم نقل معدات ثقيلة ودبابات إلى الجبهات المتوترة، في حين شهدت المستشفيات توافد أعداد متزايدة من الجرحى، ما يزيد الضغط على البنية التحتية الصحية المنهكة بالفعل.
وسّعت حركة "إم 23" عملياتها خلال الأيام الأخيرة، حيث تمكنت من السيطرة على مدينة مينوفا في 21 يناير، ما يعكس تصاعد نفوذها في إقليم كيفو الجنوبي.
ويُبرز هذا التقدم مدى تعقيد المواجهة المستمرة منذ 3 سنوات بين المتمردين والجيش الكونغولي، الذي يعاني من نقص في الإمكانيات والتجهيزات، رغم تغيير القيادة العسكرية في ديسمبر الماضي.
يأتي هذا التصعيد في ظل جمود دبلوماسي حاد بين كينشاسا وكيغالي، حيث تتهم الكونغو رواندا بدعم "إم 23" عسكريًّا ولوجستيًّا، بينما تبرر رواندا تحركاتها بأنها إجراء دفاعي ضد تهديدات القوات الديمقراطية لتحرير رواندا (FDLR).
في المقابل، أكدت تقارير الأمم المتحدة أن رواندا تقدم دعمًا عسكريًّا مباشرًا لحركة "إم 23"، بما في ذلك إمدادات أسلحة متطورة. كما كشفت تقارير أممية عن استيلاء المتمردين على أحد أغنى مناجم الكولتان في شرق الكونغو، والذي يُستغل كمصدر رئيس لتمويل عملياتهم العسكرية.
وخلص تقرير "جون أفريك" إلى أن التصعيد في كيبوما وساكي يعكس الهشاشة الأمنية المتزايدة في شرق الكونغو، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية وتعثر المساعي السياسية الرامية لاحتواء النزاع.
وفي ظل استمرار المواجهات، تبقى مدينة غوما تحت تهديد مباشر، بينما تواجه الأطراف الإقليمية والدولية تحديات متزايدة في إيجاد حل شامل للصراع، في وقت تبدو فيه الخيارات العسكرية هي المتصدرة للمشهد على حساب أي جهود دبلوماسية جادة.
